امة فى منعطف

مة في منعطف تاريخي

………………………….

ليس كل خريف يعقبه ربيع تورق اشجاره وتزهر اغصانه ، الخريف الذي تدمر عواصفه الاشجار وتقتلع جذورها لاربيع له ولو اقبلت ايامه ، وهذا ما حدث بالنسبة للخريف العربي الذي كان براد به ان يضعف الوجود العربي في المشرق العربي ويقكك ما كان متماسكا من بقاياه ، لكي تضيع هويته العربية بسبب الصراعات القومية والدينية والطائفية المصطنعة التى ارتفت شعاراتها فجأة وكان التعددية الطائفية لم تكن من قبل، الخريف الذي تحركه الايادي الخارجية سيؤدي الى الفوضى المرادة منه لا محالة ، المشرق العربي في خطر يهدد هويته العربية عن طريق القوضى الهدامة وليس الخلاقة كما يدعون , وليست هناك فوضى خلاقة الا ادا احكم الانسان امرها واخضعها لار ادته وتحكم فىها  ، لمصلحة من يتفكك العراق وتنهار سوريا ، ويصبح معظم السوريين والعراقيين لاجئين لا هوية لهم ولا وطن بعد ان كانوا حماة الديار والحصون المنيعة ، انهم في كل مكان يبحثون عن الدفء والامان بعد ان فقدوه ، انها محنةً شعب كان غيورا على هويته العربية وثقافته الاسلامية ، لم تتوقف عواصف الخريف بعد ، ولم يرفع الركام عما كان خفيا من الاسرار التي بخفيها الظلام الذى تتحرك فيه الاشباح ، لقد انطفأت الانوار وعمت الفوضى في كل مكان ، وانتقل مركز القرار الى منطقة الخليج العربي الخاضعة للهيمنة التي جعلتها وصية على ثروة العرب ومكنتها منها لكيلا تذهب الى العرب ، ما اقسى ما عانته امة العرب من المآسي والكوارث الناتجة عن الجهل والتخلف والتبعية ومشاعر الاحباط وخيبة الامل ، كنا في سن الطفولة نحلم بالافضل ، وكنا كبارا باحلامنا ، وانطفأت الانوار وخابت الآمال ، ولم نعد كما كنا من قبل ، كنا نجتمع كاسرة واحدة متحابة متماسكة نتفق ونختلف ثم نتصالح ونتعانق وكانه لا شيء ، وانتهت هذه الحقبة وترسخت الخلافات وتمكنت الكراهية والبغضاء ، واصبحت الانهيارات في كل مكان فى الارض العربية ، واصبح العربي يكيد للعربي ويتآمر عليه ويسعى لاضعافه وافقاره ، واصبحت اسرائيل تتوغل في كل ارض عربية وكانها الوصي على العرب في ارضهم تخطط لهم , وترسم لهم سياستهم وتقتحم مخادعهم بارادتهم , وتحذر البعض من البعض الاخر وتخيفه من اخيه وجاره ، الامة العربية هي المؤتمنةً على الارض العربية كلها ان تحافظ عليها وعلى تراثها الاسلامي وخصوصياتها التاريخيةًً ، لا تفريط باي حق من حقوقها ولا تمييز بين الشعوب العربية ، وفلسطين ارض عربية ولا مكان لاسرائيل في الارض العربية ولو استقرت فيها ، والتفريط في اي شبر خيانة قومية ، ويجب ان يتحرر القرار العربي من الوصاية عليه لكي يكون عربي المصدر معبرا عن ارادة ً العرب فيما يحمي مصالحهم المشروعةً، لا لسياسات الوصاية السياسية , ولا لمواقف التبعية الاقتصادية ، الارض العربيةً تحتضن كل من يعيش فيها من ابناء هذه الامة من كل الطوائف والمذاهب والقوميات ، هذه الارض لكل من يعيش فيها ويعتز بها ويدافع عنها ضد الغزاة ، الاسرة العربية جزء من الاسرة الكونية وتملك من الحقوق ما يملكه غيرها من حق الدفاع عن مصالحها وحقوقها المشروعة ، ولا وصاية لاحد على هذه الامة فيما تعبر به عن نفسها ، واهم ذلك اعتزازها بعقيدتها الاسلامية وثقافتها وقيمها الاصيلة ، كل جيل مكلف ومؤتمن ان يحافظ على الامانة , والا يفرط فيما هو مؤتمن عليه ، والدفاع عن الحقوق المشروعة جهاد مشروع ومحمود ومطلوب ، هذه هي رسالة هذا الجيل ، وهذه هي مسؤوليته الا يقصر ولا يفرط فيما هو مؤتمن عليه ، الاختلاف في الراي مهما كانت اسبابه لا يبرر التباعد والتحاقد والتخاصم ، الاسرة العرببة ليست خارج الاسرة الكونية المؤتمنة على الحياة ان تصلح ما استطاعت فيها لكي ينتصر الحق على الباطل والخير على الشر وتنتصر الحياة على اعداء الحياة من رموز الشر والطغيان ..

……………………………………..

ا

( الزيارات : 231 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *