اهمية التثبت فيما نرويه..

  كلمات مضيئة..اهمية التثبت فيما نرويه..

علم التاريخ من اهم العلوم التى تحتاجها الاجيال المتعاقبة لاسباب كثيرة ,  اهمها ان كل جيل يحتاج الى ان يتعلم من الحياة تجربة الاجيال المتعاقبة فى كل شان من شؤون حياتهم , الا ان مشكلة التاريخ هي مشكلة الرواية وعدم التثبت من المرويات التى يسهل الكذب فيها ويكبر الوهم وتكون فيها المبالغات التى لا تخفى على اصحاب الاختصاص بالتاريخ , وافضل من كتب عن منهج النقد التاريخى هو ابن خلدون فى مقدمته التى خصصها ليس للتاريخ وانما لفهم التاريخ وعقلنة الرواية التاريخية بحيث تكون ممكنة الحدوث خالية من شطحات المؤرخين ورواة احداثه , فى كل المرويات لا بد من التثبت من الرواية , وليس كل مؤرخ يملك اهلية الفهم , مالا يمكن ان يكون فلا يمكنه ان يكون ولو جاء فى كتب التاريخ , التثبت من الرواية التاريخية تحتاج لقدرات علمية وشخصية وتحتاج الى استقامة ونزاهة وتقوى , الرواية مسؤولية اخلاقية , عندما يصبح العلم من الوظائف المعاشية يصبح مهنة كبقية المهن التى يراد بها وسيلة المعاش , كان العلم فى الماضى رسالة تختص بكبار مجتمعهم نسبا وشرفا ونزاهة , كان العلم شرفا لاهله  , وعندما اصبح العلم مهنة اصبح كبقية الوظائف المعاشية , حسن الفهم يحتاج الى معرفة بتجارب الاجيال ,  وهذا يحتاج ان تكون رواية التاريخ صحيحة وموثقة بوسائل التثبت العلمية , ولهذا اهتم علماء الحديث بعلم الجرح والتعديل للتوصل الى منهجية علمية فى معرفة مدي صحة الاسانيد , الرواية التاريخية ظلت اسيرة المبالغات والاوهام والعواطف , الرواية امانة ولا يحسنها الا اهل العلم والتقوى ممن يخجلون من ان ينسب اليهم ما لا يصح من امثالهم , اهم ما يجب الاهتمام به هو طبيعة الرواية , العدالة ليست كافية لصحة الرواية , ولهذا اهتم علماء الحديث بما سموه الضبط , ولكن من يحسن ضبط الرواية , لا حدود لدلالات الضبط ,  ومن الضبط حسن الفهم فليس كل ما يسمع يروى , كل كلمة ترتبط باسبابها ومناسبتها وزمانها ودلا لتها , الرواية ليست مجرد حفظ تلك  الرواية , وانما حسن فهمها ومعرفة المراد منها , عندما يجرى التساهل فى الرواية تكثر الاغلاط والتجاوزات , لا بد من التثبت من الرواية , وقد ادى التساهل فى الرواية التاريخية الى فقدان الثقة بالتاريخ كله وادى هذا الى انتشار الاساطير التى لا اصل لها ولا تتفق مع ثوابت العقول والعادات , جهد العقول يخضع لمعايير نقدية فى ثبوته اولا وفى دلالته , عندما نعيد كتابة التاريخ بطريقة علمية نرتقي بمستوى وعي مجتمعنا , نحن مكلفون ان نفهم واداتنا للفهم هو العقل , ومالا تدركه العقول فهو من الغيب الذى نؤمن به ولا نخوض فى جزئياته , كنت اتامل فى كل ذلك وكنت ارفض الكثير مما كنت اسمعه ولا اجد سندا صحيحا له , ما تجاوز الوحي فهومن جهد العقول وهو متجدد وهو متاثر بز مكانه ومكانه ومحيطه , عندما نثق بالانسان فسوف ننهض ولو قليلا و وعندما نفقد الثقة بالعقول فسوف ننحدر ولا نشعر بما نحن فيه , من الجهل الا يدرك الجاهل جهله , وفى مجتمع يكثر الجهل فيه فمن المرجح ان تكثر العثرات وتستفحل الاعراض المرضية فى مجتمعنا ..واول خطوة في تصحيح ما نرويه ان نتساءل بكل موضوعية:  هل يمكن لما نرويه ان يكون صحيحا ..   

( الزيارات : 923 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *