اهمية مراعاة المصالح الاجتماعية

           

 

 اهمية مراعاة المصالح الاجتماعية…

القرآن كّلام الله وهو دستور الإسلام ، والسنّة جاءت مبيّنةً وموضّحةً ومؤكدةً لما جاء في القرآن ، ولا يمكن للسنّة أن تخالف أو تخرج عما جاء فيه من أسس وأحكام وتوجيهات ، وعلماء كلّ عصر أقدر من علماء عصرٍ سابقٍ على فهم واستنباط الأحكام الملائمة لعصرهم ، فالشريعة جاءت لتحقيق أهدافٍ في المجتمع تتمثل في تصحيح العقائد والسلوكيّات وترسيخ القيم الإنسانية ، ومنع الظلم والعدوان وتحريم المعاملات الجائرة وحماية المستضعفين من ظلم الأقوياء, ولا يمكن لأيّ مجتهد أن يستنبط حكماً يُناقض هذه المبادئ أو يقرّ ظلماً أو يبيح عدواناً ، فإن صدر من مجتهدٍ ما يبرّر الظلم فهذا دليلٌ على جهل المجتهد بمقاصد الشريعة ، ويجب أن يفهم النّص في نطاق أهداف الشريعة ولا عبرة لدلالة لغويّة لا تحقّق المقاصد المرجوة من الشريعة ويجب أن تتجه اهتمامات الفقهاء المجتهدين لتحقيق مصالح المجتمع وأن تراعي الأعراف التي يرتضيها المجتمع في كلّ عصر ، ولكلّ عصرٍ مصالحهُ وأعرافهُ ، وكلّ مجتمع ينتج قيمَهُ السلوكيّة ، ولا يمكن تجاهل حاجات كلّ مجتمع وكلّ بيئة ، والشريعة تعترف بكلّ الأعراف والقيم والمعاملات التي يراهاالمجتمع عادلةً وتحقّق مصالحه بشرط ألا تتعارض مع الأسس والمبادئ التي أقرّتها الشريعة ، وفقهاء كلّ عصرٍ هم أقدر على فهم مصالح عصرهم ، وتجب الثقة باجتهاداتهم ولو كانت مخالفة لآراء من سبقهم من العلماء ، والدليل الأقوى هو معيار التفاضل . .                  

ولا يجوز تجاهل مصالح الخلق فهي المقاصد الشرعيّة المرجوَّة ، فإذا رأيتم حكماً شرعياً يتناقض مع مصالح الخلق فتأكدوا من صحته أولاً وأعيدوا في تفسيركم لهذا النص ، فلا تناقض مع الأحكام الشرعيّة والمصالح الاجتماعية , وما جاءت أحكام الإسلام إلا لجلب المصالح ودرء المفاسد , وما ترونه بعقولكم مصلحة قد يكون مآله مفسدة فتحرّوا عن المصالح الحقيقية , والتزموا بها , والإسلام معكم في دفاعكم عن مصالحكم العادلة المشروعة , ولا يقبل الإسلام ظلماً للعباد وما جاءت الرخص الشرعيّة إلا لدفع الحرج عن المسلمين , ومن نسب للإسلام ظلماً في حكم أو قضاء فقد أخطأ الطريق وكان استنباطه خاطئاً , فما جاءت الشرائع إلا للدفاع عن الحقّ والعدل ومنع التظالم في المعاملات , وكلّ ظلمً مرفوضٌ ولو أقام صاحبه الدليل , فلا دليل يؤيّد الظلم أو يدافع عن ظالم , والإسلام حليف المظلومين والمستضعفين , ولا ينصركم إلا إذا وقفتم في وجه الظلم ودافعتم عن حقوقكم , ولا حقوق للمستسلمين الذين يتنازلون عن كرامتهم.

( الزيارات : 835 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *