ثوابت الدستور ..وحقوق الانسان

 الدستور هو الوثيقة التنظيميّة التي تضعها الأمة من خلال من يمثلها ، والتي تتضمن المبادئ والأسس والضوابط التي تُبنَى عليها الدولة ، والتي يجب على من يتولى السلطة الالتزام بها والتقيد بما جاء بها ولا يجوز الخروج عن مضمونها ، وأهمّ ما يتضمنه هذا الدستور هو الحقوق والأسس التي أقرّها القرآن الكريم للحكم وللإنسان وللمجتمع وللعلاقات الإنسانيّة ولا يمكن للدستور أن يتعارض مع الأسس والثوابت الإسلاميّة ويلتزم رئيس الدولة الذي تختاره الأمّة وفقاً لأحكام الدستور ملتزماً باحترام نصوص الدستور ، وأهم ما يجب أن يتضمنه الدستور ما يلي :

أولاً: التأكيد على احترام حقوق الإنسان في الكرامة والحريّة والمساواة وحريّة العقيدة وحقّ كلّ مواطن في ممارسة شعائره الدينية وعدم الإكراه في الدين وحريّة الرأي والفكر واحترام الأديان والثقافات ومساواة جميع المواطنين في الحقوق الإنسانيّة وضمان حياتهم وأموالهم .

ثانياً: اعتماد رأي الأمة معياراً لاختيار رئيس الدولة ، ولا شرعيّة للقوة ، ولا طاعة لمغتصب السلطة ، ولا عصمة لحاكم ولا قَدَاسَة ولا يملك سلطةَ تعيين خلفٍ له ، فإنْ خالف الدستور يحاسب ويعاقب وإذا ارتكب ما يستحقّ العزل يُعزَل وتجوز الثورة على كلّ حاكمٍ خان الأمانة وفرّط واستبدّ وظلم واعتدى على الحريّات والأموال والأنفس .

ثالثاً: إقرار مؤسسات دستورية تشريعيّة وتنفيذيّة وقضائيّة ، تباشر مسؤولياتها بعيداً عن سلطة رئيس الدّولة ، ولا يمكن لرئيس الدّولة أن يصدر أيّ قرارٍ إلا من خلال المؤسسة المختصة , ولا بيعة في ظلّ الإكراه ، ولا شرعيّة لبيعة لا تمثّل رأي الأمة ، ومحور نقض البيعة إذا نقض رئيس الدولة ما عاهد الأمّة عليه من الالتزام بقواعد السلطة وحقوق المواطن ، ويجب أن يكون رئيس الدولة في خدمة الدولة ولا تكون الدولة في خدمة رئيس الدولة .

رابعاً : اعتبار الدولة مسؤولةً عن حياة المواطن وما تتطلبه تلك الحياة من التعليم الأساسيّ والعلاج والعمل وعدالة الأجور والتوزيع العادل للثروة وتوفير السكن اللائق للطبقات الفقيرة وضمان الحياة للشيوخ والعجزة ، ومحاربة مظاهر سلوكيات السَّفَه في المجتمع وجباية الزكاة وتوزيعها على مستحقيها ومنع المعاملات الربويّة والاحتكارات الظالمة وحماية الفقراء من جشع الأغنياء .

خامساً : الاهتمام بتربية الأجيال ، والدعوة إلى الالتزام بالسلوكيّات الأخلاقيّة في التعامل والاحتشام في الملابس ، وتعميق قيم الثقافة الإسلامية ومحاربة ثقافة التخلف في العادات والقيم الاجتماعية ، وتحرير الثّقافة الإسلاميّة من قبضة الجهلة والمنافقين والمتاجرين باسم الدين لتحقيق أهداف شخصية .

سادساً : الاهتمام بدور الأسرة وتماسكها ، وإنصاف المرأة وتقييد حريّة السفهاء من الأزواج في الطلاق والتعدد وتجاهل حقوق المرأة في الكرامة الإنسانيّة .

هذه بعض ملامح ما يجب أن يحرص عليه الدستور الإسلامي من أسس ومبادئ توفّر الظروف الملائمة لمجتمع إسلاميّ ينعم بالاستقرار والأمن والسلام .

( الزيارات : 836 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *