هم منارات الهداية
……………………..
اهم موضوع يستحق ان يحظى بالاهتمام في كل البحوث والدراسات هو الانسان كخلية عاقلة وناطقة ومفكرة ومكلفة ومؤتمنة في مجتمع انساني يتجدد بتعاقب الاجيال التى ااستخلفها الله , وجعل الانسان مؤتمنا على الحياة ، هكذا افهم مكانة الانسان فى الوجود , وتنوعت الدراسات الانسانية التي اهتمت بحياة الانسان وفكره وشخصيته ومطالبه ، الانسان جسم مادي بكل مكونات الاجسام المادية ، ويعمل هذا الجسم بطريقة محكمة من خلال نكامل الاعضاء واداء كل عضو لوظيفته التي خلق لاجلها ، وكل عضو بعمل بطريقة مستقلة عن الآخر ، وفي الوقت ذاته يعمل بتنسيق مع كل الاعضاء الاخرىن , ويتاثر بها ، وهناك سر خفي هو الحياة التي تحرك وتوجه ، ويمكن تسميتها بالنفس اوالروح , وهي التى تمنح الاجسام القدرة على الحياة ، لا احد يمكنه فهم حقيقة ذلك السر الذي اودعه الله في الانسان , وفي كل الاحياء لكي تكون بذلك الحركة والنمو والبحث عن الكمال ، ولكل شيء كماله الخاص به ، وكمال الجماد بما هو فيه ، والانسان هو المخاطب بامر الله والمكلف بفهم ما خوطب به لكي يختار الطريق الذي لاعوج فيه ، لانه مستخلف على الحياة , ومكلف ان يصلحها بجهده وعمله , وان يحسن في ذلك , وان يجتنب كل ما يفسد الحياة ، وقد حرم الله عليه كل ما يفسد هذه الحياة وامره باجتناب ذلك ، و هناك اربع منارات تنير طريق الانسان لكي يميز بها , ويختار ما يحتاج اليه في رحلة الحياة ، و اهمها : اولا : العقل الذي امد الله به الانسان لكي يميز به ، وهو المخاطب بامر الله ان يحسن فهم ما خوطب به منً كلام الله ، ولايفهم الخطاب التكليفي الا بالعقل المخاطب المتحرر من الغرائز الشهوانية والغضبية التي تزين له ما يلبي له مطالبه , ويخضع العقل الفطرى لسلطة الغريزة البهيمية التي يشاركه فيها الحيوان ، وثانيا : الدين كرسالة ايمانية هادية : ويبرز دور الدين من خلال تأثيره الايمانى والروحي فى السلوك الاجتماعي كمنهج هداية ا بحتاج اليه الانسان لكي يزين له طريق الخير , وينير له معالمه لكيلا يضل او ينحرف او يخضع للاهواء والرغبات الانانية ، الاسلام كخطاب تكليفي من الله يخاطب العقل بخطاب الله وبيان رسوله ، ولا يفهم الدين الا بالعقل المخاطب بامر الله ، ولا تكليف لغير العقلاء ، والمجنون والصغير خارج التكليف ، ولا يحتج باقوال المجاذيب فيما ينحرفون فيه عن الطريق ولو حسنت نواياهم وصفت نفوسهم ، ويجب فهم مقاصد الخطاب الديني بروحية الدين الهادية الى الطريق المستقيم الذى تحترم فيه الحياة لكل عباد الله من غير تمييز بينهم في اي حق من الحقوق ، ثالثا : الاخلاق : ويبرز دور الاخلاق كمنارة هادية لكبح جماح النفس لكي تمتنع عن كل ما لا يليق بالانسان من الافعال المنكرة التي تفسد الحياة التى استخلف الله الانسان علىها ، ومصدر الاخلاق امران الدين اولا كمنهج ايماني يدرك به الكمال ، ومصالح العباد التي يجب ان تحترم في السلوك الاجتماعي ثانيا ، والاخلاق التي تستمد من الدين اكثر رسوخا وتعبيرا عن الفضيلة الاجتماعية ، ولا ثقة باخلاق لا تحترم فيها الفضيلة ، الحضارة المادية لاتعني الاخلاق ولا الفضيلة لانها حضارة انانية التكوين وتكرس الطبقية الاجتماعية المذمومة وتمكن الطغيان وتبرر لرموزه العنف واذلال المستضعفين من الافراد والشعوب ، لا بد من اخلاقية الاخلاق التي تحترم فيها العدالة فيي الحقوق بكل دلالات العدالة ، ولا اخلاقية لدى طغاة الارض ممن يبررون المظالم والحروب العدوانية واحتكار ما هو ضروري للحياة من الاسباب ، لا احد من العباد خارج الحق في الحياة من كل المستضعفين والمحرومين وكل المساكين الذين لا يملكون اسباب القوة التي يدافعون بها عن انفسهم ، رابعا : القانون : القانون التنظيمي الذي يضعه كل مجتمع لنفسه يجب ان يحترم اذا كان عادلا فى احكامه وثمرة لارادة تعاقدية , لا اكراه فيها , ولا بمكن الثقة بالقانون الوضعي الا اذا كان عادل الاحكام لا يميز في الحقوق ولا يحمي ظالما ولا يبرر عدوانا على الغير ولا يقر اغتصابا ، القانون ضروري لتحقيق العدالة بشرط ان يكون ثمرة تعاقد اجتماعي لا اكراه فيه ، و يجد الجميع فيه العدالة التي تشعره بالكرامة ، لا بد من وضع قوانين تعاقدية تحترم فيها كل حقوق الاخرين ، واهم ما في القوانين ان تطبق بعدالة , وان تحترم بروحيتها الاخلاقية ، والمهم في القانون الاجتماعي الا يكون مطية لحماية ظلم وتبرير طغيان وترسيخ استبداد , ولا يجوز للقانون اضفاء الشرعية على ما كان من التجاوزات في الحقوق والمنافسات غير العادلة ، القانون جهد انساني مطلوب ومحمود لضبط الحقوق ومنع المظالم وكل المنكرات ، ولا شرعية لقانون ولا لدستور لا تحترم فيه ثوابت العدالة والاخلاق ، و
هذه المنارات الاربعة ضرورية لمعرفة الطريق الذى تمكن الانسان من التعبير عن انسانيته التى تليق بمرتبة الانسانية ، وهي العقل والدين والاخلاق والقانون , ويجب ان تعمل متكافلة ومتعاونة لكي يكتشف بها الطريق المستقيم الذي لا عوج فيه ولا انحراف ولا ضلالة ، وهناك المجتمع الذى يراقب ويوجه وينكر كل ما يراه من اوجه الفساد عن طريق الرأي العام الذى يشجع المعروف وينكر كل المنكرات بقوه تأثيره , ويرجح ويختار ما يجد فيه صلاح الحياة واستقامتها وما تتحقق به مصالح العباد المشروعة وينكر مالا يراه صالحا من المواقف والسلوكيات ، وفي النهاية كل مجتمع مكلف بحماية الحياة التي ارادها الله ان تكون بما هي عليه من ذلك التنوع والتعدد ، اعداء الحياة في كل عصر هم اعداء الله ، وهم الذين يعبثون بالحياة بانانيتهم وجشعهم وطغيانهم في الارض ، الحهاد الحق مشروع للدفاع عن الحياة لكي تنتصر فيه كلمة الله وينتصر الخير على الشر بحهاد الصالحين الذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا ، ………………………………….
اترك تعليقاً