مراجعات تراث الانسانية

راجعات تراث الانسانية

………………………………………

 تاملت طويلا فى تاريخ الانسان كما هو فى الذاكرة , وحاولت ان ابحث عن اسوأ تراث الانسانية كما اراه بنفسي , ومن منطلق قناعتى  الشخصية  , ومن حق أي انسان  ان يرى ما شاء وان يعبر عن قناعته فيما كان حسنا وفيما كان سيئا , ومان ترجح ما يرى الحق فيه , وهذا حكم لا يلزم الاخرين ، واستعرضت ما هو مختزن في الذاكرة من احداث التاريخ الانساني القديم والحديث كما ترويه كتب التاريخ ، وهناك الككثر من الصفحات  المخجلة فى تاريخ الانسان , واكثرها سذاجة تلك المعتقدات  بتعدد الالهة  وتنافسهم فيما بينهم  , وكانهم اقتسموا هذا الكون  فيما يبنهم  , واسوأ من كل هذا ان يكون هناك ولد يملك خصائص الالوهية , تلك معتقدات  قد انتهت بفضل عقيدة التوحيد التى تنفى الشريك والولد , وتأملت فيما كان من النظم الاجتماعية التى ما زال بعضها قائما  ومبررا  , ووجدت اسوأ ذلك التراث  من وجهة نظري فيما ترجح لى الشر فيه مما لا يليق بمرتبة الانسانية المستخلفة على الحياة ما يلي :

اولا  : فكرة العبودية والرق  كظاهرة تاريخية وكنظام متعارف عليه بكل دلالاته وتطبيفاته المخجلةً  في تاريخ الانسان ، وكنت استغرب وانا اتصفح ذلك النظام المتعارف عليه كحق مكتسب ومشروع ويفخر المنتصرون به كتعبيرعن قوتهمً وشجاعتهم وصلابتهم ، كنت اتساءل كيف كانت العبودية مقبولة في مجتمعها ، وكيف يرونها عادلة ويقبلو ن بها  ، انه الانسان في انحدار فهمه للحياة ، لا شيء من نظام العبودية كما كان في التاريخ يمكن ان يكون مقبولا ومحمودا , وكنت اتفهم ثورات العبيد خلال التاريخ القديم  للدفاع عن الحرية  ، العبدية لله وحده ، ولا عبودية لغيره ابدا ، وهذا هو عماد الايمان  الدينى  . ولا تنتقص حرية الانسان ً تحت اي سبب ولا يستعبد ، ولو كان مستضعفا فى الارض لا فى حرب ولا سلام ، ولا يمكن ان تكون العبودية مشروعة في نظر الدبن والاخلاق ابدا , واي قانون اجتماعي يجب ان يقاوم ذلك فى السلوك الاجتماعى ، ويعمل لتحرير العبيد واسقاط هذا النظام  الى ان يتوقف  وينتهى ويكون مكروها ، الحرية حق اكرم الله به كل عباده من قبل ومن بعد ، لا توسط فيه ، اما ان تكون كاملة او لا تكون , ولا عبودية لغير الله ولا استرقاق للانسان يفقده  حقوقه وينتقص من كرامته ، وًقد اكرم الله الانسان بهذه الحرية , وهي حق مقدس بكل مطالبها ، ولا تنتزع من الانسان هذه الحربة باي حال ولو خسر الحرب وكان اسيرا او سجينا ، الضعف والفقر والاسروالسجن   لا يفقدالانسان  حقوقه ولا كرامته بكل اسبابها ، ولذلك شجع الاسلام احترام انسانية العبيد كنظام كان قائما  واعتبر السعي لتحرير هم من العبودية فضيلة اجتماعية وعبادة دينية يتقرب بها الى الله , ويكفر بها عن تقصيره كمقدمة لالغاء الرق بشكل نهائي عندمت يتمكن النظام الاجتماعي من ذلك ، واسوا اشكال العبودية توارث الرق واصبحت هناك طبقة اجتماعية تتوارث هذا الوصف الذي ينتقل فيه الرق من جيل الى جيل ومن الآباء الى الابناء ، انها قسوة الانسان وجهله وطغيانه ، وتحريم نظام الرق هو افضل انجاز فًى تاريخ الانسان المعاصر  وهو البداية لتحرير مفاهيم العدالة  والحق فى الحرية   من الطغيان وتفكيك قبضته ، والاسلام يشجع تحريم الرق بشكل كلى ونهائي ، وكل من اسهم بذلك فقد احسن الفهم واصلح ..

ثانيا : ظاهرة الحروب العدوانية وهي فى قسوتها كالرق , وهي محرمة عند الله بسبب صفة العدوان فيها , وهي مشروعة للدفاع عن الحياة ، ولا فضييلة للحرب وقتل الانسان تحت اي شعار ، الا للدفاع عن الحياة في مواجهة طغاة الارض وكل الظالمين ، الحرب العدوانية جريمة ضد الانسانية ، ولا فضيلة في الحرب العدوانية ابدا ، ويجب ان تقاوم وتستنكر بكل وسيلة لانها منكرة ومستقبحةً، وانناج السلاح والاتحار به هو اسوأ مظاهر هذه الحضارة التي تخفي وجهها القبيح وعدوانيتها على المستضعفين من الافراد والشعوب والدول والقارات المتخلفة والمستذلة بسياسات الهيمنة ، ويجب تحريم الحروب انسانيا ودوليا وتجريم انتاج السلاح والاتجار به , ومقاومة كل عدوان على الشعوب الضعيفة والمسذلة ، اية وحشية يرتكبها الانسان وهو يقتل كل الآخربن بلا رحمة ولا شفقة لككي ينتصر عليه فى حرب عدوانية ، اين هو الانسان في كل ذلك ، انه الغائب الاكبر ، وهو المجرم بصمته وعدم انكاره لما يراه من فسوة الطغيان ، الحيوان الوحشي الجائع يقتل لكي يأكل ، اما الانسان المتحضر الفخور بحضارته  فانه يقتل لكي ينتصر على المستضعفين  ويغتصب حقوقهم  لكي يدخر ويجمع ويفاخر بما يملك من الثروات المسروقة والمغتصبة ، ما اقل ذكاء الانسان وهو يفعل كل ذلك ,. ولا يخجل من فعله , وبعتبر كل ذلك ذكاءا ومهارة ونجاحا وانتصارا ،

ثالثا : ظاهرة الاستعمار والاستيلاء على الدول المستضعفةً واذلال شعوبها عن طريق القوة وتسخير الجيوش والاسلحة التدميرية لتحقيق الانتصارات والاستيلاء على الارض والثروات ، وهذا المنهج الاستعماري يجب ان يقاوم بكل الطرق مهما كان الثمن مكلفا ، وهذا هو الجهاد المشروع الذي يحبه الله من عباده ,  و ما اغتصب من حقوق المستضعفين يجب ان  يسترد حتما ويعاقب المغتصب بجريمته ، ويجب ان يدفع المعتدي ثمن عدوانه بطريقة عادلة , وان يعيد ما اغتصبه من الحقوق , وما استولى عليه من الثروات وان يعيد  بناء ما تهدم من العمران ،

رابعا : مقاومةًًالطبقية الاجتماعية والتفاضل بالانتماءات والقوميات والامتيازات التي تكرس الطبقية , وتشعر الاقوي انه الاحق بالحياة من كل الاخرين ، ولا بد من تحقيق العدالةً في توزيع الثروةً كحق من الله للانسانيقرره  النظام الاجتماعي ويسهر عليه , وليس كمنة مقرونة بالاذلال  يساعد بها القوي الضعيف ، والزكاة هي نظام مشاركة وتكافل اجتماعي , والدولة المؤتمنة على حماية الحياة مكلفة بتنفيذه كحقوق انسانية مكتسبة لاجل استمرارية الحياة باسباب السلام الاجتماعي ،

خامسا :  ظاهرة الطغيان في الارض الذي يبرر المظالم الاجتماعية والتقاضل في الحقوق الاساسية ، والطغيان في كل اشكاله يجب ان يقاوم بالقانون الاجتماعي المتوافق عليه , والمتعاقد على احترامه ، هذه الحياة لكل عباد الله كحق من الله تعالى لكل عباده ، ولا يحرم اي احد من هذا الحق  ، وكل تجاوز لحق عن طريق القوة هو من الطغيان الذي حرمه الله ، العبدية تساوي بين الخلق في الحقوق الانسانية ،

سادسا : ظاهرة الفقر الناتج عن انتفاء العدالة وتجاهل الحق في الحياة ، ولا احد خارج الحق في الحباة ً بكل اسبابها ، القادر يجب ان يعمل , ولا عذر لمتقاعس وكسول ، والعاجز يجب ان يُحمل تكافلا انسانيا ملزما من منطلق التعاقد الانسانى الذى يجعل الحياة امانة واستخلافا ،

سابعا : تمركز الاموال وتكدس الثروات بسبب الخلل في النظام الاجتماعي وتخلف مفاهيم العدالة التي يتحكم فيها طغاة الارض من رموز القوة تحت شعار الحرية الاقتصادية واقتصاد السوق والخلل في معايير المنافسة ، لا منافسة مع انتفاء العدالة فيها بكل اسبابها  ، ويجب الا يسمح للاقوياء من التجار واصحاب الشركات الكبيرة في منافسة المستضعفين والتغلب عليهم بقوتهم ، ومن العدالة ان يجد الضعيف الحماية والتشجبع لكي يكبر الصغار وياخذوا مواقعهم كشركاء لا كاجراء ، من اكل وشبع فعليه ان يغادر المائدة الممدودة لكل عباد الله والا يحمل معه شيئا من رزق غيره المسخر له من الله تعالى لكل عباده ، مائدة اله لكل عباده  , لا احد من عباد الله خارج الحق في الحياة بكل اسبابها الضرورية ، كل الشركات  التجارية والصناعية الكبيرة يجب ان تكون شركات تكافلية لا بملك اي احد فيها حق التحكم في قراراتها والانفراد بارباحها لكي تتحقق العدالة فيها ، امنعوا رموز الاحتكار من التحكم في التجارات والاسواق والاستغلال ، هذا هو الربا الحقيقي الذي حرمه الله على عباده الذي يمثله البنك الدولى الذي يمكن اصحاب الثروات الكبيرة من الاستيلاء على ثروات الشعوب الضعيفة تحت شعار تسديد الديون الدولية ، ليس عدلا ان يكبر الطغيان في الارض بالامتيازات وتخلف مفاهبم العدالة والمتافسات الجائرة  ثامنا : تحرير النظام العالمي من طغيان الطغاة في الارض الذين يوجهون السياسة العالمية بالكيفية التي تحمي مصالحهم ، ما اسوأ ما يفعله شعار الحربة الاقتصادية من المظالم واوجه الاستغلال لتكريس قوة الاقوياء وضعف الضعفاء ، لا حرية لقوي فيما يستغل به ضعف الضعيف ، العدالة تقتضي ان يجد الضعيف حماية من مجتمعه لكي يصمد في وجه من هو اقوى منه من رموز الطغيان المالى والاقتصادي ، لا اجد العدالة في مفاهيم العدالة كما بفهمها مجتمعها ، عدالة الانسان متأثرة بما تربى عليه ذلك الانسان من قيم عصره المتخلفة وثقافة مجتمعه الموجهة لتبرير الظلم ، ان الانسان الذي اعتبر العبودية عدالة والحرب العدوانية حقا واستعمار الدول المستضعفة واذلال شعوبها حضارة ليس مؤهلا لفهم معني العدالة كما ارادها الله كحق لكل عباده ، العبدية لله تعالى تساوي بين العباد , والله اكبر من كل كبير مهما كبر وطغى واستكبر ،

تاسعا: العبث برسالة الله التي ارسل بها رسله  مبلغين لها ومبينين لاحكامها التكليفية ومقاصدها الكلية في اصلاح الحياة واستقامتها ، توظيف الدين لغير ماارسله الله من الدعوة للايمان والعمل الصالح الذي يسهم في اصلاح الحياة اساءة لذلك الدين الذي اراده الله منارة هداية للانسان الى الطريق الذي لا عوج فيه ، ومن المؤسف ان يرفع شعار الدين في المغالبات الدنيوبة ، وتبررباسمه التجاوزات والمظالم والطغيان والاستبداد ، ما ابعد الانسان عن فهم رسالة الله بروحيتها الانسانية المعبرة عن احترام الحياة ، ظاهرة توظيف الدين لغير ما اراده الله اساءت لصورة الدين وابعدته عن رسالته الالهية ، واصبح الدين شعارا لكل طامع في دنياه ، ليس من الدين ما اضيف اليه من المفاهيم التى تعبر عن تخلف مجتمعها  ومانسب اليه من الضلالات ، وبخاصة في المرويات التي لا ستد لها يؤكدها , وبخاصةً ما يخالف اصول الاسلام  الايمانية وثوابته الشرعية ،

 عاشرا : سوء فهم دور العقل في التمييز والتكليف وهو المدرك للحياة والمكلف من الله ان يختار من النظم ما يصلحها ، وكنت اتساءل اين هوالعقل مما هو مكلف به، هل حسن فهمه واختار طريقه ام اساء وظلم وافسد ، معظم الكوارث الطبيعية بسبب العبث بهذه الحياة يما يفسدها ، كل ما ذكرناه  من الجرائم بحق الانسانية كانت بجهد الانسان وبسبب جهله وانانيته وطمعه وجشعه ، كل ما كان نتيجة عمل الانسان وعبثه هو مسؤول عنه امام الله ومحاسب عما تسبب فيه ، وهي ثمرة جهل الانسان وانانيته ,وهذا الجشع الذي يدفعه للاستيلاء على حقوق غيره من المستضعفين ، كل الاسرة الكونية بكل من فيها مؤتمنة على الحياة ان تحافظ عليها بكل جهدها ، اليست هذه هي رسا له الله وهذا هو الاسلام الذي ارسل الله به رسله هادين اليه ، اليس العقل هو المخاطب بامر الله والمكلف من الله ان يفعل الصالحات ويجتنب المحرمات وكل المنكرات التي تفسد الحياة ، العقل مخاطب بامر الله , وهو المكلف بفهمه بالكيفية التي تحترم فيه كلمة الله ، وتكون هي العليا التي تحترم فيه الحياة بكل ما فيها من ذلك التنوع , واهم ذلك ان يحترم الانسان في كل حقوقه الانسانية ،

……………………………………………..

ا

( الزيارات : 215 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *