اين الشرعية الدولية.

كلمات مضيئة ..اين الشرعية الدولية.

العالم العربى والاسلامى  ليس ضعيفا ابدا , ولكنه اراد ان يكون ضعيفا وهذا خياره الخاطئ الذى جعله فى نظر كل الاخرين مستضعفا ومتجاوزا ولا اهمية لغضبه اذا غضب ولا عبرة لاجتماعه اذا اجتمع , من يقبل التحدى ولا يغضب فعليه ان يقبل ما يفرض عليه من التنازلات , الغضب مخيف وهذه هي اهميته فاذا لم يكن مخيفا فلاقيمة له , عندما تغضب الشعوب لكرامتها  فعليها الا تفكر بالربح والخسارة , كرامة الشعوب لها قيمة كبرى  فمن سهل الهوان عليه فهو لا يفهم معنى الكرامة , العبودية ليست ان تكون عبدا وان تقبل بنظام الرق وانما العبودية الا تشعر باهمية الكرامة وان تتنازل عن حقوقك ولا تغضب اذا انتزعت منك او وقع تجاهلها , ما اقسى ماتعانيه الشعوب من مشاعر الالم والاحباط وهي ترى ان عليها ان تقبل بالمهانة , تألمت كثيرا وانا اتابع اليوم اخبار اجتماع مجلس الامن , امريكا تتحدى العالم كله وليس فقط العالم العربي والاسلامى  ولا تأبه له , وتصر على موقفها من قضية القدس وكلنا يتساءل :  ماذا انتم فاعلون ..

تاملات حائرة  فيما جرى اليوم فى مجلس الامن , كل العالم ينتظر متسائلا:  ما ذا انتم فاعلون , ان تخرج المظاهرات الغاضبة فهذا امر متوقع , ولكن اين هي المواقف الغاضبة والضاغطة  , لست مع العنف ابدا وادين كل سلوكياته ولكن اتكلم بلغة المصالح والعالم الاسلامى يملك الكثير مما يمكن ان يعبر به عن غضبه , اقلها المواقف ذات البعد الاقتصادى وصفقات السلاح والاستثمارات والصداقات والمشاورات واوهام الحالمين فى العظمة والنصرة والمصالح المشتركة  , مصالح امريكا فى بلادنا اكثر من مصالح بلادنا فى امريكا,  امريكا تحتاج الينا اكثر مما نحتاج اليها  , الاستثمارات والارصدة والصفقات وهي ادوات ضغط معتادة دوليا , القوي ليس قويا بذاته الا اذا اردناه قويا علينا يمكننا ان نقيم علاقات مع من يحترمنا اكثر ويراعي مشاعرنا ولو لم يكن صادقا فيما يتظاهر به  , كل العالم يفاوض من منطلق القوة وبلادنا تفاوض من منطلق التبعية والضعف , البلد الذي يتجاهل مصالح شعبنا المشروعة لا يمكن ان يكون صديقا ولا حكما , اننى احترم كل الدول التى وقفت فى مجلس الامن مع قضية القدس وادانت الموقف الامريكي من منطلق منافاته للقرارات الدولية التى تمثل الشرعية الدولية المؤتمنة على الامن والسلام ومقاومة الحروب واسباب التوتر والاحتكام لمنطق الحكماء والعقلاء فى الخلافات الدولية , مجتمعنا مؤتمن على مقدساته والشعب الفلسطينى هو جزء من شعبنا ولا يمكن ان يكون وحيدا فى دفاعه عن ارضه وحقوقه المشروعة , الحرب العدوانية مدانة والعنف سلوك خاطئ , ولكن يجب الا يشعر المظلوم باليأس والاحباط , فلا حدود لغضب اليائسين عندما يفقدون الامل فى العدالة , كل العالم يرفع شعار السلام ويجب ان يكون السلام شعارا لكل المجتمعات وهو شعار الاديان ولكن يجب ان تقاوم اسباب الظلم  فالظلم مفسد للنفوس كما يقول ابن خلدون , ولا يمكن ان يطالب المظلوم ان يرفع شعار السلام امام من اعتدى عليه , كل العالم وكل الشعوب مؤتمنة على السلام بين الشعوب ونبذ التطرف وادانة العنف ولكن يجب ان يقف العالم كله مع المظلوم المعتدى عليه  لمنع الظلم واحترام الشرعية الدولية , لا احد من الدول الكبرى له الوصاية على الدول الاخرى  و كل الدول سواء فى المكانة الحقوقية وهي شريكة فى الدفاع عن السلام , سياسات الهيمنة تمنع التعايش بين الشعوب وتفقد الشرعية الدولية هيبتها فى النفوس , المجتمع الانسانى لن يقبل ان تكون هناك وصاية على اختياراته وقراراته , دولة واحدة يمكنها ان تمنع كل الشرعية من اداء دورها فى حماية السلم العالمى , قضية القدس لم تعد قضية عربية واسلامية فقط  وانما هي خيار الشرعية الدولية فى اعتبارها ارض محتلة ولا يمكن لعاصمة دولة  ان تكون فى ارض محتلة , مجتمعنا ليس هو الذى يتحدى العالم ويهدد امنه وسلامه وانما هناك من يتحدى العالم ويتنكر لكل قرارات  الشرعية الدولية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

( الزيارات : 634 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *