اين الطريق..

ذاكرة الايام..اين الطريق .
هناك ذكريات لا تنسى مهما طال عليها الزمان ولا تتقادم , اهم هذه الذكريات هي التى ترتبط باشخا ص التقيناهم صدفة وكان اللقاء هو البداية , واهم البدايات هي التى تدوم ولا تتوقف , وتتساءل فيما بعد عن سر تلك الصدفة الى لو تاملت فيها لادركت ان مانظنه صدفة كبر واثمر , كم من بدايات فى حياتنا وكانت هي وليدة لحظة من التيه , ووجدت نفسك امام باب كان موصدا وفجاة فتحت ابوابه المقفلة , ووجدت نفسك فى حديقة غناء جنيلة ماكان يمكن ان تصل اليها ولا ان تستدل عليها , ما اكثر تلك المنعطفات فى حياتنا , المنعطف هو نهاية وبداية , ما اقدمت يوما بارادتى المطلقة على اقتحام ما كنت اجهله من المضائق , كل ماهو مجهول لك تراه مظلما , عندما تغلق امامك كل المعابر فلا خيار لك الا ان تختار المجهول , وكل مجهول مظلم , ما اقسى ما يعانى منه التائهون فى صحراء الحياة , كل هؤلاء يبحثون عن ضوء فى ظلام يومهم , سراب من بعيد يتراءى لهم ويظنون انه الماء والحياة , فى معظم الاحيان يكتشفون انهم يتوهمون او يحلمون , هناك من يحلم فى ليله وهناك من يحلم فى يقظته ويذهب بعيداعن واقعة , قلة من هؤلاء لا يخيب ظنهم , ويتحقق الحلم , لا سيء يمكن ان يجد تفسيرا لاسرار الحياة , رأيت الكثير ممن اشتهروا برجاحة العقل وحسن التدبير ولم ينفعهم كل ذلك شيئا , وهناك آخرون كانوا اكثر ضياعا واقل ذكاءا , وفجاة ومن غير توقع وجدوا انفسهم فى ارض خصبة غنية بمائها , كنت اتامل فى كثير مما كنت اشاهده فى حياتى من ذكريات ما زالت عالقة فى الذاكرة , هناك الكثير مما لا يمكننا فهمه من اسرار الحياة , ما رأيت شيئا خارج الاسباب الظاهرة والمدركة , ولكن هناك فى الاسباب ما يتجاوز الاسباب من اسرار , الصدفة وحدها لا يمكنها ان تخطط وتنجز وترفع البناء , لا اشك يوما ان العقل لا يمكنه ان يتجاوز الحواس الظاهرة والمدركة التى تحيط بالانسان , كنت ارى فى الكون من الاعجار ما يفوق الاعجار , كل شيء بمقدار , عندما نتامل في الانسان وحده نكتشف عظمة خلقه بما هو فيه من تكامل لاج لان تكون الحياة و ما اضيق الانسان وهو يحاول ان يخطى ما هو فيه , العقل كالسمع والبصر لا يمكنه ان يتجاوز حاجة صاحبه , انه يرى ولا يتجاوز حاجته , عندما اتامل فى كل ذلك اكاد افقد ثقتى بالعقل , ولكن اذا فقدنا الثقة بالعقل فما البديل الذى يجعلنا نفهم ونميز ولو بالمقدار القليل , عندما اخوض فى الماء بعيدا عن الشاطئ اجد نفسي فى ظلام دامس ومتاهة بعيدة , واعود سريعا الى الشاطئ الآمن ابحث عن السلام الداخلى والسكون القلبى , كنت اشعر بحاجة الانسان الى ذلك السكون الداخلى الذى تعمقه المشاعر الايمانية والقيم الروحية ليس بمفهومها التقليدى كما هو فى الواقع الذى يغلب عليه الجهل والسطحية وانما اريد ذلك المعنى التى تعبر عنه الفطرة الانسانية التى خلقها الله تعالى فى الانسان فى صفائها وعفويتها وتطلعها الى الكمال الحقيقى الذى يجعل الحياة اكثر جمالا وكمالا ..
( الزيارات : 604 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *