تحديات وامال..

كلما ت مضيئة..تحديات وامال

ما زلت اتساءل هل من حق اي جيل ان يفرض اختياراته فيما يتعلق يحياته ونظامه الاجتماعى والاقتصادي وقيمه  على جيل لاحق له ..

 وهل من حق اي شعب من الشعوب قديما وحديثا ان يفرض وصايته على شعب اخر وان يختار له مستقبله , تلك تساؤلات ملحة تتجدد باستمرار ونفكر فيها احيانا بطريقة هامسة , واحيانا نجد الشجاعة للتعبير عما فى داخلنا من تساؤلات واهتمامات , ان نفكر فهذا حق لنا , ونحن مكلفون ومؤتمنون ومخاطبون , وليس من العدل ان يكلف الانسان بمالا طاقة له به , العقل هو اداتنا للفهم فيما خوطبنا به من الله تعالى , لا فضيلة لنا فيما فعلناه من غير ارادة او اختيار , لا اهمية لايمان المقلدين ولا يثمر ايمانهم شيئا , والعبادة التى لا يصاحبها الايمان بمن نتجه اليه وهو الله  ونخاطبه بكلامه مع الالتزام بادب العبادة لا يمكنها ان تثمر فى القلوب خيرا ورحمة ونورا , عندما نفكر جيدا بما نفعله تكون افعالنا ناتجةعن ارادة وفهم , عندما نقلد غيرنا  نلغى اختيارنا ونلغى ارادتنا , الدين منهج حياة , واداة فهم احكامه ومقاصده هو العقل بكل مكوناته المدركة كالحواس الظاهرة وغير المدركة كالفطرة الصافية والصفاء الروحي والعوامل المؤثرة فى توجيهه وتكوين قناعاته , العقل هو اداة الانسان للفهم وهو الامر والناهى فى تلك الاجسام المادية التى لا حول لها ولا قوة ,  وهي مامورة فيما تفعل , فاللسان ينطق بما يؤمر به واليد تفعل ما يطلب منها ان تفعله مما يراه العقل انه الصواب , لا وصاية على كبير عاقل فيما اختاره لنفسه من انواع السلوك , الانسان يملك كامل الارادة فيما يصدر عنه وهو مسؤول عما يفعل  , المسلم يؤمن الا شيء الا بامر الله , ولكن ذلك لا ينفى مسؤولية المكلف عن افعاله , والانسان هو الذى يختار كل افعاله بارادته , وما يصدر عن الانسان يصدر عنه باختياره وارادته , ومن حكمة الله تعالى انه جعل لكل فعل سببا ظاهرا ارتبط الفعل به عن طريق التعاقب لكي تقام الحجة على الانسان فيما اختار لنفسه , السببية والتعاقب بين المسببات والاسباب لا يلغى ارادة الله فيما يريد , اذا اراد الله ان يخرق الاسباب فهذا من حكمته , ولكن كل هذا لا يبرر التقصير فى الاسباب ولا ادعاء خوارق العادات لتبرير التجاوزات وتضليل العامة فيما احكم الله امره من قوانين الكون التى هي من خلق الله , التكليف يتطلب ان يكون العقل هو النور الذى يقع الاهتداء به فى ظلام الاوهام والوساوس التى تستولى على النفوس عندما يتمكن منها الجهل ويتحكم فيها من ينحرف بصورة الدين عن حقيقته , ما اشد حاجة مجتمعنا الى فهم اصيل لمعنى الدين لكي يواجه به اعداء الدين وجهلته , ما تاباه الفطرة من المفاهيم لا يمكن ان يكون من الدين وما تأباه العقول من المفاهيم الخاطئة التى ترسبت فى الاذهان بتاثير الجهل بحقيقة الدين لا يمكنه ان يكون من اصول الدين ومقاصده , ماليس من الدين فلا يمكن ان ينسب الى الدين , وما لم تقم الحجة عليه بيقين فلا يثبت بغير اليقين , ماكان من امر المصالح المتغيرة والمتجددة فالعقول اولى بالنظر فيها فيما لا يخالف اصلا ولا يتجاهل مقصودا ,  يكفينا ذلك الجدل الذى لا مبرر له فيما لا طائل له , اصول الدين بينة وواضحة ولا تحتاج الى مزيد بيان , وفى عصر الازدهار نمت المعرفة الاسلامية فى مختلف العلوم قبل  ان تنشا تلك المدارس الكلامية والفلسفية وتلك الفرق والطوائف , فى قمة ازدهار المذاهب الكلامية والفلسفية والمناهج الفقهية وفى عصر ازدهار التدوين فى كل العلوم كانت مرحلة الجمود والانحطاط والتقليد , وهو العصر الذى توقف الاجتهاد فيه  فى كل العلوم تعبيرا عن الخوف من حرية الفكر ان تقتلع ما اريد له ان يترسخ فى الاذهان من مفاهيم وقيم واخلاق تمجد الواقع كما هو,   وتحذر من التعرض له, ما زلنا حتى اليوم ندفع ثمن تلك الفترة التاريخية التى كثرت فيها الخلافات والمنازعات وانتصرت فيها الفوضى والانهيارات ,

ما زالت ارادة التصحيح قائمة ومتجددة وذلك باعتماد منهجية تربوية تعيد بناء الانسان شخصية وعقلا وثقافة لكي يكون هو المنطلق الاهم فى تكوين المجتمع الذى نتطلع اليه ..   

( الزيارات : 618 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *