ثقافة الاسلام كما افهمها.

 

كلمات مضيئة..ثقافة الاسلام كما افهمها..

 

ثقافة الاسلام  انواع ثلاثة , عقائد واحكام واداب , ومصادر هذه الثقافة اثنان , الوحي الالهي والعقل الانسانى , ماكان عن طريق الوحي الالهي اداته النبوة , والانبياء هم الذين يبينون ماجاءبه  الوحي تاكيدا له وبيانا لما احتاج الى البيان , والبيان هو امتداد للنص فى مكانته وقدسيته , وهذا البيان لا بد الا ان يثبت بطريق لا يحتمل الشك , وهذا يحتاج الى جهد المختصين , ومالا اصل له فلا يحتج به , وتختلف مدارس التفسير فى فهمها لتلك النصوص  , الا انها يجب ان تراعي امرين الالتزام بالدلالة اللغوية فلاشيء خارج تلك الدلالة لان غاية الخطاب ان يكون مفهوما للمخاطب عن طريق الالفاظ كما هي فى اللغة , والامر الثانى ان تكون المعانى  معبرة عن المقاصد المرجوة مما يتفق مع عموم المعانى المستنبطة من النصوص العامة , كل امر لا اصل له ولم يثبت بطريقة علمية فلا يمكن ان يحتج به , ولو وقع تداوله بين العامة واشتهر امره , وما ترفضه الفطرة والعقول السليمة والوقائع التاريخية من الروايات التى لا سند لها فلا اهمية لها ولا يستشهد بها  , واختلاف التفسير امر طبيعى وتحترم كل الاراء الناتجة عن الاختلاف فى الفهم , مما لا يصتدم مع اصل اقوى وأكثر ثباتا , وكل جهد اجتهادي يجب احترامه مالم يتجاوز اصلا وكل باحث عن الحق يحترم رأيه , لانه مخاطب بالنص بشرط ان يكون من اهل العلم والاختصاص , , من ليس من اهل العلم فلا يعتد بما يقول , ولا احد يتجاوز اختصاصه , هناك مناهج للفهم وليست هناك مذاهب متباعدة او متنافسة  , وصاحب الدليل والحجة هو الاقرب الى الحق , والتقليد الاعمى والتعصب فيه ليس صفة محمودة , ويحترم الاختلاف عندما يكون وسيلة لمعرفة الحق , ومن لا تقوى له فلا يحتج بقوله لاحتمال ان تتحكم فيه الاهواء والمصالح , والبحث عن الحق هو منهج اهل الحق , والتقليد لمن يحتاجه لا يزيل المسؤولية الا اذا ترجح له الحق فيما اختار , اما جهد العقول فهو متفاوت ومتعدد ويحتمل الصواب والخطأ , ولكن الخطأ الناتج عن البحث عن الحق مقبول ويلتمس فيه العذر , ابحث عن الحق فان لم تتمكن من معرفة الحق لقصور فى معرفة الحق فخذ بماترجح لك انه اقرب الى الحق , تحترم المقاصد فى الفهم ولكل حكم غايته , وليس من الدين ان تضيف اليه ماليس منه لا فى العبادات وليس فى المعاملات فما تراه صالحا لك فخذه لانه محمود لك  , اما فى العادات والاعراف فخذ بما ترى فيه المصلحة وماتراه حسنا , ثقافة المسلمين المستمدة من الاسلام تحترم وتعتبر من ثقافة الاسلام وهي اضافات تعبر عن رؤية الاجيال المتعاقبة فى اغناء ثقافة الاسلام , اما ثقافة المسلمين المخالفة لثقافة الاسلام فلا تنسب الى الاسلام , فاذا لم تتعارض مع اصول الاسلام فانها تنسب الى اصحابها ومجتمعها ويجكمها معيار الحسن والقبح والمصالح والمفاسد , الاجيال ليست متساوية فى عطائها العلمى , ولكل جيل خصوصياته التى تحترم ومن حقه ان يختار مايراه افضل له وما يترجح له انه الحق , العقائد الاسلامية تعتمد على ثوابت اهمها الايمان بالله الواحد الذى لا شريك له وهو الذى يعبد لانه الله تعبيرا عن العبودية له ,  والايمان بالنبوة وان رسول الله محمدا هو خاتم الانبياء الذى ارسله الله للخلق كافة ليكون معلما لهم ومبشرا ونذيرا..

 

 ومن  ثقافة الاسلام  فى الاحكام بيان الحقوق الاساسية فى كل ما يتعلق بالحياة الانسانية , اما النظم فلكل مجتمع اختياره لانظمته المختلفة وهو الذى يضعها كما يرى ذلك ,  كل مجتمع يختار لنفسه من نظمه سواء كانت مستمدة من ثوابت الاحكام او لا تتعارض معها فيما اقرته من الاصول , والفروع هي جهد العقول فى اختيار ما فيه المصلحة ويحقق ما اقره الاسلام من اصول وثوابت , وهذه الفروع تتجدد وتتكاثر وتنمو بالتجربة الانسانية , وكل هذا يجعل الثقافة الاسلامية اكثر سعة ومرونة فى فهم الاصول الاسلامية التى  لا يمكن تجاهلها او الاصطدام معها كالحريات والعدالة وكرامة الانسان وتحريم الظلم والعدوان وكل ما يهدد تلك الحقوق او يتصادم معها , الانظمة تتجدد بتجدد الاجيال والمجتمعات واختلافها , وما يصلح لزمان قد لا يصلح لغيره وما يلائم مجتمعا قد لا يلائم غيره , كل الانظمة من اسرية واقتصادية وسياسية يجب ان تحترم الثوابت الاسلامية ولو تعددت , وليس هناك نموذج وحيد يجب التمسك به , فكل ما يؤدى الى تحقيق العدالة من الانظمة الوضعية فيجب احترامه , اما الاداب وهي القسم الذى اهتمت به ثقافة الاسلام فهو الثمرة المرجوة  , واداته تعميق القيم الايمانية والروحية فى النفس لكي يكون سلوك الانسان اكثر رقيا وكمالا , وقد اهتم الاسلام بتكوين الانسان وتربيته عن طريق الاهتمام بسلوكه ولا يستقيم الظاهر الا بصفاء الباطن من الخواطر والوساوس والغرائز المنحرفة والشهوات والاهواء ,  و المبالغات ليست من ثقافة الاسلام ولو نسبت الى الاسلام هي انفعالات تاملية ونفسية بعضها يعبر عن نفسيات صحيحة وبعضها يعبر عن وساوس وانحرافات وامراض ناتجة عن الجهل بحقيقة الدين ومقاصده فى دعوته الى الكمال , والمبالغات فى كل شيء يفسد المقاصد المرجوة , كل جهد تربوى اسهم فى رقي الانسان فيجب احترامه الا اذا  ادى الى انحراف ناتج عن الجهل وتوهم الكمال وعندئذ  فلا يمكن اعتباره من الكمال , .

 

ثقافتنا الاسلامية تحتاج منا ان نفهم الكثير عن تلك الثقافة لكي نسهم فى رقي مجتمعنا لكي يكون مجتمعا متميزا باخلاقياته ومشاعره الانسانية ومحبته للخير العام والعمل الذى يحبه الله من عباده .

 

( الزيارات : 656 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *