كلمات مضيئة ..ثقافة التخلف

 ما يعنى الشعوب هو قضاياها , الماضي تستحضره لكي تتعلم منه وتستأنس منه تجارب السابقين , وهذه هي مهمة التاريخ , من اراد ان يتعلم اختار من يعلمه , اهم معلم هو التاريخ , لكل جيل قضاياه وهو مؤتمن عليها ومطالب بايجاد الحلول المناسبة لها بما يناسب عصرها ومجتمعها وبما تراه الافضل لها  , لا شيء من جهد العقول لا يتجدد , العقول الانسانية هي اداة التمييز والفهم , العقل يحتاج الى غذائه من تجارب الاخرين ومن افكارهم , الثقافة هي غذاء للعقول , وكلما اتسعت الثقافة اتسعت الرؤية العقلية , وهي كالا بدان تحتاج الى الغذاء لكي تنمو , المجتمعات التى لا تقرا تظل رؤيتها اكثر سطحية , التخلف هو ثمرة لقصور العقول او تعطيلها عن اداء مهمتها , ليست الامية عدم القراءة والكتابة وانما هي القصور الناتج عن ضعف المعرفة , العقل وحده لا يكفى , الاطفال يعقلون ويميزون ولكن عقولهم قاصرة لقلة غذائها المعرفى , ولهذا فان التجربة الانسانية تعمق الفهم وتجعل العقل اكثر فهما لقضاياه , هناك من العقول ما هي قاصرة ومعطلة , وهذا كثير فى المجتمعات التى تخلفت فيها مناهج التربية والتكوين , ليست كل ثقافة نافعة ومفيدة , ثقافة المجتمعات تعبر عن مدى تقدمها , الثقافة ككل غذاء , هناك من الطعام من تعتاده ولا يكون مغذيا ,  وهناك اغذية ضارة , من احسن اختيار غذائه كان جسمه افضل واقوى , ويستطيع ان يواجه الازمات , من احسن اختيار ما يقرأ اتسعت ثقافته , ثقافة الحكايات تضعف العقول وتجعلها اكثر قبولا لمنطق الحكايات واسلوب المبالغات والتوهمات  , لا بد لنا من تجديد ثقافتنا بما هو مفيد والاستغناء عما لا يفيد وهو كثير , ليس كل من ادعى الثقافة يعتبر مثقفا , اذا كثر الجهل فى المثقفين انطفأت المشاعل وانتشر الجهل والتقليد والتعصب , وكل مسيرة كثر الجهل فيها اشتدت خلافاتها وتنازع اهلها فيما بينهم وتوقفت عن السير  , وهذه هي محنة كل المجتمعات المتخلفة .