ذاكرة الايام..حسن الفهم وحسن الادب
تعلمت من السيد النبهان طيب ثراه خلال صحبتي له اهم. صفتين كان لهما اثر كبيرفي حياتي فيما بعد ، حسن الفهم. لمعني الاسلام كمنهج الهي للحياة أولا وحسن الادب مع الله ومع الناس ثانيا ، وكنت استحضر الكثير من المواقف التي رأيتها بنفسي خلال صحبتي له ، وبقيت في الذاكرة كما رأيتها بالمواقف والملامح والكلمات ، ومازالت حية كما كانت ، وكنت استعيدها واحاول ان افهمها من جديد ، وفي كل مرة كنت افهمها بطريقة اكثرسعة واوضح دلالة ، وليس المهم فى العلم ان تحفظ اكثر من الاحكام , وتتسع معرفتك بجهد السابقين , وتحيط بما كانوا يعلمون ، وانما الغاية ان تحسن فهم ما تعلمته ، وان ًيثمر في قلبكً ما ينفعك ويغذي فيك قيم الخير ومشاعر الرحمة ، وكنت احتاج لذلك العلم لكي افهم به ما كنت اتعلمه من الكتب ، اما الامر الثاني فهو حسن الادب مع الله ومع الناس ، ومن الادب مع الله الا تتجاوز مرتبة العبدية لله تعالي ، فلا تخض فيما اختص الله بامره من شأن العباد في امر الايمان والكفر. واشده ضلالا ظاهرة التكفير الجاهل المعبر عن سوء الادب مع الله ، والخوض فيما لا علم لك به من امر الغيب الذي انفرد الله بعلمه ، وهناك الادب مع الناس وهو الا تجعل نفسك وصيا علي الاخرين فيما كان من امرهم ، ومحنة الانسان الجاهل انه يتوهم انه الوصي من الله علي العباد . ، وببررلنفسه التدخل فى امرهم وهذا من العدوان عليهم. والتدخل في امورهم ، ما اشد فسوة الجهل علي اهله عندما يمبر لديهم الوهم بانفسهم ، لا احد اقرب الي الله الا بما يحسن فيه ، كل جهد لاجل اصلاح الحياة هو جهد محمود والله يثيب عليه ، وكل عمل يسهم في افساد الحياة من المظالم والمنكرات وكل صورالعدوان علي الاخرين فيما كان من حقوقهم هومن الفساد الذي يسهم في افساد الحياة، والله يحاسب عليه ، مهمة العلم ان تحسن الفهم ، ومهمة الادب ان تحسن السلوك ، وكانت ذكربات الطفولة بالنسبة لى مثل كتاب كنت احتفظ به فى مكتبتى الخاصة ، واعيد قراءته في كل موفف كمرشد امين يرافقني في رحلتي ، وينيرلي طريقي ، وكأنه يهمس باذنى ويقول : هذا هوالطريق الزمه ولا تنحرف عنه ، ويتركني وحيدا اختار واقرر ، وانا مدين لتلك الذاكرةً التي تحتفظ لي بذلك المرشد الخفي الذي اشعر باثره فى حياتى ولا اري ملامحه ، تلك هي. مهمة التربية في الطفولة كما عشتها فى صحبة روحية كان لها تأثير كبير فى حياتى وفكرى
..
..
اترك تعليقاً