حكماءلاجل الازمات

كلمات مضيئة. .حكماء لاجل الازمات

هل تحتاج الاسرة الكونية في هذه الازمة الانسانية الناتجة عن وباء كورونا الي هيئة حكماء يدرسون هذه الظاهرة غير المعتادة اكثر من السياسيين  , لجنة الحكماء ليست بديلا عمن يشرفون على ادارة هذه الازمة من اهل الاختصاص وكل العاملين على مصالح الناس من الادارات والمسؤولين وكل المساهمين فى مساعدة مجتمعهم  وتخفيف المعاناة عن الناس , هؤلاء هم المجاهدون حقا ويستحقون كل الشكر والتقدير , وهذه الازمة هي اخطر أزمة في تاريخ الانسانية فى العصر الحديث , هناك محنة الوباء الذى يسمى الموت الاسود فى العصر الوسيط ، لم يكن هناك  في التاريخ الحديث ما يشبهها نظرا لما خلفه من رعب كبير على مستوى العالم كله فى مدة وجيزة ، انها. الاشد والاقوي تأثيرًا بسبب ذلك التواصل الاعلامى وليست الاقسي علي حياة الانسان , وارجوالله ان يلطف بعباده ، ومن اليسير تجنب انتقال الفيروس  عن طريق اعتزال المصابين به والتباعد الاجتماعى ، اعترف ان هذا الفيروس يخيف ولا يقتل الا من كان ضعيف المناعة من المصابين بامراض اخرى ، وكنت اقرا فى رسالة هذا الوباء  انه يخاطب الانسان ويذكره  بضعفه وعبديته لله تعالي ، تلك نظرة ايمانية. خاصة. كما أراها لنفسي وهي لا تهم الاخرين ، وافهم من رسالة الوباء ان الانسان مهما كبر فى الارض  بقوته  وسلطانه  فهو لا يملك من امر نفسه شيئًا اذا اراد الله شيئًا. في هذا الكون ، وعلي الانسان وهو المخاطب بامر الله ان يتحمل مسؤوليته عن حماية الحياة بكل الاسباب المادية ، لا بد من الاسباب. بكل المعايير المادية ولا شيء يبر القعود عن الاسباب والتقصير فيها ، وفى نفس الوقت يجب علي الانسان فى كل مجتمع ان يصحح. ما هو فيه وان يحترم العدالة التي امر الله ان تكون بين عباده  في كل الحقوق الانسانية ، لا احد خارج امر الله وحكمه ، ضحايا كورونا اقل بكثير. من ضحايا اَي حرب إقليمية ظالمة من حروب طغاة الارض ضد المستضعفين من عباد الله ، طغاة الارض ظلموا واغتصبوا حقوق الشعوب المستضعفة فى مواردها الطبيعية  واسترقوا شعوبها  بالاذلال  وسخروهم لخدمتهم  وأشعلوا الحروب فى كل مكان لكي يبيعوا الشعوب المستضعفة  السلاح المدمر الذى يتنافسون فى ترويجه  ثم يقومون  ببناء ما هدموه. بسلاحهم وتشجيعهم ، لكي يضمنوا لشعوبهم الرفاه على حساب المستضعفين  , لقد هدموا العراق باقوي أسلحتهم ودمروا سوريا. وشردوا شعبها تحت شعار الطائفية  واشعلوا الحرب فى ليبيا وقتلوا شعبً اليمن وأفقروه، وما زالت جرائمهم مستمرة وكانوا يخططون لحرب لاتبقي ولا تذر دفاعا عن مصالحهم التجارية  و ما اسوا ما فعلوه فى ارضنا العربية وثروات شعبنا التى اشعلوا بها الفتن فى مكان ، نحتاج الي حكماء فى كل مجتمع لكي يقدموا النصيحة ويسهموا  فى يقظة مجتمعهم ويعالجوا قضايا الحياة وازمات هذا العصر من منطلق انساني بعيد عن التعصب الجاهل. بكل اشكاله والطبقية الاجتماعية ، كنت. كثير التأمل في ذلك وكان هذا الامر يشغلنى , واعرف ان المحنة شاغلة عن كل ما عداها ، وأتمني ان. يكون اولئك الحكماء ممن تحرروا من قبضة الطغيان ويعملون لله وفي سبيل الله للحفاظ علي الحياة التي اراد لله استمرارها وهو الذى يتولا ها برحمته  ويدبر امرها ، واهم ما يجب الاهتمام به ان تحترم الانسانية ما امر الله به. من الايمان بالله  والعمل الصالح الذي يحبه الله من عباده. ،  واحترام الحياة لكل خلق الله بكل اسبابها المادية التي تضمن لهم الكرامة  ، واحترام الحقوق الانسانية لكل عباد الله ، وكنتً اؤكد في بحوثي ومحاضراتي. من قبل علي اهمية تصحيح المفاهيم. السائدة لكي تعبر عن انسانية الفكر الدينى  ورقي الانسان المستخلف من الله علي هذه الحياة ، وكنتً اكرر  علي ان الانسان هو المخاطب بامر الله والمكلف. والمؤتمن علي الحياة ان تكون. عادلة في الحقوق كما ارادها الله لا طغيان فيها لاحد على احد ولو كان يملك اسباب القوة ، وكل جيل مؤتمن علي عصره ان يدرس قضاياه وأزماته وان يجد الحلول العادلة لها بما يضمن استمرار الحياة وان يجتهد فى ذلك بما يترجح له انه  الصواب الذى تتحقق به مصالح العباد ، وقد عبرت عن ذلك فى كل محاضراتى ودروسي وبحوثى العلمية  كما عبرت عن ذلك  من خلال الدروس التي القيتها في الدروس الحسنية امام الملك الحسن الثاني رحمه الله ، وتكلمت كثيرا عن. مفهوم الحقوق والنظم من منطلق إسلامي ، واهمية احترام الفضيلة. في الحقوق المتمثلة في احترام. المصلحة الاجتماعية في. كل الحقوق في السلطة والمال والملكيات الفردية. والثروات. وكل الحقوق التي يملكها الانسان بحيث يقع الالتزام بكل. المصالح الاجتماعية التي اقرتها الشرائع الدينية وبالأخص نصوص الشريعة الاسلامية ، وطرحت رؤيتي لمفهوم الربا بما يشمل كل صور الاستغلال وكل صور الفساد في المعاملات ، لقد طرحت ذلك بالقدر الذي يمكنني من بيان الافق العام. لتلك الفكرة من غير احراج او تجاوز ، وقد بينت بعض تلك الافكار في البحوث التي شاركت فيها في دورات الاكاديمية المغربية التي كانت تناقش اهم القضايا المستجدة. التي تهم الانسانية من منطلق انساني ، وكان الملك الحسن الثاني عندما انشأ الاكاديمية ارادها ان تكون منبرا حرًا لدراسة قضايا هذا العصر المستجدة والازمات التى تواجه المجتمع المعاصر وكان رحمه الله  يحرص علي ان يختار اهم القضايا. المعاصرة. لكي تناقشها الاكاديمية. التي كانت تضم ستين شخصية عالمية ممن كان لهم إسهام في خدمة الانسانية في كل التخصصات والعلوم ، كانت الاكاديمية منبرا. فكريًا اراده الملك ان يكون منبرا حرا يضم كل الكفاءات الانسانية لمناقشة اهم الأزمات العالمية ، وتمت مناقشة اكثر من أربعين قضية من القضايا المعاصرة التي. تحتاج الي تأمل من رموز الحكمة. من مختلف الدول. ، ليست هناك حلول ولا توصيات وانما هناك تأملات مفكرين يمثلون مختلف الاتجاهات الفكرية ، ومن الموضوعات التي ناقشتها الاكاديمية. في دوراتها. المتعاقبة : قضية عالم الشمال وعالم الجنوب ومحنة الجغاف والماء واخلاقية غزو الفضاء وكارثة تشرنوبل النووية. وحرب الخليج وتقنيات الإنجاب وقضايا كثيرة كان الملك يطرحها علي الاكاديمية لمناقشتها من منظور كوني كقضايا فكرية ، وتذكرت احد تلك الموضوعات التي ناقشتها الاكاديمية. موضوع كارثة تشرنوبل النووية. التي ادت الي إشعاعات مدمرة. للحياة وهو الاشعاع الناتج. عن انفجار نووي تسبب في قتل الكثير واحراق الارض بالإشعاعات النووية في شمال أوروبا ، وقد عقد المؤتمر في باريس في منتصف الثمانينات وقدمت فيه موضوعا بعنوان : المسؤولية القانونية الناتجة عن الكوارث النووية ، وطرحت فكرة المسؤولية عن الخطأ الافتراضي الناتج عن الانفجار والذي يبرر تلك المسؤولية المادية. عن الخسائر انطلاقًا من مبدأ لا ضرر ولا ضرار في الفقه الاسلامي ، وقد اشاد عميد القانون في فرنسا بهذا البحث واعتبره اضافة جديدة. تستحق الاهتمام ، والبحث منشور ضمن. مطبوعات الاكاديمية وكل التعليقات عليه ، اننا نحتاج في أزمة كورونا الي تلك. الدراسة العلمية لظاهرة كورونا : الاسباب والنتائج والدلالات ، من منطلق فكري لكي تستفيد الانسانية من تلك الازمة. وتحدد المسؤولية ، وهناك خطا متعمد او افتراضي ناتج عن الإهمال وعدم انخاذ ما يلزم من الوقاية ، لا شيئ من قضايا الحياة لا يخضع للأسباب المادية التي يمكن التوصل اليها ، لكي تعيد النظر في كثير من. السلوكيات التي اسهمت في حدوث تلك المحنة ، لا بد من الاسباب ، هناك كوارث هي نتيجة التقصير والإهمال ، يجب ان تستفيد الانسانية من تجارب الاجيال المتعاقبة ، لكيلا تتكرر الاسباب والاخطاء ، لست متشائما ، لانني اري وباء كورونا رسالة موقظة لكي يتوقف ذلك العبث الصبياني الذي يمارسه طغاة الارض من الحكام ورموز المال ضد الشعوب. المستضعفة. في صراعاتهم الانانية علي المكاسب وتحقيق الانتصارات ، الايمان بالله يشعرنا ان كل ما كان من الله تعالي فهو من حكمته وتدبيره وهذا لا يسقط المسؤولية عن المقصرين ، وتلكً نظرةً ايمانية نحتاجها لكي نسلم بالضعف الانساني وان الله تعالي هو خالق الكون ومدبره ولا شيئ الا بامره ،

أعجبني

 

 

 

( الزيارات : 471 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *