ما بعد كورونا خطوات التصحيح

كلمات مضيئة.. ما بعد كورونا .. خطوات التصحيح
ما ضقت يوما بوباء كورونا ، كنت احاول ان  اقرأ الرسالة التي ارادها ذلك الوباء من منطلقى الشخصى ، كنت ارى انها رسالة ايقاظ وتذكير وتصحيح ، لكل طغاة الارض من الذين كانوا يعبثون بالحياة التي ارادها الله لكل عباده ، كان عدد الوفيات بعد ثلاثة اشهر من بداية الوباء حتى اليوم قرابة  مائة الف. وفاة علي مستوي العالم كله وهو اقل. من اَي مرض. موسمي كالإنفلونزا والملاريا وبقية الأمراض الخطيرة ، ومعظم المصابين يمكنهم. الشفاء. بعد تلك الإصابة ، ومن لزم بيته فهو امن ، ولكن حالة الخوف.والهلع  كانت هي الاشد والأقسى ، لم تشهد الانسانية. خوفًا كهذا الخوف علي مستوي العالم كله. فى البر وفي البحر وفي السفن السياحية والحربية الحاملةلا سباب الدمار وفي القواعد العسكرية المحصنة ، لقد توقفت الحياة في كل مدينة وشارع , لا شيء يتحرك  ، لا شيئ سوي الصمت في كل مكان ، لقد شعر الانسان كم كان. يملك. من الاشياء التي حرم منها ولم يكن يشعر بها من قبل ,  كم كان الاجتماع الانساني جميلا علي مستوي الاسرة وفي المعامل والأسواق والشوارع ، لقد استخف الانسان بكل شيئ وعبث العابثون بالحياة وبكل مظاهر الحياة ، ما تفعله. قنبلة نووية واحدة اكثر بكثير مما فعله وباء كورونا ، انها تقتل الانسان. وتحرق كل شيئ وتدمر الطبيعة والأشجار وتلوث الهواء والفضاء والماء , ما اقسى ذلك الانسان وهو يلوح بذلك السلاح ويهدد به خصومه ، لم تفعل كورونا شيئًا سوي تلك الرسالة الشديدة اللهجة المحذرة ان افيقوا. من ذلك الجهل والغفلة  والطغيان. , وأوقفوا ذلك العبث بالحياة والتنافس علي المكاسب والأسواق وسرقة ثروات الشعوب المستضعفة  بصفقات السلاح  وحماية الأنظمة الاستبدادية واشعال الخلافات الاقليمية لتمويل الحروب وإفقار. الشعوب والتحكم فيها ،رسالة كورونا موقظة لذلك الانسان الذى طغى فى الارض واستكبر واستبد بالحكم والمال وهدد بالسلاح المدمر : رسالة كورونا لكل الاسرة الكونية   ان أصلحوا من امركم واحترموا حق الحياة الذي اكرم  الله كل عباده بكل اسبابه ولا احد من اضعف الناس لا يملك هذا الحق بكل ما هو ضرورى للحياة ، ، لقد شعرت الاسرة الكونية بكل من فيها ان الحياة نعمة وتستحق التضحية لاجل استمرارها  ، ولا بد من التكافل الانساني لاجل الدفاع عن الحياة بطريقة عادلة تليق بالانسان كمؤتمن علي الحياة ، رسالة كورونا  للانسانية كلها ان  كل ما تملكون من الثروات لن تدفع عنكم فيروسًا صغيرا لا يرى بالعين المجردة يترصدكم خلف أبوابكم المقفلة وحصونكم المنيعة ، انه يترصدكم في مكان لا تتوقعونه وسوف تخرجون يوما من مخبىكم ، لا بد من التصحيح   لكل المفاهيم والقوانين والقيم والانظمة الاجتماعية ، ليس المهم. ان نهتم بنظافة أيدينا وملابسنا وطعامنا ، وانما المهم انً نهتم بنظافة. ما في داخلنا من الطمع والجشع والكراهية والعدوانية والأنانية والاستكبار والطغيان في الارض، يجب ان نعود لانسانيتنا وان ننمي مشاعر الرحمة في قلوبنا وان نشعر بان الله تعالي اراد الحياة في هذا الكوكب الارضى  وان يكون الانسان مستخلفا علي تلك الحياة فيه واعطاه مشعلا ينير به طريقه ويميز به ووصع له منهجا  مستقيما لا يضل فيه واعطاه حرية الاجتهاد في كل ما ارتبطت به مصالحه ، وان يسهم بجهده في بناء الحياة بما يضمن استمرارها من. احترام حقوق كل عباد الله فى. الثروات الطبيعية التي سخرها الله لكل عباده فى الارض والبحر والفضاء  , وتوزع بينهم بعدالة لا يحرم احد من حقه في تلك المائدة الالهية التي هي حق لكل خلقه. ، ولا احد لا يملك الحق في الحياة بكل اسباب الحياة , واهمها الحق في الكرامة والكفاية بكل مطالبها الضرورية ، القادرون يعملون قيامًا بواجبهم ، والمستضعفون لا يظلمون اعترافا بإنسانيتهم والعاجزون يحملون تكافلا وعدالة ، هذا هو حكم الله ، ومن لم يحكم بحكم الله فأولئك هم الجاهلون. من طغاة الارض وهم السفهاء في كل عصر من تاريخ الانسانية ، تلك هي رسالة الدين من قبل ومن بعد ، كورونا ليست مجرد ظاهرة وبائية. عابرة. ستذهب يوما عندما تؤدى مهمتها  ، هناك كورونات كثيرة ليست وبائية , قد تكون اشد علي الانسان ،  لكي  يتذكر الانسان انه عبد الله  ويجب ان تتحقق العدالة في الارض كما امر الله بها ، لا بد من التصحيح والاهتمام بطهارة الداخل من ذلك التلوث المتجدد الناتج عن الظلم والعدوان والطغيان. ، ما نحن فيه من العدالة ليس هو العدالة ، العدالة مفهوم لا يتجزأ ، فاما ان تكون او لا تكون ، العدالة المنقوصة ظلم وجور وعدوان ، عالم ما بعد كورونا يجب ان يكون مختلفا عما كان من قبل ، لا بد من التكافل الانساني للدفاع عن الحياة ، في ظل تنمية قيم الخير في حياتنا والدفاع عن القيم الروحية من منطلق الايمان بالله ، وتحقيق العدالة في كامل الحقوق الانسانية. ، واهمها تمكين كل المستضعفين في الارض من الافراد والشعوب والدول من اسباب الحياة كحق من الله تعالي لكل عباده ، العدالة في كامل الحقوق شرط للتعايش. والتساكن الانساني ، وهناك خطوات ضرورية لا بد منها لكمال الحياة. :

 الخطوة. الاولي : ايجاد نظام عالمي جديد اقل انانية وطغيانا واكثر رحمة وانسانية ، نظام لا يتحكم فيه الاقوياء ولا يظلم فيه الضعفاء ، نظامً للكون كله يكون التنافس فيه عادلًا لدعم. قيم الخير والسلام .
الخطوة الثانية : إلغاء كل المديونيات المترتبة علي الدول الفقيرًة والنامية ، وتخصيص. عشر الناتج القومي على الاقل  لكل الدول. لمساعدة الدول الفقيرة والشعوب المستضعفة كحق من الله لكل المحتاجين من الشعوب الفقيرة في كل عام ، وتمكين تلك الشعوب من مطالبها الضرورية  ومساعدتها علي تشجيع التنمية لنهوض شعبها ،
الخطوة الثالثة : تحريم انتاج السلاح والاتجار به والتعامل به وتدمير كل سلاح يهدد الحياة الانسانية. ، واعتبار المخترعين له والمتاجرين به والمحتفظين به في قواعدهم ومستودعاتهم اعداء للانسانية. ويخضعون. للمساءلة والعقوبة. لانهم من المفسدين في الارض ، وهم اعداء الله لانهم. اعداء الحياة ،
الخطوة الرابعة : اعادةً توزيع الثروات بطريقة عادلة. ومنع الاحتكارات والملكيات. الكبيرة ومنع استغلال جُهدالعاملين في الانتاج بحيث يكون قيمة الجهد لصاحبه من غير انتقاص له ، وتمكين الصغار من اسباب المنافسة. العادلة في العمل والتعليم والتوظيف. ، بحيث يكبر الصغار بجهدهم ويصغر الكبار بمنع كل تجاوزاتهم. وفسادهم واستغلالهم. ، المال مال الله ولا احد يملك منه اكثر من قيمة جهده وعمله ، وصاحبه مستخلف عليه ان ينفقه بالمعروف من غير. إسراف السفهاء. وترف الفاسدين ،. وكل ثروة نمت بجهد مجتمعها فالمجتمع احق بها وهو وارثها ، ولا توارث لأموال الفساد ولا لاي حق لا جهد فيه من اسباب المجد. المتوهم والمتوارث. ،
الخطوة الخامسة : لا وصاية لفرد علي اخر ولا لجيل علي جيل ، وكل انسان مكلف ومخاطب بامر الله ان يختار الخير الذي يترجح له انه الخير وتتحقق به العدالة. في الحقوق التي ارادها الله ، لا سلطة خارج التفويض الارادي ، ولا حق فردي لانسان. خارج المصلحة الاجتماعية التي تمثل انتصار الحياة التي ارادها الله ، تلك هي رسالة كورونا كما افهمها وهي رسالة من الله لكل عباده ان يعبدوه وحده ، وان يتراحموا فيما بينهم , وهذا هو الاسلام الحق الذي جاء به رسولنا الكريم من ربه ، وهو الاسلام المستمد من كلام الله ومن بيان رسوله. ، تلك هي الخطوات التي ارجو. ان تفهم من رسالة كورونا ، جيل ما بعد كورونا مخاطب ومكلف ، وعليه ان يسهم في رسالة التصحيح وان يتحمل مسؤولية ذلك ، وهذا هو الجهاد الحق لاجل الحياة ولا جل مطاردة اعداء الحياة من رموز الشر والأنانية من طغاة الارض من كان منهم ومن سيكون من بعد ..

( الزيارات : 606 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *