علمتني الحياة
أن حياة الترف قلّما توفر أسباب السعادة ، وقد يكون الترف سبباً في شقاء الأسر وكثرة مشاكلها وإحساس أفرادها بالشقاء ، والسبب في ذلك هو سيطرة روح الأنانية في هذه الأسر ، والكلّ يبحث عن سعادته بعيداً عن الآخرين ، والكل يبحث عن متعته ولو على حساب غيره وأيّ فرد يستثقل التضيحة ويضيق بأيّ جهد يبذله لصالح الآخر ، والترف يؤدي إلى قسوة القلوب ، لأنّه يشعر صاحبه بالقوة ، والقوة تخفف مشاعر الرحمة وتنمي مشاعر الأنانية ، والأسر المترفة غالباً ما تكون مترهلة في داخلها مفككة ، ومستنقع الترف يظنه البعض حديقة جميلة يسعد من يعيش في ظلال أشجارها إلا أنّ حياة الترف تحمل في داخلها أسباباً للشقاء ، وتميل نفس المترفين إلى المتعة والملذات في المأكل والملبس والمسكن ، ويقلّ اهتمام هؤلاء بالعمل ، ولا يتحملون العمل الشاق ولا يصبرون عليه ، وتضعف إرادتهم وعزمهم ، ويصيبهم اليأس بسرعة ، ولا يتحملون الفشل ويستسلمون أمام العواصف ، ويتربى الصغار على عوائد الترف ، ويضعف لديهم الأمل والطموح ويشعرون بالفراغ ، ويتجهون للملذات العاجلة ، وقد يقودهم الشعور بالفراغ إلى الانحراف للهروب من الواقع ..
اترك تعليقاً