خارطة الطريق

ذاكرة الايام.. خارطة الطريق

كنت في حالة مراجعات نقدية مستمرة مع نفسي وتكاد ان تكون يومية وبعد كل موقف ، وكنت الاقسي علي نفسي في تلك المراجعات ، لانني كنت الاعلم بما افعله وما اسره من الدوافع والبواعث الخفية ,  وكنت احاسب نفسي بطريقة عادلة ، ولا يمكن لاي احد ان يخدع نفسه فيما. يفعله ، احيانا كنت. أبدو متناقضا مع نفسي في موقفين متماثلين ، وليس الامر كذلك. ، هذا انا وهذا انا فى الموقفين ،، ما كنت اتوصل اليه في لحظة ما كنت اعبر عنه واعمل به ، ولكل لحظة خصوصيتها الزمنيةً وانفعالها الخاص بها ، وكانً ذلك هو المنهج الذي. اعتمدته لنفسي ان اعبر عن قناعتى ، كان من عادتي ان ما ثبت لي انه. الافضل. اخذت به من غير تردد ، من منطلق القناعة به ، وكنت اكره. التقليد. ولا اذكر انني قلدت احدا واعتبر ذلك ًتعطبلا للعقل والتكليف ، ولا اذكر انني فعلت مالا قناعة لى به  ،وكنت  افعل ما لا قناعة لي به اشعر. بصوت احتجاج داخلي. ، ثم يعلو بالتجاهل. الي ان يصبح. ضجيجا مقلقا ، وسرعان ما اعود. واصلح ما فعلته. لكي اشعر براحة نفسية ، شيئ ما في داخلي. كان يخاطبني  ويوقظني  ويعاتبني الي درجة. لا اقوي علي. تحملها. او تجاهلها ، وكنت اتأمل في ذلك الصوت الخفي الذي كنت اسمعه. من داخلى  وهو يصارحنى  بالحقيقة ويخاطبنى .. ويذكرنى  بحقيقة الضعف الانساني الذى يشعرنا بحقيقة وجودنا المادى ، واننا. مجرد تجليات. تتحرك بامر الله. لكي تفعل ما يريده الله من ذلك الانسان وما هو مقدر عليه. ولا شيئ خارج تلك الا رادة الالهية والحكمة. . ، وكنت اجد نفسي بين هذين المنهجين. ، التكليف. الذي يحملنا المسؤولية كاملة عن كل احتياراتنا. وقراراتنا ، وتلك العبدية المطلقة لله تعالى التي هي احدي اهم تلك التجليات الالهية المعبرة عن حقيقة الوحدة الوجودية التي تتحرك بامر الله لما يريده الله لكي يكون بها كمال الوجود. بالكيفية التي هي عليه ، كنت. اري الانسان كمخاطب بامر الله لكي تكون به الحياة بكل تعددها وكمالها. ، وهو المؤتمن . علي الارض لكي يعمرها بالحياة ، وبكل الاسباب التي. تعبر عن الابد اع الكوني المعجز ، كنت اري تلك اللوحة. المتكاملة البديعة للوجود بكل ما فيه من تلك التجليات الالهية المتنوعة ، وكنت ارى فى ذلك الانسان   صفة الانسان. الذي هو احد. مخلوقات الله في الوجود ، ويملك ما يملكه. عالم الحيوان. من الاستعدادات. والغرائزً لاجل كمال الابدان. وما يسهم في نموها و تغذيتها ، وهناك صفة اخرى اكثر اهمية وتعبيرا عن حقيقة ذلك الانسان  وهى  مرتبة الانسانية المخاطبة بامر الله وهي المؤتمنة علي الحياة من منطلق الاستخلاف في الارض ، والانسان. حائر بين متطلبات غريزته. الفطرية وبين مطالب انسانيته. المكلفة والمؤتمنة. ، ما اشق ذلك التغالب بين. الانسان. الغريزي. والانسانية. المخاطبة بامر الله ، وكنت ارى رسالة الله.  التى خوطب بها ذلك الانسان  كخارطة طريق هادية. ومرشدة بكل ما تتضمنه من. الدعوة الي الايمان بالله.بكل ما يعبر عنه من الخضوع والعبادة . واحترام الحياة عن طريق. العدالة في الحقوق. بين العباد في كل ما ارتبطت به حياتهم. من الاسباب ، ومن العدالة التكافل بين العباد. للدفاع عن الحياة وضمان استمرارها ،ضمن صيغة تكافلية راقية الدلالة  القادر يحمل العاجز ، بتولي الكبير فيها امر الصغير.ويحمل القادر فيها العاجز والمسكين   ، ويكون كل المستضعفين في الارض من الصغار. والشيوخ والعجزة والايتام. في رعاية مجتمعهم. وجوبا دينيا واخلاقيا. واجتماعيا لاجل كمال الحياة بكل ما فيها ومن فيها ، كل من اسهم في اصلاح الحياة باسباب الصلاح فهو الاقرب الي الله والاحب اليه ، وكل من افسد في هذه الحياة من طغاة الارض ممن استكبروا. وظلموا واعتدوا علي الحقوق بما يفسد الحياة فهو. من المغضوب عليهم. والضالين ، . الاخيار يصلحون ولا يمكن ان يصدر منهم الا الصلاح , والاشرار يفسدون ولا يتوقع منهم الصلاح ، ولا مكان للاشرار. عند الله ولو ادعوا الصلاح لانهم ظالمون لا نفسهم، ولا يتقرب الي الله. بما حرمه علي عباده من كل سلوكيات العدوان التى تعبر عن الطغيان فى الارض ، النظام الاجتماعي. هوثمرة لجهد انساني متجدد لا يتوقف يعبر عن الحياة نفسها يرتقي برقي مجتمعه وينحدر بانحداره ، وهذا النظام. كالابدان .التى تنمو باستمرار عن طريق التغذية وتكبر بالتجربة متطلعة الى الكمال وتؤدى ثمرتها المرجوة. ، فاذا بلغ البدن  شيخوخته. اختلت المعاييرواضطربت , والمجتمعات كالابدان تصاب بالشيخوخة    الناتجة عن انانية الانسان ه واستبداده وطغيان الاقوياء علي الضعفاء واستفزاز مشاعرهم وتجاهل مطالبهم المشروعة فى الحياة , كل ما اصفرت اوراقه. وقلت ثمراته من المجتمعات ، ضاق. اهله به. وكبرت امراضه  كما يضيق المزارع. بما شاخ من اشجاره ، الخريف. قادم لامحالة. بعواصفه. التي تسقط. كل الاوراق المتهالكة ، لكي يكون التغيير والتصحيح. للتبشير بربيع. دافئ ومبشر ومعطاء لكي تستمر به الحياة ، وكل جيل مؤتمن علي عصره. ان يضع بجهده. العقلي. النظم العادلة التي تعبر عن حاجة مجتمعها. ، وهي متجددة فى حركة مستمرة في كل جيل، خارطة الطريق التي جاءت. من عند الله عن طريق الوحي علي رسوله هي الهادية لكل جيل للطريق الذي يضمن استمرارالحياةً لكل عباد الله من غير تمييز وبالكيفية التي يحبها الله ورسوله ، اما. جهد الاجيال فهو جهد يعبر عما اسهمت به تلك الاجيال من افكار ونظم. وقيم واعراف. ، ما كان. حسنا يستفاد منه. ويستأنس به. من غيرقداسة لاي جهد انساني , ومعيار التفاضل فيه هو مصالح العباد. ولا مكان للمفاسد التي .تفسد الحياة. ، وما كان غير مفيد. للحياة  فيترك ويضم الي تراث. الاجيال السابقة من غير اساءة. لاي جيل فيما اختاره لنفسه ، لا وصاية لجيل علي جيل. ، وتمدح الاجيال بما احسنت فيه ، وتتفاضل في ذلك . وتترك لنفسها فيما اساءت فيه ، والله يفصل بين عباده فيما اختلفوا فيه ، وفِي خضم. تلك الرحلة.في ذلك البحر المضطرب. كنت اجد نفسي باحثا عن الطريق الذي يحبه الله. ، وكنت احمل بيدي تلك الخارطة. وهي البوصلة. الربانية. التي الهادية  الي. الطريق المستقيم الذي يحبه الله ، وهو الخير والرحمة. بالعباد. ومحبة. كل الاخرين. من عباد الله. ، وتذكرت اجمل كلمة سمعتها في طفولتي الاولي. في صحبة السيد النبهان طيب الله ثراه ، قلت له : ما الذي يريده الله من الانسان  ،قال لي:  ان يكون رجلا صالحا ، ما زلت اتأمل ذلك. واقول : هل وصلنا الي تلك الدرجة ان نكون من الصالحين

 

 

( الزيارات : 398 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *