خواطر اسلامية سريعة

كلمات مضيئة.. خواطر اسلامية سريعة

ليس المهم ان نكتب اكثر ولكن المهم ان نكتب افضل وان نضيف شيئا الى جهد السابقين , كنت الاحظ ان معظم مانكتبه هو تكرار لماكان من قبل بصيغة اخرى , مازلنا حيث نحن , قطار الحياة لا يتوقف , لا بد من مواكبة الرحلة , الركاب يتجددون وقضاياهم مختلفة واهتماماتهم مستمدة مما يشاهدون , كنت اكبر جهد كل جيل واسهام كل مجتمع , والتمس العذر لهم فيما كانوا يختلفون , انهم يبحثون عن الطريق , لا يمكن الاستغناء عن العقل , كل معرفة تناقض ماتراه العقول لا يمكن الثقة بها , المعرفة الذوقية قد تكون صادقة بالنسبة لمن يراها , ولكن لا يمكن الثقة بها كقاعدة للفهم , الاوهام تكثر فى مجتمعات الجهل والتخلف , ويقل الصادقون ويكثر المدعون , لا بد من تاكيد الثقة بالمناهج العقلية التى تملك ناصية الفهم , لانها تعتمد على قاعدة يمكن الاحتكام اليها , العقل والعلم ركنان لا يمكن الاستغناء عنهما , التقليد يكرس ماكان ولا يتجاوز موقعه , قيمة العقل ان يستخدم كاداة للفهم ,ان لم يستخدم فلا قيمة له وليست هناك حاجة اليه , الانسان هو المكلف واداة التكليف هو العقل , الامم ترتقى بجهد العقلاء , كل معرفة خارج الادراك العقلى والميزان العقلى لا يمكن الثقة بها , المعرفة الذوقية هي تاملات شخصية تعبر عن صاحبها , وهي غير منضبطة ولا تخضع لاية معايير , وبخاصة اذاكان صاحبها لا يملك العلم ولا التجربة , وفى معظم الاحيان  تكون معرفة متوهمة لا تتجاوز صاحبها , احيانا تتضمن فكرة ناتجة عن التأمل الذاتى , الثقة بالعقل منهج صحيح ولا يعنى ان العقول لا تخطئ , فمن يفكر فلا بد له من الخطا , خطا العقول نسبي , ولكل عقل خصوصيته الخاصة به التى تتاثر بمكونات تلك العقول , العقل نتاج واقعه , ولا يمكن ان يتجاوزه , مهمة العلم انه يسهم فى تنمية الادراك العقلى عن طريق الاستفادة من تجربة الاخرين , العلم يضيف شيئا الى الادراك العقلى فيجعله اكثر سعة , العلم يضيف شيئا الى المعرفة العقلية , المناهج التقليدية فى التعليم قلما تسهم فى تنمية المدارك العقلية لانها تعتمد التكرار والتلقى , وهو المنهج السائد والمتبع , وهذا ما يكرس منهج التقليد والتكرار , الفكر الذى لا يواكب عصره محكوم عليه بالتخلف والانعزال , لسنا فى الموقع الافضل , المجتمعات عندما تتخلف تجد فى ماضيها ما يغنيها , كنت اؤكد باستمرار على اهمية شعور كل مجتمع بانه هو المخاطب والمكلف والمؤتمن , وهو مسؤول عن قضاياه ومؤتمن ان يجد لها ما يناسبها , التاريخ مهما كان عظيما وغنيا لا ينهض بالواقع ولا يضيف اليه شيئا , علماء كل عصر مؤتمنون على عصرهم , ولا عذر لهم ان تخلفوا عن مسؤوليتهم , لكل عصر اجتهاده وجهده ورأيه , ولكل مجتمع خصوصيته التى تختلف عن كل الاخرين , ما يراه اهل الاختصاص انه الافضل والاعدل والممكن فهم اهل الرأي فيما يخصهم , عليهم ان يجتهدوا فى امرهم بما يترجح لهم انه الصواب , كل حكم لا يحقق الغرض منه فلا عبرة له , ولا تجاوز للمصالح المشروعة التى ماجاءت الشريعة الا لاجل تحقيقها , ما تراه العقول فيجب ان يحترم , وما يحقق المصالح فيجب ان يؤخذ به , وماكانت المفسدة فيه واضحة فلا شرعية له , العلم الذى لا يحقق الغاية منه معرفة وفهما فلا حاجة اليه , ومالا فائدة منه فيجب الاستغناء عنه , اذا ثبتت المصلحة فلا تجاوز لها , كل حكم يؤدى الغرض منه , والنصوص تتجدد مفاهيمها بما يناسب عصرها , ويجب ان يتسع تفسيرها لكي يحقق المراد من ذلك النص ,  كل ما اضيف الى الدين من المفاهيم والتطبيقات فينظر اليها بحسب الحاجة اليها , وهي تنسب لمن اضافها ولاتنسب الى الدين , والعبث بالنص الدينى  بمالا يحقق الغاية منه هو عبث مذموم , النص الدينى هو الوحيد الذى يملك صفة القداسة لانه من الله , وكل ماعداه من جهد العقول فيخضع لمعايير النقد فى سلامةحكمه , ومالايحقق المصالح المرجوة منه من جهد العقول فيجب الاستغناء عنه , ويبقى كتراث يعبر عن عصره ومجتمعه , لا بد من التجديد فى المناهج والتصحيح لما وقع التجاوز فيه , والثقة بالعقول لاكتشاف الحق الذى يحقق مصالح العباد ويحقق العدالة ويرتقى بمفهوم الثقافة لكي تعبر عن سمو رسالة الدين فى مجتمعه , الجهل والتعصب والتقليد والعنف والظلم والطغيان  كل هذه العناوين لاتتفق مع رسالة الدين ولا تحقق هدفا من اهدافه , الدين خلق وادب ومحبة للخير واستقامة واحترام للانسان ودعوة للسلام والمحبة , وكل ماناقض ذلك فليس من الدين , ولو نسب اليه , كل المفاهيم الثقافية والاعراف الاجتماعية تخضع لمعيار  الخير والمصلحة والمنفعة , ماكانت الحاجة اليه فيؤخذ به , ومالا فائدة منه فيجب الاستغناء عنه , تحترم ارادة المجتمع فيما يختاره لنفسه , وفيما يجد فيه مصالحه , لا احد يملك حق الوصاية على الاخرين فى اي حق من حقوقهم , الدين لله تعالى ولا يمكن ان يدعو الدين الا الى الخير وسعادة الانسان , لا احد اقرب الى الله الا من كان صالحا , ولا وساطة بين الله واي احد من عباده ولو كان عاصيا ومذنبا , النبوة هي طريق البيان والدعوة , ما ثبت يؤخذ به , ومالم يثبت فلا يحتج به , ولاتصح روايته , والاقتداء يالنبوة , وماتجاوز ذلك فالتكليف يمنع التقليد , قداسة التاريخ جهل , فلا قداسة خارج الوحي والنبوة , ولا عصمة لغير الانبياء , والصالحون لا يتجاوزون مقام العبودية لله , ولا يملكون من امر الله شيئا , من التزم الادب مع الله كان صادقا ,  ومن تجاوز فقد تجاوز , شؤون الغيب لله ولا يجوز الخوض فيها الا بما ثبت بنقل صحيح , والايمان بالغيب يقتضى عدم الخوض فيه عن طريق العقل , ماجاء فى القران مجملا فلا يجوز الخوض فيه بجهل , احكام المعاملات تتجدد بما يحقق المقاصد منها , والمفاهيم تعبر عن المراد منها بما يلائم كل عصر ومجتمع , لكل مجتمع قضاياه الخاصة به , واهله هم الاعرف بما يصلح لهم من الحلول العادلة والممكنة التى هم اعرف بها , ولكل مجتمع نظامه الذي يراه الافضل له , وينسب النظام لمجتمعه وتحترم فيه ثوابت الدين , ويتجدد النظام الاجتماعى باستمرار لكي يواكب مصالح مجتمعه ,  

هذه مجرد تاملات سريعة وخواطر مستمدة من الواقع كما هو  , ولا ادعى انها الحق ,  فكل مانسجله هي محاولات للفهم ناتجة عن التامل فى الواقع الذى نعيشه , قد نصيب وقد نخطئ , نرجو الله ان يتقبل منا ما كان خالصا له تعالى..

 

( الزيارات : 510 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *