خيار التاريخ وهو الاصدق..

ذاكرة الايام..خيار التاريخ هو الاصدق..

لم  نكن من قبل كما نحن اليوم..

منذ معاهدة سايس بيكو قبل مائة عام لم تتوقف الازمات وكانت المحن متلاحقة , كان العداء سافرا لكل ماهو عربى واسلامى , احسن البعض الظن بالغرب جهلا  وكان الثمن غاليا , منذ الثورة العربية الكبرى وكان الامل كبيرا والحلم جميلا , وتكشفت المؤامرات وتأكد الغدر ولم نتعلم شيئا من دروس الماضى وما زلنا نراهن على المستحيل , فى كل مرة ندفع الثمن ويتاكد الغدر وما زلنا نراهن على مالا يمكن ان يكون , الغرب هو الغرب كما هو وكما كان من قبل , مازالت الحروب الصليبية كما كانت ولم تتوقف  وما زالت اسبابها قائمة , الاسلام فى نظر الغرب المسيحى هو الاسلام الذى كان من قبل فى دوله المتعاقبة فى بلاد المشرق والمغرب وما زالت اتصاراته فى الذاكرة  , الذاكرة التاريخية فى الغرب  مازلت تخاف من الاسلام وتكرهه ولن تكون معه ابدا ولن تكون محايدة او منصفة  , المطلوب من الاسلام ان يكون كما يريده الغرب , مساجد بلا رسالة وثقافة بلاتاريخ ولا انتماء ولا هوية ,  وشعوب متنافرة ومتباغضة ويسكنها الخوف من بعضها ويواجه كل اخ اخاه ويحارب كل جار جاره ويغدر الكل بالكل متى  تمكن من ذلك , والكل يستعين بعدوه على اخيه ويكشف له اسراره ويحرض عليه , خطة ذكية ومنهج لا يخفى على احد والكل يعلمه ولكنه يقع فيه ويعتبر انه الاستثناء فيه  , ما اقسى ما تدفعه شعوبنا من جهل الجاهلين من حكامنا وشعوبنا , تاملت تاريخ الاندلس ورأيت الكثير مما كان يتكرراليوم  كما كان فى عهد ملوك الطوائف  , اختلفت الاسماء والاماكن وما زالت ملوك الطوائف تتصارع فيما يبنها ويستعين كل طرف بعدوه الطامع فيه ويدفع له الجزية لكي يحميه من جاره واخيه , وظنوا انهم بما يوعدون به امنون وبما وعدوا به مطمئنون , ما اقسى ما فعلوه با نفسهم وبشعوبهم , وتتساقط الاوراق الصفراء فى كل خريف فيمن انتهي دوره وادى مهمته ,  وكان من حوله يفرح ويهلل ويعتقد انه المقرب  والمحبب والمفضل , ثروات الشعوب تشترى بها الصداقات والولاءات ويظنون ان هذا من سنن الاولين , اختلفوا فيما يبنهم وتآمروا وفرطوا , واستهان عدوهم بهم  واستخف بامرهم فلم يعد بينهم كبير ينصتون له او يرضخون لكلمته ,  كان المواطن الاعزل يرقب ما يجرى امامه ولا يجرؤ ان يقول كلمة الحق او يوقف ذلك الانهيار  , لا احد لا يتألم مما كان , وكلنا يعلمه ويحذر منه , هل التاريخ يتجدد , وهل نتعلم منه لكيلا نكرر احداثه ووقائعه  , منذ عام او اقل بدأت الاحداث تتلاحق والازمات تتتابع واحدة بعد الاخرى واصبحنا نستيقظ كل صباح على محنة جديدة او تصدع لم نكن نتوقعه , المشرق العربى الذى كان متماسكا ومتكافلا وملتحما بدأ التصدع فيه سريعا , وكأن يدا تعبث به فى خفاء , كان الكل يدرك ان امرا يجرى الاعداد له , لم يكن احد يتوقع ما سيكون ومن المستهدف , فى العراق وسوريا ولبنان وغزة وسيناء واليمن واخيرا فى الخليج العربي  الذى كان الكل يتوقع انه  قوي متين لانه مجتمع متجانس تحكمه قيم عربية اصيلة وروابط قبلية راسخة  من التاريخ والتكوين القبلى المتداخل الذي يكفل له الصمود فى وجه العواصف  ويسهم فى استقراره , وكان مجلس التعاون الخليجى  يعبر عن ذلك  الواقع المفترض  , لقدد تصدع كل شيء  ولن يعود كما كان  , لم يعد القوى قويا كما كان ولم يعد الضعيف ضعيفا  ,  عالم التحالفات والمصالح   بفضل التواصل السريع يلغى تلك المعادلات القديمة  , ثروات العرب كان يمكن لها ان تحقق تنمية ونهوضا وتكاملا لكل الشعوب العربية اصبحت تدفع بسخاء غير مفهوم وغير مسبوق وبطريقة قهرية لا رحمة فيها لاسترضاء اعداء هذه الشعوب من الدول التى لا يمكن الثقة بها ولا الاطمئنان الى ما تخفيه من سياسات واستراتيجيات ,  , كل العقلاء كانوا يتوقعون امرا سيكون , ليس طبيعيا ان تشتعل النار فى  كل حقولنا وغاباتنا فى مدة وجيزة ونحن غافلون عن فاعليها ومن لهم المصلحة فيها ,  وكان الاحداث مخططة بذكاء  من قبل ووفق استراتيجية مرسومة لا ارتجال فيها , الاعلام الغربي كان يسهم فى اشغال هذه الشعوب بقضاياها الملحة والمتجددةويوجه القادة والحكام مشجعا حينا ومنكرا حينا اخر  , اصبحنا نصحو كل صباح على خبر جديد وازمة لم تكن من قبل , لم يكن احد  يتوقع اين ستكون المفاجأة , لم يكن احد يتوقع ما سيكون , الانفجارات فى كل مكان فى كل ارض  ووطن , وكل شعب مشغول بازمته , شعوبنا لم تكن مهيأة لتوقع ما سيكون , خمسون سنة والقدس محتلة وكل العالم والامم المتحدة فى كل قراراتها اقرت ان القدس محتلة , لا احد يجرؤ ان يتخطى ذلك , والعالم كله يتحدث عن السلام ويسعى له ويتمناه , وفجأة وعلى غير توقع يعلن رئيس اكبر دولة فى العالم  واقوى دولة وهي الدولة التى  تمسك بكل الاوراق والملفات المتعلقة بالقضية الفلسطينية , ان القدس الشريف عاصمة لدولة اسرائيل ويعترف بذلك ويطلب نقل سفارته اليها متجاهلا كل التزاماته الدولية وتعهداته متجاهلا مشاعر كل المسلمين فى العالم مستخفا بما يتوعدون به من غضب واستنكار وقصائد هجاء وخطب منبرية  , اليس هو الصديق والحليف والمدافع عن دول المنطقة من الطامعين فيها , اليس هو القيم عليهم فيما يقررون , ما زالت الصدمة قوية وصاعقة وما زال الكل يتساءل عما جرى وما سيكون تلك البداية ولا احد يعرف النهاية  , ليس من عادة الطغاة من الدول الكبرى ان تستشير ضحاياها فى اي امر من امورهم , لقد استقبل هذا الرئيس صاحب القرار  بفرحة عارمة واقيمت له الاحتفالات وتجاوز المخططون لها كل ماتنكره شعوبهم  بالرغم من قسوة تصريحاته المعادية واستدعي معظم قادة العالم الاسلامى على عجل للاستماع الى توجيهاته ونصائحه وطالبهم بان يقاوموا الارهاب الاسلامى واخذوا يتسابقون فى ذلك ,.

الشعوب الاسلامية كلها غاضبة وتشعر بالمهانة وهي تستفز فى اعزما تشعر به من كرامة , القدس عاصمة فلسطين العربية الاسلامية وهي ثالث الحرمين ولا يمكن ان تكون غير ما كانت عليه , لن يرضى العالم الاسلامي ان تكون القدس عاصمة اسرائيل , لا سلام فى ارض السلام بغير القدس الشريف ..

, لن تكون القدس عربية اسلامية الا اذا كانت كل فلسطين عربية اسلامية , وهذا خيار التاريخ قد لا نشهده  ولكنه سيكون ولو بعد اجيال .    

( الزيارات : 656 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *