دموع اليتامى وقود الى الافضل

..

 

 

علمتني الحياة

أن دموع الأطفال اليتامى في سنّ الطفولة تصنع منهم رجالاً أشداء , والسبب في ذلك أن معاناة الطفولة تختزن كوقود في الذاكرة , وقلّما تنسى ذكريات الألم , والألم وقود الحركة , والنشاط يحتاج إلى وقود , والذين لا يملكون ذلك الوقود المحرك للإرادة قلما ينشطون , وإذا سقطوا فقلّما ينهضون لضعف همتهم وخوفهم من الإحباط ويتسرب اليأس إليهم , ولا يجرؤون على اقتحام الصعاب , وينتظرون أن تأتي الفرصة إليهم وهم في مقاعدهم المريحة في أحضان أسرة دافئة …

معاناة الطفولة من أسباب النجاح , لأنّ الإنسان يبحث عن ذاته في صحراء الضياع , ولا خيار له إلا أن يرمي نفسه وسط العاصفة , ويتراءى له الضوء من بعيد ولو كان وهماً ,إلا أنه يتابع سيره , ويحفر في أعماق الأرض باحثاً عن الماء , وكلّ فشل يقوي عزيمته ويغلب عليه الحذر ولا يجد من يتكئ عليه , والنجاح حليف الرجال الأشداء , ولا مكان للضعفاء في المنعطفات الصعبة ..

لا ينبغي لطفلٍ يتيم أن يحزن , لإنه يملك الإرادة وعزم الحياة , وهذا هو رأس ماله , وينام الأطفال في أحضان أمهاتهم هانئين مطمئنين , ولا ينام الطفل اليتيم , ويظل خائفاً قلقاً , ويتأمل في الغد الذي ينتظره , فإن أحسن اختيار طريقه فالنجاح حليفه , وإن أخطأ الطريق فقد ينحرف ويغرق في مستنقعات قذرة .. وهو مؤهل للتطرف والعنف والجريمة ..

( الزيارات : 1٬489 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *