دور الحكماء الامساك بالمقود

كلمة اليوم
ان تكون ابا محبا لابنك متعاطفا معه متفهما طموحاته الى الافضل لا يعنى ان تبرر له اخطاءه وتجاوزاته فى مجال التجارة والصداقة والحياة التى قدً تغرق سفينتك فأنت مؤتمن فى النهاية على قضاياه وقضاياك فان لم تمسك بالمقود بنفسك ، فأنت مسؤول فى النهاية عن تسديد كل الديون التى ترتبت عليه وعليك ، كم من ثروة قد ضاعت بسبب اندفاع الابناء فى صفقات خاسرة لم يستشر الآباء فيها ، وكم من ممالك انهارت بسبب الارتجال وسياسات المغامرة غير المدروسة ، لكي تفوض ابنك بالتوقيع عن نفسه وعن نفسك فاختبره فى القرارات والاختيارات فإن أنست منه رشدا فادفع اليه امواله ، هذا منهج القران فى المسؤولية حماية لمصالح الجميع وان لم تأنس منه الرشد فلا تدفع اليه امواله الى ان يثبت رشده بسلوك الراشدين ..
رحم الله فقهاءنا كم كتبوا فى قضايا الولاية على النفس والمال وقضايا الرشد وشروطه وضوابطه ومسؤولية الراشدين ، وهي ما عبر عنه علماء الاصول تحت عنوان :الاهلية ، وكيف تكبر وتتوسع من اهلية وجوب محدودة الى اهلية اداء والتزام ، واكدوا ان التمييز لا يعنى الرشد ابدا ، وقد يستأنس الرشد فى وقت مبكر ، وقد يتأخر الى ان يكبر الانسان بتجربته وبما يتعلمه من الحياة ، ومصاحبة الكبار تسهم فى تكوين قدرات الانسان الى ان يبلغ العقل كماله الضروري الذى يحسن فيه رأيه ويقل يه خطؤه ، وهذا لا ينفى عن الراشدين احتمال الخطأ فى القضايا الاجتهادية المرتبطة بالمصالح والمفاسد.. ويعذر من يجتهد ويخطئ ولا يعذر من ينساق وراء الاخرين من غير تأمل فيما يقدم ليه ، وفى النهاية لا بد من دفع ثمن الاخطاء ولو كانت اخطاءا اجتهادية مبررة ، والمهم ان يتعلم الانسان منها لكيلا تتكرر ولكيلا يكون الثمن باهظا ومكلفا ..

( الزيارات : 1٬439 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *