ذاكرة الايام..كبار الرجال
تاملت فىما صادفته فى حياتى من رجال واعلام ونماذج انسانية متنوعة ومختلفة , وكنت الاحظ ان هناك رجالا كبارا بأنفسهم وهؤلاء لا يصغرون ابدا لان اسباب قوتهم موجودة فى ذاتهم وفى علمهم وفى هيبتهم وفى ادبهم وفى اخلاقهم , ومن خصائص هؤلاء انك تحبهم منذ لقائك الاول بهم وينشرح صدرك لهم فان كنت من هذا الصنف فسوف تلتقى بهم كثيرا , واذا كنت لست منهم فلن تعجبك حياتهم ولن تغريك مجالسهم ولن يشدك اسلوب حياتهم , والارواح جنود مجندة ما تناكر منها اختلف على وجه اليقين , وهناك فريق آخر يكبر بغيره ويشتد وهمه فى نفسه ويستطيل على كل الاخرين ويفخر بما هو فيه ويصاب بالغرور, وعندما تنتهي مهمته التى كُلف بها وانيط امرها به يُطلب منه ان يخلع عنه الثوب الذى ارتداه , فان لم يخلعه بنفسه نُزع عنه بالقوة , ويصاب بالدهشة والصدمة ويجد نفسه عاريا من ثوب كان يستره ..لا شيء يبقى له سوى ذكريات الامس ونظرات الازدراء التى تواجهه حيثما ذهب , لانه كان مطية للقيام بمهمة ليست نظيفة , وعندما تنتهي المهمة يعاد الى ماكان عليه من قبل ..ما اقسى حياة هؤلاء الرجال الذين غفلوا عن الله واعرضوا عنه وظنوا انهم بثوبهم الذى ارتدوه قد كبروا , وما كبروا عند الله ابدا ولا فى قلوب الناس .. ومن اعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى ..سورة طه 124