سر السعادة

سر السعادة

السعادة


كان الحكماء والفلاسفة يتساءلون عن سرّ السعادة التي يشعر بها الإنسان ، هل هي مرتبطة بالملذات الحسية أم بالملذّات المعنوية، وأكدوا أنّ الملذّات الحسية تولِّد سعادة مؤقتة تتوقف بإشباعها، ولا يبقى لها أثر، بخلاف الملذّات المعنوية العقلية والروحية فإنها قد لا تجلب السعادة في البداية، ثم سرعان ما تستجيب النفس إليها، لأنها تسوق البدن من النقص إلى الكمال ومن السقم إلى الصحة ومن الجهل إلى العلم ومن الرذيلة إلى الفضيلة.
وعلَّل ابن مسكويه سبب ذلك أنّ النفس تشتاق إلى اللذات الحسيّة وتميل إليها، وفي لحظة الشوق والميل إليها يستحسن الإنسان كل شيء فيها ولو كان قبيحاً في ذاته، ولا يرى في تلك الحالة مواطن الخطأ والزلل في تلك الملذّات، وعندما تأخذ النفس حظها منها تكتشف خطأ ما ارتكبته وقبح ما أختارته وتصاب بالندم والحسرة، فتنقلب السعادة إلى شقاء، بخلاف اللذات العقلية والمعرفية، والروحية، فإنّ النفس تضيق بها ولا تشتاقها ويختارها الإنسان كارهاً وصابراً، ثم يكتشف فيما بعد لذتها وجمالها وشوقه الفطري إليها، لأنها تمثِّل الخير والكمال والفضيلة.

( الزيارات : 3٬074 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *