سقوط قناع العدالة

كلمات مضيئة..سقوط قناع العدالة

هل تمثل كورونا المنعطف الاكبر في تاريخ الانسان وتنقل البشرية من عصر الانسانية البهيمية الي عصر الانسانية ذات الخصوصيات الراقية ادبا وخلقا ورحمة والتى تليق بالانسان المستخلف والمؤتمن على الحياة ، من طبيعة  الانسان الخضوع  لغرائزه الفطرية الشهوانية والغضبية. التي كانت تتحكم فيه والتي لم يتمكن العقل وحده ان يتحكم فيها او يسيطر عليها ، وتلك الغريزة  يتشارك فيها الانسان مع الحيوان ، ويبحث بها. عن اسباب كماله البدني من الطعام كما يبحث الحيوان عن طعامه في الغابة من غير ما يشعر باية رحمة  بمن يجد فيه فريسته ويفخر بما يفعل ، ويملك الانسان. العقل الغريزي الذي يملكه الحيوان في البحث عن الطعام ، ويغضب كما يغضب الحيوان عندما يعتدي اي احد عليه ، الحيوان يملك السلاح الغريزي الذي يدافع به عن حياته وهو الانياب الحادة ، ولكن الانسان قد طور ذلك السلاح الذي يدافع به عن نفسه واستخدم عقله الذي اراده الله هاديا ومرشدا لكي. يخترع سلاحا اقوي من كل الانياب التي يملكها الحيوان ، لا لكي يدافع به عن حياته ، وانما لكي يعتدي به علي كل المستضعفين من البشر من الافراد والشعوب الذين كانوا فريسه لعدوان  الطامعين فيهم ، القوي بسلاحه يعتدي علي كل الاخرين من المستضعفين ويعلن الحرب عليهم ويغتصب حقوقهم ويستولي علي ارضهم وثرواتهم ويمنعهم. من.كل حق لهم لكي ينفرد به ويعتبره حقا مشروعا له ، ويحاول ان يبرر كل ذلك باسم القانون وباسم العدالة وباسم الدين والأخلاق وباسم الشرعية الدولية ، ما اجهل ذلك الانسان بالحياة ووما ابعده عن الرحمة ، وما أجهله  بالعدالة والحقوق  ، كل منظومة الحقوق يجب ان تسقط الي الأبد بكل مؤسساتها التى تبرر الظلم  وتمنح المغتصب  الحق فيما اغتصبه من الحقوق ، كل مفاهيم العدالة يجب ان تصحح نحو الافضل الذى يعترف بحق الانسان فى الكرامة التى تحققها العدالة  ، كل معايير الاخلاق يجب ان يعاد النظر فيها لكي تحقق العدالة التي امر الله بها ،وهي عدالة انسانية تعبر عن قيم التكافل والخير والرحمة التي تميز الانسان عن الحيوان ، شريعة الغاب تجعل الاقوياء هم الاولي بالحق  والتفرد به , من طبيعة اقوياء الغابة انهم  يأكلون اولا ويتركون ما تبقي من الفتات لكل الاخرين ممن هم في الغابة من الحيوانات، اما بهيمية الانسان فتدفعه. ان يستولى على كل ما في الغاية وينفرد به  ويدخره ويكتزه ويمنع كل الاخرين منه باسم الحقوق المشروعة والملكيات الظالمة ، طغاة الارض يحكمون وما عداهم من الخلق  مستعبدون ويطيعون. ويرضخون ، ما اقبح هذه القسمة ، وقد طور هذا الانسان السلاح الذي يستخدمه لكي يخيف به كل الذين يقاومونه من البشر ، الاقوياء الذين يملكون السلاح يطورون السلاح ويتاجرون به لكي يستنزفوا به ثروة كل الاخرين ويخيفون به الافراد والدول ، ليس هذا ما يريده الله من عباده وليس لاجل هذا‏ خلق الخلق وأرسل اليهم رسله هدأة ومرشدين ، من اعتقد ان هذا ما امر الله به فقد ضل ضلالًا كبيرًا ، لا بد من إسقاط كل منظومة الحقوق والقيم  وكل مفاهيم العدالة التي  ادعاها الانسان  وارادها  لكي. يبرر بها عدوانه علي الحياة التي هي حق لكل عبادالله ، ما كان من الله لا يمكن ان يتضمن  ظلما وعدوانا لان الله هو رب العالمين والكل عباده ولو كانوا عصاة ومارقين  ، ولا احد هو اولي من احد بالحياة ، ما زالت الفرعونية مستمرة بصورها المتجددة المستقبحة تحت شعار الحق والقانون والاخلاق‏ والعدالة ، اين العدالة فيما نحن فيه ، ما زالت البشرية في عصر البهيمية الجديدةالتي يتصارع الناس فيها علي المال والربح وتحقيق الغلبة والنصر علي كل المستضعفين , هذه هي حضارة العصر الانانية الفردية القاسية، اين مكانة ذلك الانسان المستضعف في الحياة ،الم يضمن الله له حياته ورزقه وكل حقوقه ، لقد ضمن الله رزق كل دابة تمشي في الارض ، وضمن رزق عباده مما سخره الله لهم من الخيرات في البر والبحر ، وكل ما في الطبيعة من ثرواث ، وتشمل الطاقات المكتشفةفي الفضاء، هذه الارض لله , ولكل عبادالله الحق فيها ، ولا يُمنع احد. من حقه في هذه الحياة ، من قتل بريئا يقتل به عدالة، ومن اغتصب حقا جرد منه وعوقب عليه ، ومن افسد في الارض باي شكل او صورة من صور الإفساد يعاقب بعقوبة المفسدين في الارض وهؤلاء هم اعداء الحياة، تلك حدود الله ويجب احترامها  لكي تستمر الحياة وحدود الله لا تستثنى احدا ، ليس عدلا ان تكون الحياة للاقوياء دون الضعفاء ولا للأغنياء دون الفقراء ، لا اكتناز لما احتاجه المجتمع من. الاموال ولا احتكار لما ارتبطت الحياة به ، ولا توارث لحق لا شرعية له ، كل مفاهيم الحقوق يجب ان تسقط لكي يبتدئ عصر جديد من الحقوق. الناشئة عن مفهوم عادل للعدالة ، لا شريعة لاي قانون لا يحترم حق الحياة بكل اسبابها لكل عباد الله ، لا ملكية فردية خارج قيمة الجهد ، ولا توارث خارج تلك الملكية الفردية الناتجة عن قيمة ذلك الجهد ، وكل مال نما بجهد مجتمعه فالمجتمع احق به ومالك له او شريك فيه ، ولاً اتجار بالانسان استغلالا لحاجاته ، قيمة الجهد يجب ان يحقق الكفاية بطريقة عادلة تحقق الكرامة ، لا بد من التكافل الانساني لاجل استمرار الحياة ، القادرون يعملون والعاجزون لاي سبب يحملون وجوبا تكافليا ، ويجب ان يدفع لهم رزقهم الذي ضمنه الله لهم من غير منة او اذلال ، كورونا منعطف تصحيحي لكي ينتقل الانسان من ذلك العبث بالحياة والأنانية المفرطة والتنافس غير الاخلاقي علي الثروات والمصالح والأرباح ، هذا المنعطف الذي احدثه ذلك الهجوم المباغت لذلك الفيروس الذي لا يقبل الشفاعة من احد ولا يحابي ولا يستثني احدا من ضحاياه ، انه رسالة لذلك الانسان ان ينتقل من مرحلة البهيمية الي مرحلة التكليف والمسؤولية. والأمانة عن الحياة ، ذلك هو الانسان المستخلف. من الله ، لا بد من التصحيح الحقيقي لمفهوم العدالة والحقوق وإسقاط كل المفاهيم التي تكرس الانانية وتشرع للطبقية الظالمة وتعمق الاحقاد والشعور بالعنصرية المكروهة ، لا بد من التكافل الانساني للدفاع عن الحياة لكل عباد الله من منطلق جديد اكثر انسانية وعدلا لمفهوم. الحقوق ، الانسانية تعني التكافل والمحبة والرحمة والتعايش‏ ، يجب ان تكون كورونا هي الرسالة الموقظة والتي تمثل. المنعطف الاهم في تاريخ الانسانية ، يجب ان يسقط النظام العالمي بكل قيمه الاخلاقية المزيفة وكل مفاهيمه للعدالة والحقوق ، وليست هي الحقوق التي يضعها الانسان والتي تبرر له ذلك الظلم في الحقوق باسم الحق والملكية والدستور. والقضاء والشرعية الدولية ، كل جيل مؤتمن علي عصره. ان يحافظ عليه ويسهم في تطور مفهوم الحقوق‏ نحو مزيد من احترام الحياة والانسان بكل اسبابها ، تلك هي رسالة الدين الذي جاء بها رسل الله والتي عبث بها الانسان ، لقد انشغل اتباع الاديان عن اصول الين وأغراضه ومقاصده بما أرادوه من ذلك الدين من مصالح دنيوية ، الدين منهج. حياة وهو مدرسة تربوية تنمي القيم الروحية لكي تخرج الانسان من تلك البهيمية التي يشارك فيها كل الحيوانات الي الانسانية المستخلفة والمكلفة والمخاطبة والمؤتمنة ، كورونا ليست الاولي في تاريخ الانسان. ولن تكون الاخيرة ابدا ، ما بعد كورونا سيكون مختلفا حتما ، لا بد من التغلب علي الفرعونية الجديدة الطغيانية. المستكبرة المستفزة للمشاعر التي تتحدي الله في عباده المستضعفين ، لابد من امرين العدالة والرحمة ، ذلك هو شعار التغيير الذي يجب ان يكون ، السفهاء هم الاشرار ، وعندما يحكمون يظلمون لا محالة ، انهم لا يفهمون الا لغة كوروما لكي تشعرهم بالضعف الانساني وتعيدهم الي إنسانيتهم ولا شيئ في مملكة الله الا بامره وتدبيره وحكمته .

( الزيارات : 540 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *