فكفرت بأنعم الله

كلمات مضيئة..فكفرت بأنعم الله
كنت كثير التأمل في كلام الله في القران الكريم وهو يخاطب الانسان لكي يتعلم ويفكر ويعتبر ، وكنتً اجد في تلك الآيات القرآنية الهداية للانسان لكي يعرف طريقه الذي يحبه الله من عباده ، كل اَية هي دستور كامل للمعرفة التي يحتاجها الانسان اذا احسن فهمها وعرف المراد منها ، الغاية من قراءة القران الكريم هو حسن الفهم لما يريده الله والتدبر في تلك المعاني واكتشاف الدلالات ومعرفة المقاصد المرجوة ، القران. خطاب الله للانسان لكي يستمد منه منهجه في الحياة. الذي يليق بذلك الانسان المستخلف من الله علي الحياة المؤتمن  على استمرارها ،ويستمد الاسلام من مجموع الآيات. التي خوطب بها الانسان ، وكل اَية تعبر عن حالة خاصة ادت اليها ، وتخاطب من يعيشها ، ومهمة المفسر ان يساعد المخاطب لكي يفهم المراد من ذلك. الخطاب الالهي بكلياته وأغراضه ومقاصده ، كل اَية هي دستور للحياة ، الانسان هو المخاطب بذلك الخطاب وهو المكلف به ، وهو المؤتمن عليه ، وهو خطاب لكل جيل ، وكل جيل مؤتمن على فهمه بما يترجح له انه الحق  كما يراه هو وليس من كان قبله او جاء بعده ، وبما يشعره ان ذلك الخطاب هو له في ذلك الموقف الذي يعيشه بما يحقق الاغراض المرجوة من ذلك الخطاب  ، في ظل محنة كورونا كانت هناك تساؤلات كثيرة وجادة حول ذلك الوباء الذي هاجم الانسانية بكل جبروتها وكبريائها وغرور طغاتها  ، وتأملت طويلا فيما احدثه ذلك الوباء في حياة الانسان من تغيرات ومستجدات لم تكن من قبل واهمها ذلك الخوف المقرون بالعجز ، وسوف. يتزايد كل ذلك  مع الايام ، ونحن الان في بداية المِحنة ، كنت اتأمل فيما فيه الانسان وما عليه في كل مكان من الكون ،فى كل المدن والارياف والجزر النائية فى البحار  من الشعور بالجوع والخوف  ، لا احد قبل شهرين يصدق ما نحن فيه اليوم ، وكأننا في حلم مزعج او كابوس تمكن من صاحبه وأخافه ، وهو نائم. , ،واقعده عن الحركة والنهوض ,  وتأملت في الآية الكريمة وكأنها تخاطب هذه  الانسانية فى هذه المحنة ، لم تخاطب الاية اهل مكة. التي نزلت الاية فيهم فقط ، وانما كأنها تخاطب كل انسان اليوم في هذه الارض ،وتصف حالته ..
قال الله تعالى : وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون .. سورة النحل الآية ١١٢،
هل الانسانية اليوم في نفس هذا الموقف ، كنا قبل شهرين فقط في نعمة كبيرة لم نشعر بها ولم يخطر بالبال اننا يمكن ان نفقدها  ، كنا نستمتع بدفء الحياة ونضيق بذلك الدفء الجميل , كنا  نخرج ونسافر ونمشي في الأشواق ونتزاور ونملأ الحياة صخبا وضجيجًا ، ما الذي اصاب الانسانية على حين غرة  في كل مكان ، كل الجيوش يمكن ان تقاوم  بالصواريخ  المدمرة الا هذا الجيش الصامت الذى لا يري بالعين  ولا تسمع له همساو انت لا تراه لكي تقاومه وتتصدى له  ,  كان كل شيئ آمنا ومؤنسا  وجميلًا ، لا شيئ اليوم كما كان ، ملامح الخوف في كل مكان. ، كل الوجوه شاحبة متسائلة عما بعد كورونا ، ما اشد قسوة لباس الجوع والخوف وقد ارتداه الانسان بعد امن ودفء. ، كان الرزق رغدا يأتي من كل مكان ، فكفرت الانسانية بأنعم الله وطغي الانسان علي الانسان سفها واستكبر في الارض وعبث بالحياة وأذل كل المستضعفين من عباد الله ،. ذلك الاستكبار في الارض لا يحبه الله من عباده ابدا ، ولا يمكّن لاصحابه. ورموزه فى الأرض وان ملكوا كل اسباب القوة . ويسلط السفهاء علي الظالمين والفاسدين ، تلك سنة الله في الارض ان يستبدل قومًا بقوم ، لكي تستمر بذلك التغيير الحياة وتتجدد ، وتتحقق العدالة. في الارض فلا يستبد احد بحق لغيره ، الاسلام هو تلك الدعوة التي ارادها الله لهداية الانسانية الي. الطريق الذي يضمن استمرار الحياة ، رسالة الله موقظة ، ومن المهم ان يفهم الانسان من  تلك الرسالة ان الظلم لا يدوم ، والفساد لا بد الا ان يتوقف ، عن طريق التصدي له ، انظمة الطغيان التي استكثرت في الارض بما تملكه من اسباب القوة لا بد الا انً تصغر وتعود الي رشدها الطبيعي الذي لا سفه فيه ولا تجاوز ، لا احد من عباد الله يحرم من حقه في الحياة لان الله تكفل برزقه وسخر الطبيعة له لكي تمكنه من اسباب حياته ، ما كانت عليه الاسرة الكونية من النظم  والقوانين  ليس عادلا ابدا ، لا بد من التصحيح والتغيير في تلك  المفاهيم والنظم والقوانين ومعايير العدالةالى ما هو افضل منها واكثر عدلا  ، لا عدالة مع انتفاء اسباب الحياة  لأضعف انسان قوة واقلهم  شأنًا ، لا بد من سقوط هذه المفاهيم التاريخية للعدالة التي شاخت وترهلت لانها  تكرس طغيان الطغاة وتمكن السفهاء من اغتصاب المال والسلطة والتحكم في القانون والقضاء والقيم. والاخلاق والدين ، وتسخير كل المنافقين  من اصحاب الأقلام ورموز العدالة  للدفاع عن الباطل وتبريره باسم القانون حينا وباسم العدالة حينا آخر ، كورونا. رسالة اولي خجولة ومؤدبة ، وما عند الله اكبر واشد بطشا بالطغاة. والفاسدين ، ما كان من الله من الاصول فيجب احترامه، واهمه الايمان بالله وبما جاء من عند الله والعمل الصالح الذي يحبه الله ، وما كان من امر كل جيل ومجتمع فيما يخص  دنياه من النظم  الاجتماعية المتجددة باستمرار لكي تواكب عصرها  فهو حق لذلك الجيل ان يكون ثمرة تشاور وتوافق ارادى لا اكراه فيه  ومعياره المصالح  المشروعة التى يجب ان تحترم  وهذاكله  من اختصاص العقل المخاطب والمكلف والمؤتمن  ان يختار الصالح من الأنظمة والعادل من القوانين ، وتحترم في كل ذلك ارادة الانسان فيما يجد. فيه مصالحه المشروعة. فيما منحه الله اياه من الحقوق ، من حق كل جيل ان يفهم ما خوطب به بما يراه الأحسن والاعدل الذي تتحقق به المقاصد. ، ولا ينسب الي الدين ماليس منه من الافكار والاحكام. والمفاهيم ، ومن افتري على الله كذبا. واستغل الدين لدنياه لتحقيق. مكاسب ومصالح. فقد ضل ضلالًا بعيدًا ، لا بد من الثقة بالعقل المخاطب وتحريره من انانيتة الغريزية وفرديته التي تبرر له ان يحصل علي ما يريدعن طريق الاغتصاب حينا والاستغلال حينا اخر ، لا بد. من ايجاد نظام اجتماعي اكثر عدلًافى مجال الحقوق الانسانية  ، ونظام عالمي اكثر تكافلا وعدالة ورحمة ، ونظام قانوني اكثر انسانية يشعر الانسان بالأمن والسلام ، كورونا تتيح فرصة جيدة للتصحيح وإسقاط كل رموز الطغيان من الأنظمة والدول ، لكي تنتصر الانسانية علي البهيمية ، والأخلاقية علي الانانية الفردية والرأسمالية المتوحشة ، تلك هي مسؤولية الانسان الذي أكرمه الله بمشعل نور يهديه لكي يميز به بين الخير والشر ، وتراث الانسانية يعظم بذلك التراث الذي يعبر عن قيم راقية الدلالات ، كانوا في عصر الجاهلية الاولي يفخرون بالسيف والرمح والحرب والانتصارات والدماء ، اما في عصر القيم الروحية فالانسانية تفخر بالعدالة في الحقوق والكرامة الانسانية. واحترام. الحياة ، الشجاعة ليست فضيلة اخلاقية الا اذا اقترنت بالرحمة والحكمة واحترام الانسان ..

( الزيارات : 524 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *