شعار الاصلاح ..والصدق فيه

 

 

علمتني الحياة

أنّ معظم من يرفع شعار الإصلاح إنّما يبحث عن المجد الشخصي , ويريد الإصلاح كما يريده هو , ويحرص على أن يمسك بالراية بيده , ولا يسلّمها لغيره , ولذلك يقع التنافس بين دعاة الإصلاح ثم ينقلب التنافس إلى نزاعٍ وخصامٍ , وينشغل دعاة الإصلاح بخلافاتهم وينسون الإصلاح الذي يريدون , وإذا كان الإصلاح هو المطلوب فلماذا لا يلتقي دعاة الإصلاح على الأهداف المرجوّة ؟ وهذا يؤكد أنّ الإنسان يبحث عن مجده لا عن الإصلاح , ولو كان المصلح مخلصاً في دعوته للإصلاح لتخلّى عن الشعور بالأنانية , ومدّ يده إلى كل المصلحين وتحالف مع كلّ المخلصين , وهذه من معاقل دعاة الإصلاح , ولذلك يقع التّصادم بين حلفاء الأمس لانعدام الإخلاص والعمل لله ونسيان الذات , وإذا حقّق دعاة الإصلاح المجد والنصر اشتدّ خلافهم , وكلّ فردٍ أو جماعةٍ أو حزبٍ يريد أن ينفرد بالمجد , وأن لا ينافسه أحدٌ في هذا المجد , فيكون بأسهم بينهم شديداً , ومن حصل على المجد والسلطة يريد أن ينفرد به ولا يسمح لأحدٍ أن يشاركه فيه , وهنا تكون المعارضة , وتكون مهمّة المعارضة تشويه كلّ مواقف الآخر ولو كان على حقّ , ومحاولة نقد كلّ المواقف المعارضة ولو كانت مواقف صحيحة وسليمة , والمعارضة يجب أن تكون للمواقف الخاطئة وليس المعارضة لمجرد المعارضة , فلا معارضة للمواقف السديدة ولابدّ من الالتزام بأخلاقية الاختلاف .

( الزيارات : 847 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *