ظاهرة الحياة والموت

كلما ت مضيئة ..ظاهرة الحياة والموت

تأملت فى ظاهرة الحياة والموت وهي اهم ظاهرة يمكن للانسان ان يتامل فيها وان يتعلم منها سنة الحياة ويستمد منها العبرة , كل شيء يولد صغيرا ثم ينمو ويكبر الى ان يبلغ كماله البدنى , ثم يعطى الثمرة المرجوة منه , فاذا اعطى ماهو مرجو منه انتهت مهمته ولا بد الا ان يغادر مسرح الحياة لكي يبتدئ الجيل الجديد باداء مهمته كما فعل الاول , تلك هي الحياة , تاملت فى النباتات و الاشجار فرأيت ان حبة القمح تزرع فى موعدها فى الارض الخصبة , ويقوم الفلاح بحرث الارض ورعايتها , احيانا يسقيها بماء الابار والانهار , فاذا لم يكن هناك ماء تكفلت الامطار بسقيها الى ان تنمو وتكبر , حق الارض على صاحبها ان يحييها ويرعاها لكي تثمر ما يراد بها , فاذا كبرت وبلغت كمالها البدنى اخرجت سنابلها من القمح لكي تكون طعاما للانسان , فاذا انتهت مهمتها كان عليها ان تغادر , تيبس ثم تقتلع بالمنجل او تكون طعاما للماشية , وتكون الارض مهيأة لجيل جديد , والاشجار ايضا تزرع ثم تكبر وتمتد اغصانها , فما استطال منها عن فضائه الخاص به  معتديا على الاغصان الضعيفة يقطع لمنع عدوانه  لكي تنمو الاغصان الاخرى الاقل قوة ونماءا , ثم تعطى ما هو المطلوب منها من الثمار , اذا شاخت الاشجار توقفت عن العطاء ولا بد من تجديدها بقطع ما انتهت مهمته من تلك الاغصان , فى رحلة الحياة , الدول كالافراد تبتدئ قوية وتكبر وتمتد فاذا لم يحسن اهلها القائمون عليها الحفاظ عليها آلت الى الضعف والترهل والسقوط , والحضارات تنمو وتكبر بفضل البناة الذين يبنون ويشيدون , و الشعوب اذا لم تتجدد وتواكب عصرها باسباب الحياة شاحت وتراجعت وغابت شمسها , اسباب الحياة تحتاج الى اجنة شابة  متطلعة للحياة , ليست كل الاجنة منجبة , الاجنة التى اصابتها الشيخوخة او كانت مصابة بالعقم او الضعف فلا يمكنها ان تنجب , وهي كالارض القاحلة قلما تنبت قمحها او تكبر سنابلها , كل الابدان تصاب بالشيخوخة اذا انهكتها الايام ,  كل الاشجار ولوكانت عظيمة الاغصان تضعف ولا تكون قادرة على التصدى للعواصف الخريفية , الخريف يسقط كل الاوراق الصفراء ويسقط كل الاشجار التى اشتدت عليها العواصف , هناك خلف الابواب من الاجيال الشابة  من يترصد عواصف الخريف وهي تسقط مالا طاقة له على الصمود , الشيخوخة ليست نهاية وانما هي البداية لجيل جديد يريد ان يبتدئ الرحلة , المتكؤون على الارائك قلما يصمدون , اشار ابن خلون الى اثر الترف فى اضعاف الدول , دولة العصبيات ينهكها التفرد فى السلطة وتفكك تلك العصبية والصراعات الداخلية على السلطة والغنائم ما اشد غباء هؤلاء وهم لا يتعلمون من تاريخ الاولين  , القوة لا تحقق اسباب الاستقرار , الاستقرار تحققه العدالة وسلطة القانون واحترام المواطن  , دولة العصبيات تشيخ بسرعة , لان الصراع على السلطة يضعف السلطة , لم تعد الشعوب كما كانت فى الماضى تخاف من المطالبة بحقوقها , لقد اصبحت العدالة قاعدة للحياة وحقا يخترق الحدود الجغرافية والسياسية  , لقد اصبحت الاسرة الكونية متكافلة للدفاع عن الحياة , لابد من مواكبة الفكر الانسانى للتغيير الذى احدثه التواصل الاجتماعى فى دعم العدالة وقيم الحرية , كل الاسرة الكونية مؤتمنة على السلام والعدالة ,  واهم شروطه العدالة واحترام حقوق الانسان وهذا يحتاج الى منهجية اصلاحية تعبر عن فهم لكل المتغيرات  , مهمة الدين ان يغذى قيم الخير ومشاعر الرحمة ويناصر المستضعفين والمظلومين فى كل مكان , الدين رسالة الهية لكل الخلق لتحقيق هدفين الايمان بالله وتنمية قيم الخير فى السلوك الانسانى , ولا يمكن للدين ان يكون غير ذلك , كل ماكان محرما فى الدين من سلوكيات العنف والعدوان لا يمكن ان ينسب الى الدين ..الفكر يتجدد باستمرار لكي يواكب تطور الحياة الانسانية نحو الافضل والاكمل ,

( الزيارات : 580 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *