فى الرياض من جديد

ذاكرة الايام.. فى الرياض من جديد

امضيت مدة سنتين في الكليات والمعاهد العلمية في الرياض ، لم يكن هذا ما كنت اتطلع اليه ، كان الافق ضيقا. ولَم اجد ما كنت ابحث عنه ، وكانت البداية ، ولا يمكن ان تكون النهاية كالبداية. وكان التململ ، وعندما. تطل من النوافذ فانت تبحث عن ضالة ، كنا ضمن. الكلية كاسرة. واحدة ، هناك ما يجمعنا من الافكار . ، وهناك مايفرقنا من المصالح. ، وهذا شأن الحياة ، وقد انضم الي الاسرة العلمية. في تلك السنة الثانية الشيخ عبد الفتاح ابوغدة ، وكان من الشخصيات. التي كنت احبها واحترمها منذ. الطفولة ، كان يزور السيد النبهان برفقة الشيخ علي الصابوني. وكنت استقبله ، وكان رجلا صادقا. مخلصا ، ويتميز باخلاقية عالية واخلاص ، وهو يملك ما لا يملكه غيره من العلم. وحسن الفهم لاخلاقية العلم. وفهم روحيته ، وكنت خلال تلك الفترة علي صلة.بالدكتور معروف الدواليبي الذي كان يقيم في فندق. الصحاري المجاور لمطار الرياض , وكنت ازورة باستمرار فيه وكان يقيم معه فيه ابنه نوفل ، وهو من الشخصيات التي كنت احبها واحترمها ، وقد توطدت تلك الصلة. منذ ان كان استاذا في كلية الشريعة ، وكانً يدرسنا علم الاصول ، وما زلت اذكر شخصيته المتميزة بشموخ العلم وكان كبير المواقف ، وكنت ازوره في منزله في دمشق في عهد الانفصال. وبخاصة بعد ان تولي رئاسة الحكومة ، برفقة شقيقة السيد علاء الدين ، وزارني عدة مرات في الرباط. واخر مرة زرته قبل وفاته برفقة اخيه وابناء اخيه ولعلهم يذكرون ذلك. , وكان قد تجاوز التسعين من عمره وابي الا ان يودعني. الي خارج. منزله ، بحضور ولديه محمد ونوفل ، ومن اصدقاء تلك الحقبة السيد المنتصر. الكتاني الذي. كنت احبه وكنا علي تواصل دائم في دمشق وفِي الرياض وفِي الرباط فيما بعد ، وكان مستشارا للملك فيصل في تلك الفترة , وما زلت علي صلة باولاده واحفاده وكان ولده الاكبر الدكتور علي رحمه الله. من اعلام الفكر ، وكان اقسي يوم في تلك الفترة. نكسة حزيران عام ١٩٦٧ ، كان اقسي يوم في حياتي ، وكنت في الرياض. ، واقسي منه يوم سقوط بغداد عام 2003، في عهد صدام حسين ، كانت النكسة الاولي. قاسية ، واصبت بحالة من الحزن والاحباط ، لقد انتهي فى داخلى  ذلك الحلم الجميل الذي كان اشعر به وابتدأت. بعد ذلك  كل الانتكاسات. وما زالت ، وعدت الي القاهرة لمتابعة اطروحتي للدكتوراه ، كانت القاهرة حزينة باكية ، لم تعد القاهرة كما كانت ، انطفأت كل الانوار , وكنت انساءل هل يمكن للحلم العربي الكبير ان. يتلاشي. فجإة وتذكرت اليَوْمَ الذي زرت فيه اسوان والسد العالي وكل الشموخ العربي ، لا شيئ كما كان ، وعدت الي الرياض ، وذهبت في ذلك العام الي الحج بصحبة الصديقين الدكتور عبد الرحمن الباشا وبكري شيخ امين ، والقيت في ذلك العام محاضرة في رابطة العالم الاسلامي في مكة المكرمة عن مستقبل العالم العربي بين التخطيط والارتجال، وهو منشور. في وثائق الرابطة ، وكنت علي صلة بالكاتب السعودي محمد سعيد العامودي والمفكر. السعودي الاستاذ محمد احمد جمال. ، ولَم اجتمع بهما ، كانت صداقة ، عن طريق المراسلات ، وحصلت في صيف 1968علي شهادة الدكتوراه من القاهرة ، وحضر الصديق الدكتور عبد الرحمن الباشا والدكتور عبد الرحمن عطبة المناقشة ، وانتقلت الي جامعة الرياض كلية التربية بقرار من الشيخ حسن ال الشيخ وزير التعليم الاولي الذي اوفد الدكتور محمد عبده اليماني الي دمشق لكي يبلغني بذلك ، وكانت. الحياة العلمية فيها اكثر سعة واصبحنا خارج اسوار الحصون المغلقة ، وكان عميد الكلية الصديق الدكتور عبد العزيز الفدا الذي اصبح مديرا للجامعة ، وكان الصديق في نفس المكتب الذى كنت فيه الدكتور عزالدين ابراهيم وهو مصري متخرج من انكلترا ، امضينا سنة واحدة معا ، حدثني لاول مرة عن لقائه في بريطانيا مع. شيخ امارة ابوظبي ، الشيخ زايد ال نهيان ، ولَم يكن الاسم معروفا ، ، ولاول مرة اسمع به. واسم امارة ابو ظبي. ، قال لي بانه اجتمع به في انكلترا في التحضير لاستقلال الامارة ، وعرض عليه ان يكون مستشارا له بعد الاستقلال ، وتم الاستقلال ، وفرح بذلك واخبرني انه سيقدم استقالته ويغادر الي مهمته الجديدة . ، اشفقت عليه في مهمته ، لم نكن نعلم اي شيئ عن منطقة الخليج قبل ذلك ، ولَم نسمع باسم اية امارة في تلك الفترة ، وددعت صديقي ، وذهب الي ابوظبي وغادرت الي الكويت بعد ان تلقيت رسالة من السيد يوسف هاشم الرفاعي الوزير الكويتي يبلغني بقرار الجامعة. تعييني. استاذا بكلية الحقوق والشريعة ، وكان ذلك شبه مستحيل. في تلك الفترة. ، كانت الجامعة مصرية.بكل من فيها  ، ومحكمة الاغلاق ، وشعر  الصديق عبد الله النفيسي  بذلك. وضاق  وتمرد . ، وهو اول من. رفع شعار. جامعة الكويت للكويتيين. ، وكانت مواجهة تاريخية ما ازال اذكر كل اسرارها , واستقال مد ير ا لجامعة بعد تلك العاصفة  ، وبدأت الحقبة الجديدة من. حياتي الجامعية في الكويت. التي استمرت مدة سبع سنوات ، وبعد عشر سنوات دعيت من السيد سعيد سلمان وزير التربية للامارات. لزيارة. دولة الامارات لاول مرة وزيارة. جامعة العين التاشئة. واستقبلني الصديق القديم. الدكتور عز الدين ابراهيم الذي اصبح مديرا لها,. تحدثنا طويلا عن ذكريات الماضي ، وذكريات كلية التربية في الرياض ، ، كانت الجامعة. في بداية عهدها وفِي زيارتي. التقيت بعدد من الاصدقاء القدامي. في ايام القاهرة الدكتور عبد الرحمن الصابوني والدكتور عجاج الخطيب والدكتور عبيد واحمد الكبيسي من العراق , ولعل الدكتور احمد الكبيسي يذكر ذلك ،. كانت دبي في تلك الفترة صغيرة ولَم نسمع باسم الامارات الاخري ، امضيت مدة سنة واحدة في كلية التربية. ، وكانت هي النهاية للحقبة السعودية التي استمرت ثلاث سنوات ، ومما اسعدني فيما بعد. انني رأيت الصديق الدكتور احمد الضبيب قد اصبح مديرا. لجامعة الملك سعود وهي جامعة الرياض وتولي الامانة العامة لجائزة الملك فيصل ، والصديق الاخر الدكتور عبد الله التركي قد تولي ادارة الكليات وأنشأ. صرحا علميا كبيرا يفتخر به هو جامعة الامام ، وعندما دعاني لزيارة مكة المكرمة. لحضور الحفل الكبير. لمنافسات حفظ القران الكريم. عام 1999 دعاني لزيارة الرياض وزيارة جامعة الامام التي كانت هي البداية ، عدت الي الوراء لمدة اربع وثلاثين سنة ، وتذكرت رحلات الى خريص  التي كنا. نخرج اليها  كل مساء فى  الصحراء لكي نجلس فوق المقاعد الخشبية الخشنة. ونشرب فيها الشاي، واهم ما في هذه الرحلة  واجمله اننا. قمنا. بالدخول الي الكعبة. الشريفة., ،وصلينا فيها  ,  وفى الرياض قمت بزيارة الصديق القديم الشيخ عبد العزيز بن محمد. ين ابراهيم ال الشيخ. في الرياض الابن الاكبر للمفتي العام. ، الذي كان الرئيس العام للكليات والمعاهد ، وثولي ابنه الشيخ صالح ال الشيخ وزارة الشؤون الاسلامية فيما بعد بعد الدكتور التركي ،. تلك ذكريات حقبة كانت غنية باحداثها ودروسها ، كانت هذه الحقبة. هي المدرسة العملية. الاولي ، وكم نحتاج الي تلك الذاكرة التي تمدنا بالكثير من الفهم. . لمعني الحياة وان تكون متجددة بتعاقب الاجيال. , وكل جيل مؤتمن علي عصره ، عندما نتأمل نقول هل نحن. ما كنا فيه من قبل ، عندما. تري الفجر. امامك. فكل جهد تبذله تجد السعادة فيه وتسعى اليه لانه.بحث. عن ذلك الضوء  الذي يمثل الكمال الذي يقودك في النهاية الي معرفة. الله تعالي من خلال تلك الحكمة فى التدبير  فيما يختاره الله لك..

……

 

( الزيارات : 555 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *