كنا اكثر اخلاقية ورحمة ..

ذاكرةالايام..كنا اكثر اخلاقية ورحمة

لم تكن كلمة الارهاب قبل اربعين عاما فى ثمانينات القرن الماضى تتردد كثيرا فى الاعلام السياسي ,  ولم يكن الرأي العام يهتم بهذه اللفظة كما هو الشان اليوم , كان الاعلام الغربى يستخدمها عندما يريد وبالطريقة التى يريد , عندما يجد من يتصدى لنفوذه وسياسات الهيمنة على الشعوب المستضعفة  , كل حركات التحرير فى العالم كله كان يطلق عليها حركات ارهابية , لم تكن ارهابية ابدا , كانت حركات وطنية تتصدى للنفوذ الاستعمارى وتطالب بالاستقلال , كان الصراع بين الشعوب ممثلة بقيادات وطنية تطالب بالاستقلال , كانت هي حركات تحرير وشهدنا الكثير من هذه الحركات الوطنية قد نجحت فى مطاردة الاحتلال  , هذا ليس ارهابا وانما هو جهاد مشروع لتحقيق هدف مشروع اقرته الامم المتحدة والقانون الدولى وهي مطالب مشروعة , اذكر اننى كتبت مقالة علمية بعنوان الارهاب والمشروعية نشرته فى جريدة الشرق الاوسط التى تصدر فى لندن وتوزع فى معظم العواصم العربية  عام 1985 , حاولت فيها ان افرق بين الارهاب المشروع الذى يعترف به القانون الدولى وبين الارهاب الذى يعتبر من انواع الجريمة , ما زال البعض لا يفرق بينهما , علماء القانون يفرقون بين العمل المشروع والعمل غير المشروع , هناك حالات نص عليها القانون وهي حق الافراد والشعوب فى  الدفاع عن مصالحهم المشروعة ضد سلطة استعمارية محتلة , وهو حق تقرير المصير ضد سلطة محتلة , اما الحركات الانفصالية فى نطاق الوطن الواحد فلا شرعية لها وتحترم الوحدة الترابية لكل الدول وهذا حق مشروع لها  , اليوم تغيرت المفاهيم واصبحت كلمة الارهاب كما ارادها الغرب تطلق على الاسلام , واصبحت كلمة الارهاب الاسلامى متداولة بكثرة , وهذا ظلم كبير وتجاوز , لم نكن نعرف ارهابا فى عالمنا الاسلامى ابدا , ولا نعرف اسلوب العنف , والجريمة مدانة فى نظر الاسلام والاخلاق والقانون , ولا احد يبرر العدوان على الابرياء مهما كان مبرر ذلك , كلمة السلام كلمة اسلامية وشعار اسلامى , وكلمة العدوان كلمة مدانة,  والاسلام يحرم العدوان , لا شيء من العدوان يقره الدين , اما الارهاب فهو جريمة وقد تصدر هذه الجريمة فى اي مجتمع من المجتمعات , كل المجتمعات معرضة للاخطار , والمجتمعات الاسلامية اكثر المجتمعات التى دفعت ثمن الارهاب العدوانى  , وما نراه من تطرف فله اسبابه الموضوعية وليس بسبب الدين , تشويه صورة الاسلام بنسبة الارهاب اليه عمل مقصود , هناك ظواهر مرضية انتشرت فى المجتمع وهي ناتجة عن الجهل حينا وعن غياب التربية الاسلامية الصحيحة حينا اخر , وهناك ظاهرة التكفير ولا نعرفها من قبل فى مجتمعنا , لا نعرف التطرف فى المجتمعات الاسلامية من قبل , وهو ثمرة الجهل بالاسلام , التربية الاسلامية تعمق القيم الروحية ومشاعر الرحمة والمحبة واحترام الاخر مهما كان , لا جهاد فى العدوان , والعدوان ظلم , عندما نحسن الفهم  ندرك ان رسالة الاديان هي رسالة ايمانية وانسانية وتدعو الى التسامح والرحمة ومساعدة المستضعفين والتكافل للدفاع عن الحياة وكرامة الانسان , نحتاج الى دراسة علمية لتحديد معنى الارهاب الذى يعتبر جريمة وبين الحق المشروع فى الدفاع عن الحقوق المشروعة بعيدا عن العنف والعدوان على الابرياء , مازلت اذكر اننا كنا اكثر انسانية ورحمة وتعاونا مما نحن عليه اليوم , كنا ندين الجريمة مهما كان فاعلها وندين المجرم الذى يعتدى على الابرياء , العمل غير المشروع لا يكون مشروعا ابدا ولا يمكنه ان يكون مبررا , والعدوان على الابرياء محرم فى نظر الدين مهما كانت مبرراته ..

( الزيارات : 632 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *