كيف نفكر ..

 كلمات مضيئة..كيف نفكر فيما حولنا

كنت الاحظ مما كنت اتابعه من افكار المفكرين ان كل واحد منهم يضع خصمه فى مواجهته ويحاول ان يرد عليه فيما قاله , وفى معظم الاحيان يريد التميز عنه بما ينفرد به , تلك هي ازمة المفكرين والمثقفين قديما وحديثا , كل واحد يريد ان يهدم ما بناه الاخر ليقيم مكانه جدارا له يتسلق به الى ما يعتبره تميزا وانفرادا , لما ذا يكون الخيار هو اما واما , لما ذا نفترض التناقض والتنافر فى جهد عقلى محمود يهدف الى التوصل الى الحق , الا نبحث عن  اوجه التوافق فيما بيننا , وهي كثيرة , اليس البحث عن الحق هو الهدف الجامع لكل الباحثين , عندما تكون المقاصد التى نتغياها واحدة فمن اليسير علينا ان نبحث عن الطرق التى تقود الى تلك النهايات , الحق والفضيلة والكمال , غايات تستحق الاهتمام  , الانسان هو البداية وهو النهاية , كل قوة من قوى الانسان لا يمكنها ان تعمل بعيدا عن القوة الاخرى , القوة الغريزية والقوة العقلية والقوة الروحية , وكل قوة تشتاق الى كمالها بجهد القوى الاخرى , القوى المختلفة تعمل متكاملة متكافلة , هناك من يريد ان يغلب احدى هذه القوى على الاخرى ليجعل منها الكمال , المعرفة الانسانية هي وليدة ذلك الانسان  المكلف والمؤتمن , كل قوة تؤدي مهمتها عندما تسمع النداء لكي تؤدي المهمة المرادة منها , لا يمكننا ان نفصل اية قوة عن الاخرى , اعضاء البدن كثيرة وكل عضو يؤدى مهمته التى خلق لاجلها , المرض الذي يصيب اي عضو من الاعضاء ينعكس اثره على كل الاعضاء الاخرى , الصحة البدنية هي فى قيام كل عضو بما هو مطلوب منه عندما يسمع النداء , هذه النظرة التجزيئية لمصادر المعرفة الانسانية ستقودنا لا محالة الى تناقضات لا يمكننا التحكم فيها , العضو الذي يحظى باهتمام وتغذية فمن الطبيعى ان ينمو ويكبر , وهو ما يلفت نظرنا فى شخصية صاحبه , المعرفة الانسانية هي وليدة الانسان بكل قواه التى يملكها , القوة الغريزية والقوة العقلية والقوة الروحية , عندما تعتدل هذه القوى تؤدي الى فكر اكثر رقيا وانسانية , ما يميز الانسان هو تحكمه فى تلك القوى بحيث يصدر عنه ما يليق به وما يعبر عنه , هذا العقل الانسانى تتحكم فيه احدى قوتى الانسان القوة الغريزية فتدفعه الى الادنى والقوة الروحية التى تقوده الى الاعلى , والادنى والاعلى ليس هو العلو والدنو مكانا وانما هو العلو الذى يقود الى الكمال الانسانى , محنة الفكر عندما يتجاهل اهله ذلك التوازن الذي يتمثل فى الاعتدال , وهذه هي الصحة النفسية , توازن القوى يظهر فى اعتدال المزاج , وهو الذى يقود الى فكر بناء يسهم فى رقي الفهم واستقامة الرأي وحسن الفكر , يجب ان نتحرر من القوالب الغربية فى فهمنا لتراثنا الاسلامى , وان ندرسة دراسة نقدية امينة لكي نبنى عليه ونضيف اليه لبنات من جهد الاجيال المتعاقبة رغبة منا فى اغناء هذا التراث بالمستجدات التى تعبر عن قضايانا , ماكان جديرا بالاهتمام فيجب الاستفادة منه ومالا حاجة لنا اليه يحتفظ به كاثر نعتز به يعبر عن زمانه , قضية التراث هي قضية فكرية لانها تعبر عن جهد العقول فيما اسهمت به , اما رسالة الدين الايمانية والاخلاقية فهي التى تجعل الانسان  اعمق فهما لمعنى الحياة والتكليف الالهي للانسان ان يكون كما اراده الله مؤتمنا على قدسية الحياة وكرامة الانسان..

 

( الزيارات : 1٬021 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *