لا تستقيم الحياة الا بالعدالة

كلمات مضيئة.. لا تستقيم الحياة الا بالعدالة

رسالة الله الي عباده هي رسالة المحبة والسلام والتكافل والرحمة ، والدعوة الي احترام الانسان وتمكينه مما أكرمه الله به من الحقوق التي تضمن له حياته وحريته. وكرامته ، مهمة الانبياء. ان. يبلغوا. مجتمعاتهم برسالة الله ان الله هو رب العالمين ولا شريك له , وهو الخالق والمدبر ، ولا شريك له ولا اله الا هو ، وكل الخلق عبيده ، وأمرهم بيده ، وهم مخاطبون بامر الله. ومكلفون بما امرهم به ومؤتمنون علي الحياة ان يحافظوا عليها باحترامهم للحقوق وتكافلهم للدفاع عن الحياة. والسلام والا يظلم قويهم ضعيفهم والا يعتدي احد علي احد في حق من حقوقه. ، وان يدافعوا عن كل المستضعفين في الارض من عباد الله الذين يملكون. ما يملكه غيرهم من الحقوق. وان يمنحوهم الامل وان يشعروهم بان الله معهم ناصرا. ومعينًا ، تلك هي رسالة الاسلام التي جاء بها رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم ، كل مفهوم عن الدين يخالف هذه الاصول فليس من الدين ولا يعبر عنه ، فلا ينسب الي الدين ما ليس منه مما يتنافي مع ثوابته وأصوله ، لقد عبث الانسان بالحياة بجهله وأنانيته وطغيانه ، من طبيعة الانسان الطغيان والرغبة. في التملك والاستئثار ، وذلك ناتج عن. الغريزة. المرضية التي. سيطر الطمع فيها علي صاحبه وتمكن منها. ، الغرائز لخدمة الحياة لكي يتمكن الانسان من. البحث عن اسباب كماله البدني ، ولولا الغريزة. بإلحاحها لما تحرك الانسان للبحث عن طعامه ، عندما تطغي تلك الغريزة علي صاحبها تكبر الانانية ا لمريضة ويقول الانسان ، انا اولا ، وينكر وجود كل الاخرين ، وتكبر الانانية بالاعتياد والشعور. بالقوة فيكون الطغيان والعدوان ، آلانا الفردية عندما تتضخم تدفع صاحبها للطمع. والجشع ويحاول الاستيلاء علي ما يملكه كل الاخرين من المستضعفين. فتكبر الملكيات. الفردية باغتصاب حقوق الاخرين والاستيلاء عليها عن طريق التملك. والاغتصاب وكل طرق الفساد وادعاء حق الملكيةالفردية في كل ما هو مغتصب من. حقوق الاخرين ، ما زاد عن قيمة الجهد العادل فهو اغتصاب. لحق الاخرين , وهو من اكل اموال الناس بالباطل ، وهذا هو الامر المحرم ، استغلال. حاجة الاخرين جريمة انسانية ، ولذلك حرم الاسلام الربا ماكان من قبل وما سيكون من بعد من أوجه الاستغلال ، كل كسب ارتبط باستغلال فهو ربا محرم ويمحق الله الربا في كل صور التعاملات المالية ، كل ملكية ناتجة عن الاستغلال هي. من الربا المحرم وكل كسب زاد عن قيمة الجهد و محرم في نظر الدين ، الثروات لا تكبر بقيمة الجهد ابدا ، وانما تكبر بالاستغلال والاحتكار والفساد واغتصاب حقوق الاخرين ، اغتصاب حق العامل في قيمة جهده سرقة يحميها القانون لان العامل لا يأخذ قيمة جهده ، وانما يأخذ اجرا لا يكفيه لضمان حياته ، ويعتبر مجتمع الفساد. ان تلك العقود مشروعة وعادلة لان القانون اعتبرها حقا مشروعا ، تكبر الثروات والملكيات باغتصاب حقوق المستضعفين ويكبر الفقر في المجتمع بالظلم الاجتماعي وبطغيان الاقوياء علي المستضعفين ، ومن المؤسف ان القانون يحمي هذا الظلم في المعاملات المالية ويعتبرها من العدالة ، اين العدالة فيما نحن فيه من العدالة المنقوصة. ،. لا يمكن للدين ان يبرر الظلم ابدا ، ما ثبت الظلم فيه من الحقوق فليس من الدين وليس من الاسلام ، فلا مبرر لتبرير الظلم والعدوان والاستغلال ، ليس عدلًا ان يكون هناك جائع لا يجد طعامه ، ليس عدلًا الا يعاقب طغاة مجتمعهم علي ما يرتكبون من الجرائم واغتصاب الحقوق واستغلال المستضعفين ، وفي الوقت نفسه. يعاقب الجائع المستضعف المحروم علي تجاوزاته الصغيرة التي يدفعه اليها الجوع والشعور بالحقد علي ظالميه ، لا بد من تحرير كل المستعبدين والمستذلين من تلك العبودية التي فرضها طغاة الارض علي المستضعفين وكانت به العبودية ثم الاستغلال ، الطغيان صفة مذمومة في الانسان ، كل من تجاوز حقوقه في سلطة او مال او نفوذ. بسبب قوةً يملكها فهو من. الطغاة الذين استكبروا في الارض ، والطغيان فساد وإفساد ، ويجب ان يقاوم وجوبا بامربن :
اولا : تنمية ثقافة. الحقوق لمنع التجاوزات وتمكين كل انسان من الدفاع عن حقوقه المشروعة التي اكرمه الله بها ، ولا احد لا يملك الحق في الدفاع عن حقوقه المشروعة ممن تجاوز ها. عدوانا عليه ، الحق هو الحق ، وكل حق يولد حقًا جديدًا هو حق الدفاع عن الحق ، لا قيمة لحق لا يملك صاحبه حق المطالبه به. والدفاع عنه ،
ثانيًا : تصحيح. مفهوم العدالة بحيث تعبر عن حقيقة. العدالة كما ارادها الله تعالي ، وكما هي مستمده من عموم كلام الله والأوامر. التكليفية التي تؤكد علي احترام الانسانً كمستخلف علي الحياة ، وهو مزود بأداة التمييز. والفهم لما خوطب به من ربه ، ولا يحتج بالفروع علي الاصول ولا بالتطبيقات الزمنية. علي تلك الاصول التي جاءت من عند الله لكل عباده ، وليس من حق البشر ان يحاسبوا الانسان . علي ما أسرّه في نفسه مما هو من امر الا يمان . الا اذا ارتبط بالحقوق التكليفية التي تخص البشر اما حقوق الله فالله اعلم بالمقصرين فيها وهو الذي يحاسبهم. ويعاقبهم لانه اعلم بما يسرون وما يعلنون ولا اكراه في الدين ، جهد العقول لا يتجاوز عصره ، ولكل عصر خصوصيته ولكل مجتمع معاييره لمفهوم العدالة والحقوق. ،. جهد العقول متأثر. بقيم عصره ولا يتجاوزه. ،والمفاهيم. تتطور لتعبر عن أغراضها المرادة بها ، مفهوم العدالة يتطور باستمرار نحو مزيد من الكمال ، ومفهوم الحق. الفردي يضيق عندما يصطدم بمصالح المجتمع التي هي المرادة ، الي ان. يصبح الحق الفردي اداة لخدمة الحياة كلها من خلال ذلك التكافل الانساني الذي يجعل الانسانية مؤتمنة. علي الحياة. بما يؤدي الي استمرارها ..كنت اجد في رسالة الاسلام ذلك البعد الانساني وتلك النظرة الكونية الشمولية التكافلية. التي تجعل الاسرة الكونية. مؤتمنة علي الحياة التي ارادها الله ان تكون. وان تستمر ..
الحياة يجب ان تستمر. لان الله ارادها ان تكون ، ورسالة الدين ان يرشد الانسان الي الطريق الذي يحبه الله من عباده , وعندما. يغفل الانسان عن الله يضل ويطغي ويظلم القوي الضعيف ، وعندما يبلغ الظلم نهايته يرسل الله الي عباده. رسالة موقظة لهم وتشعرهم بضعفهم وان خالق الكون هو الله. ولا احد يملك معه شيئًا من امره ..ش

( الزيارات : 596 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *