لا للانفعال فى المواقف..

ذاكرة الايام..لا للانفعال فى المواقف
امركان يلفت نظرى منذ ان كنت طالبا فى الجامعة , وكنت اتابعه باهتمام وأتساءل عن اسبابه النفسية , لا شيء فى الحياة من الظواهر السلوكية الا وتحتاج الى تساؤل عن اسبابها , كان من عادتى ان اتابع باهتمام ما اراه وابحث عن سببه والتمس العذر لاصحابه سواء كانت الظاهرة ايجابية او سلبية , ليس كل شيء ايجابيا ولا سلبيا فى الحياة , الظاهرة تحتاج الى تأمل عقلانى للبحث عن اسبابها , كنت الاحظ ان بعض من اراهم من اصدقاء او زملاء او من غيرهم كانوا يعبرون عن ارائهم وافكارهم وبخاصة فى القضايا الدينية بقدر كبير من الانفعال والتشنج , سواء كانوا من الملتزمين بالدين والغيورين عليه او من الذين يضيقون بالدين , لم اكن اجد مبررا لذلك سواء كنت مؤيدا او معارضا , الدعوة الى الدين تحتاج الى اخلاقية راقية وسماحة وقدرة على الفهم والحوار من غير انفعال ولا اتهام لمن خالفك فى ارائك بالتفريط والزيغ والضلال ,واذا كنت تضيق بما تراه من تزمت المتدينين فالامر لا يحتاج منك الى ذلك التشنج الضيق الذى يدفعك للاساءة لكل الآخرين, ما احوجنا الى ان نكون اكثر سعة مع كل من خالفنا فى الرأي , وان يكون ما يجمعنا اكثر مما يفرقنا , عندما ننطلق من منطلق التسامح فيمكننا ان نفهم الآخر المخالف وان نصل اليه بالحجة المقنعة , التشنج فى المواقف ليس محمودا , الاخر مهما كان ليس عدوا لنا ولا ينبغى ان نجعله عدوا , الكلمة الطيبة صدقة , فلماذا نضيق بكل من خالفنا فى الرأي , الاخر يعتقد نفسه على حق فلماذا لا نقترب منه ونسمع ما يقول , ما املكه يملكه الآخر كما املكه , فلماذا اريد لنفسى مالا اريده لغيرى من حقوق الكرامة , التشنج فى الافكار والحوارات والمواقف دليل الضيق والجهل , من كان يملك حجة فعليه ان يدلى بحجته , لا احد يضيق بالحق اذا تبين له , فلماذا لا نعطى للاخر ما نعطيه لانفسنا من الحقوق ..
هذا ما كنت اتامل فيه باستمرار , لم اشعر قط اننى بعيد عن الآخر المخالف , ما ضقت يوما بمن خالفنى ولكننى كنت اضيق بالجهل والجاهلين الذين تغلب عليهم العصبية الجاهلية والتعصب الجاهلى ..
ما احوجنا الى منهجية راقية لكي نتعلم بها ادب الاختلاف وادب الخلاف لكي نكون اقرب الى اخلاقية الدين ولكي نكون رموزا للكلمة الصادقة والاستقامة والنزاهة فى الفكر والسلوك ..

( الزيارات : 1٬598 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *