لماذااخترت العلم

 

ذاكرة الايام ..لماذا اخترت العلم

عندما اخترت العلم كطريق بعد ان تركت التجارة اردت ان اؤكد من خلال تجربتي الشخصية ان العلم ليس مهنة كبقية المهن ، وليس حرفة معاشية ،. وان العلم رسالة انسانية لفهم اعمق للحياً ة ، لكي يتغلب الانسان علي حيوانيته البهيمية التي هي اصيلة فيه من خلال غرائزه. الفطرية. الشهوانية والغضبية , وينتقل بفضل وعيه وحسن فهمه لمرتبة الانسانية المخاطبة بخطاب الله ، وهذه الانسانية هي المؤتمنة. علي الحياة وهي المستخلفة علي الارض ، ولذلك كنت ابحث عن ذلك العلم الذي يقودني الي ذلك الهدف الذي يرتقي بمستوي الانسان ويجعله. اعلي درجة من  كل المخلوقات الاخري التي تملك ما يملكه الانسان من الغرائز. والقدرات الفطرية لاجل كمال الحياة واستمرارها ، كنت اجد العلم هو الطريق الي حسن الفهم عن الله فيما يريد من كمال الحياة ، لم يكن العلم بالنسبة لي غاية بذاتها ,  وانما هو وسيلة الي حسن المعرفة ومطلق الفهم لمعنى الحياة ، كنت اجد العلم وسيلة نهوض لمجتمعها . واداة فهم. له لكي يكون اقدر علي اختيار الطريق الذي يجعل الحياة اكثر. جمالا وتعبيرا عن سمو الانسانية كمرتبة في الوجود ارادها الله ان تكون هي المدركة لذلك الوجود ، ولا وجود للوجود مع غياب الوعي به كحقيقة نسبية ، واية قيمة لهذا الوجود عندما لا يجد من يدركه ، كحديقة جميلة. في جزيرة نائية معزولة لا تجد من يراها ويحس بوجودها ، وكم في الوجود من جمال لم تدركً، قيمة الجمال فيه ممن يجد فيه ذلك الجمال ، الجمال امر نسبي وهو كالحقيقة امر نسبي ، كنت احب العلم لاجل ثمرته المرجوة منه. ، وهو حسُن الفهم ، وكنت اضيق بالنظرة المادية والمعاشية  للعلم كاة حرفة اخرى ، وكنت اجد هذه النظرة غالبة ومتحكمة ، فالعلم يطلب لاثره ، وليس لذاته ، فما قيمة ان تعلم ولا يظهر اثر علمك في فكرك وحياتك وان ينتقل ذلك العلم لمن حولك. كنور. يضئ. ما حوله ويطارد الظلام ، كانت تلك هي قناعتي التي اعادتني الي العلم في البداية,  وهي التي كانت تقودني في مراحل حياتي فيما بعد ، وكنت ابحث عن الثمرة المرجوة من العلم ،. في كمال الشخصية وشموخها الانساني المعبر عن الانسانية المستخلفة وفِي كمال فهمها للحياة. كظاهرة ارادها الله ان تكون للتعبير عن الابداع الالهي. في خلق الوجود بكل ما فيه من التنوع,  ومن فيه من التعدد الانساني في كل مظاهره ، هذا هو مفهوم العلم كما كنت اراه ، واحيانا كنت أعبر عن تلك. الرؤية لرسالة العلم ومهمة الشخصية العلمية ، وهذا ما دفعني للقول في مجلس الدروس الحسنية امام الملك الحسن الثاني ان اقول بعد ان كلفني بادارة دار الحديث الحسنية ان مهمتها تكوين قيادات فكرية ذات فهم عميق لرسالتها في الحياة لتعبيد الطرق عن طريق حسُن المعرفة والتكوين ، وكنت احرص علي تكوين ذلك من خلال اختيار. الشخصيات المؤهلة لذلك ، ذلك كان امل. واعترف. ان معظم الامال. تظل حبيسة ظروفها ثم تغيب عندما تهمل ولاتجد لها راغبا ، كم في الذاكرة. من. تلك الامال التي غابت. ، انها الحياة كما هي ، عندما لا نزرع فمن الصعب ان نتوقع الحصاد. ، ولا ربيع لامة الا اذا. اعدت نفسها لذلك الربيع ، ما ازلت اذكر احلام الطفولة والشباب التي اخذت تنطفي مشاعلها الواحد بعد الاخر ، بعد.ان كانت متوهجة. ومضيئة ، ما اجمل الطفولة وهي تحلم بالغد ، وتمتد الطفولة طويلا ما دامت الاحلام. قائمة.,  وسرعان ما يتسرب اليه النعاس وتغيب. خلف الافق مخلفة اثارا في الذاكرة ، عندما نكتب ما استودع فى   الذاكرة نستعيد. ذلك الوهج الجميل. ولو لفترات وجيزة نحلق فيها من جديد ، ونشعر. بعظمة ذلك الانسان وهو يحمل كل تلك الامال. التي كان بظنها يوما. انها الحقيقة ، وان فجرها قادم لا محالة ، وتنتهي رحلة الرحلة في المكان الذي وصلت اليه ، وتبتدي من جديد من نفس المكان الذي انطلقت منه من قبل ، وبنفس الامال. التي كانت من قبل ، كم هي جميلة تلك الحياة ، ان تتجدد ويتجدد معها فكر الانسان ، لكي يعبر عن عصره ، ما اغبي ذلك الانسان الذي يتصور ان الماضي سيعود كما كان ، تلك هي محنة الجهل عندما لا يفهم معني الحياة كرحلة لا تتوقف عبر كون فسيح. نحو غاية. متوهمة تمثل الكمال ، ولا كمال. في رحلة ممتدة لا تعرف لها بداية ولانهاية ..

 

( الزيارات : 463 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *