لماذا نكتب ..وما ذا نكتب..

 

ذاكرة الايام.لما ذا نكتب وماذا نكتب ..

عندما اسجل بعض ذكريات الايام اقف حائرا مترددا اتساءل : ايهما اكثر اهمية , هل ذكرياتى مع من التقيت بهم من الاصدقاء والزملاء ام ذكرياتى مع الافكار التى قد تتضمن تأملاتى الشخصية حول قضايا ذات طبيعة علمية او فكرية , لم اتوصل الى اختيار راجح فما زلت أتردد وأتساءل , كتب الي بعض الاصدقاء فى المغرب ومنهم الاخ المؤرخ الدكتور محمد بنعزوز الذى تخصص فى تاريخ الحديث والمحدثين فى بلاد الشام وهو احد ابرز طلابى الذين اعتز بهم ان اكتب عن ذكرياتى مع طلابى من علماء دار الحديث الحسنية وهناك الكثير مما يمكننى ان اكتبه عن تاريخ هذه الحقبة الغنية بمجالسها العلمية وحواراتها الموضوعية,  وقد التقيت فيها بنخبة رائدة مميزة من اعلام المغرب ممن عرفتهم او ممن شاركوا فى مسيرة تلك المؤسسة العلمية او من طلابى وهم اليوم من اعلام المغرب,  ولكل منهم مكانة في قلبى , بعضهم درسته فى الدراسات العليا وبعضهم اشرفت او شاركت فى مناقشة اطروحته وبعضهم ساعدته ووقفت معه فى اختيار موضوع دراسته , لا اشك ان ذكرياتى العلمية هي الاهم والاكثر فائدة , اعترف ان كل من عرفته فى هذه الحقبة سواء فى دار الحديث او المؤسسات العلمية او الاكاديمية الملكية المغربية كان من النخبة العلمية المتميزة التى تركت الكثير من آثارها العلمية واسهاماتها فى مجتمعها , لم يكونوا دائما من نسق فكرى واحد فهم ينتمون الى مدارس مختلفة واختصاصات متنوعة فى مختلف العلوم , تعلمت الكثير من هذا التنوع والاختلاف ,كانت اهتماماتى العلمية هي الاهم والاولى , والتقيت بغير هذا المجتمع وكانت لى صداقات وعلاقات به , ترجمت لنخبة ممن التقيت بهم فى كتاب خاص ولم يطبع , وهناك الكثير ممن لم اكتب عنه , هناك ما يمكن ان يكتب , ليس من الضرورى ان نكتب كل شيء , هناك ما لا يمكن ان يكتب لاعتبارات مختلفة , لم تكن تهمنى الخصوصيات ولا الاحداث الفردية , قد لاتكون مفيدة , الحياة الاجتماعية مدرسة اهم من كل المدارس , ماتعلمته من الحياة اكثر اهمية وواقعية من كل ماتضمنته الكتب , بعض الدراسات النفسية افادتنى كثيرا وكنت احب هذا النوع من الاهتمامات , لكل انسان فضيلته وخصوصيته وشخصيته , وهناك شخصيات مختلفة فى خصوصياتهم , ليس هناك من هو افضل من الاخر , الكل له خصوصيته ومعاييره الخاصة به , لاقياس اذا تعددت الشخصيات واختلفت استعداداتها , اختلاف الزمان واختلاف المكان والبيئة والمجتمع , ولكل قضاياه ومعاييره , كنت احب الحياة كما هي واجد فيها كمالها وكان يعجبنى ذلك التنوع فى الموازين والخصائص , كنت اتعلم من الكل من الكبار والصغار ومن الاصدقاء والاعداء وممن هم من اهل العلم او من هم من اهل الجهل , ومن المحسنين ومن المسيئين , لا احد خارج الاهتمام لانهم هم المجتمع اردنا ام لم نرد , لا احد احق بالحياة من غيره والكل هم خلق الله وتتجلى حكمة الله فى خلقهم على ماهم عليه وكلهم مكلفون ومخاطبون ومسؤولون , ليس من مهمة الانسان ان يحاسب الاخرين على ما هم فيه , ولا ان يسائلهم على ما اختاروه لانفسهم الا اذا تجاوزوا واعتدوا وظلموا على الاخرين , وهناك هيئة مؤتمنة على السهر على حماية الحقوق , وما كان خفيا وخاصا بصاحبه فلا احد اولى به من صاحبه , ماهو من حقوق الله فيجب ان تحترم كما ارادها الله , وماكان متروكا للانسان مما هو من المصالح التى تجتهد العقول فى ادراكها  فعليه ان يبحث عن الحق الذى امره الله به , ان الله يأمر بالعدل فلا مكان للظلم والله لا يحبه ومقاومة الظلم دفاعا عن الحياة حق , المفسدون فى الارض هم اعداء الله والانسان لانهم تحدوا الله بافسادهم الحياة التى ارادها الله ان تكون للصالحين , كنت اتعلم من كل ما اراه وكنت ارى الكمال فيما قدره الله واحسن تدبيره , لسنا اوصياء على احد ابدا ولو كان عاصيا وفاسدا ما لم يتجاوز على حق من حقوق الله وحقوق الاخرين , لا احد يمكنه ان يرفع شعار الاصلاح الا اذا بدأ بنفسه , الانسان مكرم فمن اعتدى على انسان فى حق من حقوقه التى اقرها الله له فقد اساء وظلم , كل الناس متساوون عند الله ولا احد اقرب الى الله من احد الا بعمله الصالح , ومقام الالوهية لله تعلى الواحد الاحد وكل الاخرين هم عبيد لله فمن تجاوز عبديته بادعاء وصف ليس فيه من اوصاف الله فقد ظلم نفسه وكان جاهلا ..

احيانا كنت ارديد ان اكتب عن شيء واجد نفسي على غير ارادة منى استرسل فى فكرة تشد اهتمامى واراها اكثر تعبيرا عما اريده مما كنت اعد نفسي له من الافكار والاهتمامات ..كنت اترك نفسي فى تعبيرها عما كنت اشعر به فى تلك اللحظات من تاملات او توجهات.. ولله الامر من قبل ومن بعد ..

( الزيارات : 1٬009 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *