مؤتمرات الخريجين

مؤتمرات الخريجين

أسس الخريجون من دار الحديث الحسنية جمعية بعنوان جمعية العلماء خريجي دار الحديث الحسنية، وكان لها مجلس تنفيذي يشرف على نشاطات هذه الجمعية، وكانت تضم كل الخريجين ممن درسوا السنة والسنة الثانية وانتقلوا إلى قسم الدبلوم وأصبحوا مؤهلين  لتسجيل رسالة الدبلوم والدكتوراه ، ويجتمع الخريجون  تحت رعاية الملك  كل بضع سنوات ، وعندما تقرر الجمعية عقد مؤتمرها ترفع رسالة إلى الملك تستأذنه في ذلك ، ولا يمكن عقد المؤتمر إلا بعد أن يصل إذن الملك، وهو الذي يحدد المدينة التي يعقد فيها المؤتمر، ويكون المؤتمر في ضيافة الملك المادية وتحت رعايته، وكان المؤتمر يحظى باهتمام رسمي وشعبي كبير، وتشارك فيه السلطة الإقليمية كلها، وتقام حفلات التكريم باسم الوزير الاول ووزير الداخلية  ووزير التعليم العالي وعامل الإقليم والمجلس الإقليمي، ولا يمكن أن يتم هذا إلا بتعليمات من الملك ، وكان المؤتمر يضم قرابة أربعمائة خريج من مختلف المدن المغربية، وكانوا يكرّمون كل التكريم…

وكنت أحضر هذه المؤتمرات، وكان يحضرها الأستاذ أحمد بنسودة مدير الديوان الملكي، وكنت ألقي كلمة في الجلسة الافتتاحية أتكلم فيها عن الدار وعن رسالة الخريجين، وكنت أفتخر بهذا الجيل الشاب المؤتمن على رسالة الدار الثقافية والإسلامية , وينتخب  المؤتمر كاتب عام للجمعية وقد تناوب على هذا المركز كل  من الدكتور محمد يسف والدكتور السعيد بوركية ، وقد كانت الجمعية تقوم بنشاطات ثقافية هامة ، وتنظم ندوات ثقافية، وتكرم بعض أعلام المغرب من أمثال الأستاذ محمد مكي الناصري والشيخ الفاروقي الرحالى عميد كلية اللغة العربية بمراكش، وندوات علمية أخرى ومحاضرات , وكانت هذه المناسبات  تعقد بدار الحديث الحسنية، وكنت أشجع الجمعية وأقف معها في كل مطالبها في الدفاع عن حقوق الخريجين، وكانت الثقة كبيرة بين الدار والجمعية، وكان كل من الأستاذين محمد يسف والسعيد بو ركبه من أساتذة دار الحديث ، ولم نختلف على أي أمر، وكنت مع الخريجين في كل المواقف، وأدافع عنهم ولا أسمح أن يمس أحدهم بسوء ، وكانت الدار ترحب بكل أبنائها إذا فصل من عمله لأسباب غير مبررة وتجد له مكاناً في رحابها، وقد رشح عدد من أبنائها لتولي مناصب علمية،  فقد انتدب الدكتور محمد يسف لكي يكون عميدا ًلكلية الشريعة بفاس وقد كان ناجحا فى مهمته ، ولما انتهت مهمته عاد إلى الدار , وانتدب  الأستاذ حسين وجاج لكي يكون عميداً لكلية الشريعة بأغادير، وكنت أفرح بذلك , وأشجعهم على قبول هذه المناصب ، واوصيهم أن يكونوا رموزاً علمية راقية المستوى في سلوكها وأن يحافظوا على كرامة العلم والعلماء بمواقفهم الشجاعة والنزيهة، وإلا يتنازلوا عن كرامتهم أبداً، وألا يسترضوا أي مسؤول مهما كانت درجته بتنازل عن الكرامة وألا يقفوا بباب أحد من رموز السلطة , وأن يزهدوا في المنصب إذا كان ثمنه الانتقاص من كرامة العالم ، فلا كرامة لمن يقبل التنازل عنها، ولا تكبر المناصب إلا بالكبار ، وما اضاع كرامة العلم إلا صغار النفوس ممن فرطوا بكرامتهم..

وكانت تربطنى صلة مودة ومحبة مع جميع الخريحين وكنت اعتبر الدار فى خدمة ابنائها , ولايحوز لها أن تخطئ مع احد منهم ولو أخطؤوا معها , فما قيمة الدار بغير ابنائها, وقد كانوا أوفياء محبين معتزين بانتمائهم اليها ,وكنت على تواصل دائم معهم فى المناسبات , وكانوا فى غاية النبل والادب والوفاء وهذا مما كان يسعدنى ..   

( الزيارات : 1٬972 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *