محبة الله للتائبين

محبة الله للتائيبن:

والمهم في أمر التوبة هو الكف عن الذنوب، والالتزام بطاعة الله فيما أمر به ونهى عنه، ولا يسأل العبد عن سبب توبته، فذلك أمر خاص بالعبد، والتوبة كلها خير، والتائب يستحق التشجيع، لكي يقدر على مفارقة شهواته وعوائده، ويقبل من التائب أن يتوب على مراحل متعددة، وأن يتوب عن بعض ذنوبه، ما يقدر عليه أولاً ثم يتدرج في التوبة خطوة خطوة.

ويجب أن تفتح أبواب الأمل أمام التائبين مهما فعلوا من آثام وارتكبوا من جرائم، لأن الغاية هي الإصلاح، وليست هناك ذنوب لا تقبل التوبة، فما كان لله فالتوبة مقبولة، وما كان للخلق فلابد من مراعاة حقوق الخلق، لئلا يقع الظلم عليهم.

قال تعالى في الحض على التوبة:

{{ع94س2ش222ن22/س2ش222ن772} [البقرة: 222].

{{ع94س42ش13ن17/س42ش13ن887} [النور: 31].

{{ع94س24ش52ن1/س24ش52ن99} [الشورى: 25].

وهناك أحاديث كثيرة تحض على التوبة، وتفتح الأبواب أمام التائبين، ولا حدود لقبول التوبة، والتوبة الصادقة النصوح مقبولة ومحمودة، والتائبون مقربون إلى الله ومن تاب عن الذنوب كمن لا ذنب له، والتوبة لها نور يضيء القلب، ويشعره بالسعادة والطمأنينة.

وليس هناك يأس ولا إحباط فالتوبة بداية عهد جديد، لأنها رجوع إلى الله، ورجوع عن الطريق المبعد عن الله إلى الطريق الذي يقود إلى الله… طريق الكمال والاستقامة.

ولولا رعاية الله للتائبين لما وجدوا حلاوة التوبة في قلوبهم، ولا وجدوا نورها يضيء طريقهم إلى الله.. فالتوبة يقظة بعد غفلة، وهي يقظة رعاية في لحظة نورانية هبت نسائمها على قلوب استعدت لقبول ذلك النور بما اختزنته في أعماقها من تعلق بالكمال وكراهية لكل ما يناقض ذلك الكمال الذي أمر الله به للارتقاء بمستوى السلوك الإنساني إلى الأفق الذي ارتضاه الله لعباده.

شؤم الذنوب على المجتمع:

ويربط الشيخ رحمه الله بين شيوع الذنوب وما يحل بالأمة من نكبات، فالله تعالى لا ينصر إلا من نصره وامتثل لأمره، والأمة التي تتخلى عن ربها فلا تأخذ بما أمرها به سرعان ما تفقد النصرة والمؤازرة، فتدعو فلا يستجاب لها، فالله لا ينصر من عباده إلا من امتثل لأوامره، فالذنوب لها شؤم وسرعان ما يحل هذا الشؤم في الأمة، فيتكالب عليها أعداؤها، ويضعف أمرها، وتحل بها الكوارث والنكبات، والمذنبون يلاحقهم الشؤم في أرزاقهم وأولادهم وأعمالهم فيقل رزقهم في الغالب، ولا يوفّقون فيما يعملون.

ونصر الله وتوفيقه لا يكون إلا لمن حفظ الله في أسرته وعمله، وظلمة المعصية كما تكون في القلوب فإنها تنعكس على الوجوه، فلا ينشرح القلب في مجالس المذنبين، ولا تقع الطمأنينة لأعمالهم، وأحياناً يمد الله المذنب بأسباب شقائه، فإذا كسب مالاً فلكي يزداد شقاؤه وإذا نصر في موقف فلكي يكون نصره وبالاً عليه، ويبتليه الله بالمعصية، فلا يخرج من معصية إلا لكي يقع في معصية أخرى، في رحلة الشقاء التي تحل بأصحاب الذنوب.

ويأتي الابتلاء للأمة التي غفلت عن ربها لكي تستيقظ من غفوتها وتعود إلى ربها، فإذا لم يوقظها الابتلاء ازدادت وطأته عليها، إلى أن تعود إلى ربها صاغرة.

والابتلاء الذي يحل بأمة الإسلام ابتلاء إيقاظ لكي تعود إلى الله، تطلب منه النصر والمؤازرة، والله لا يناصر إلا من يأخذ بأسباب النصر من الاستعداد للنصر لطاعة الله أولاً، وبالإعداد المادي للنصر ثانياً، وطالما كان الإصرار على الذنوب قائماً ومستمراً كان الشؤم ملازماً للأمة، فالشؤم كالمرض، لا يزول إلا بمعالجة أسبابه، وأهمها الانقطاع عن الذنوب المولدة للشؤم، كانقطاع المريض عن الغذاء الذي يسبب له الصداع والغثيان والآلام، فإذا لم يتمكن من التحكم في شهواته استمرت آلامه وتضاعفت أمراضه.

( الزيارات : 1٬425 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *