كلمات مضيئة .. مرض الوهم

اخطر مرض يصيب الكبار من الحكام والاغنياء واهل الشهرة ويفتك بهم  وهو فى قمة مجدهم وشهرتهم  هو مرض الوهم الذى يستولى عليهم  ويشعرهم  بالقوة والعظمة والتميز عن الاخرين الي ان يصل احدهم  الي درجة الغرور بذاته والتعالي علي كل من حوله فيضيق بكل من كان  من حوله ويستخف بهم  ولا يجب ان يسمع من احد الا المديح والثناء والتعبير عن الاعجاب ، وقد يصيب ذلك المرض اهل العلم ايضا ممن انفردوا بعلم اومنزلة اجتماعية ولَم. يلتزموا بادب الاسلام ومنهجه في التربية النفسية من منطلق ايماني وروحي , ومن غرته الدنبا ابعدته عن الله تعالى ، والوهم يبتدئ اولا بالغرور الذاتي ثم يكبُر مع الاعتياد عليه ،الي ان يصبح مرضا نفسيا قد يدفع صاحبه نحو المغامرة واقتحام المخاطر .ومواجهة الاخرين والتصدي لمن يقترب منه والرغبة في الانفراد بمجد الشهرة. والقوة . والسلطان ولو في نطاق مجتمعه الضيق ويضيق بمن ينافسه اويعترض طريقه . ولو كان من اقرب الناس اليه ، والوهم هو تصور خاطرة في الذهن او القلب ليس لها اصل ولا وجود لها. الا في خيال صاحبها ثم. تكبر عما هي عليه الي ان تتمكن من صاحبها. وتسيطر عليه ، ، وتستولي علي مخيلته وتتحكم في افكاره فيكون خاضعا لها. ، ويظنها حقيقة ولو كانت متوهمة ، وهناك فرق بين الوهم والشك والظن ، فالشك هو التردد بين امرين , والظن هو غلبة احد الاحتمالين علي الاخر ، اما الوهم فهو نتيجة خاطرة انفعالية. ناتجة عن تصور امر لا وجود له ، وقد يكونً مصدر الوهم هو مجرد خلل واضطراب. نفسي او عقلي ناتج عن ضيق الافق في مجتمع. مغلق ، وهو كثير في مجتمعات. الجهل والتخلف وفِي مجتمعات العوام المغلقة التى اعتادت الطاعة والمبالغة  ، وفِي معظم الاحيان يتحكم الوهم في صاحبه ويدفعه لسلوكيات خاطئة خارج الواقع ، واحيانا تستعمل كلمة الوهم بمعني الغلط ، فيقال توهم الامر  اي وقع في الغلط نتيجة سوء الفهم ، واسباب الوهم. ثلاثة : اما خلل في النفس فيكبر الوهم. في شكل خواطر. مرضية لا اصل لها. ، واما. ضعف في العقل نتيجة وجود اسباب. تدفع للغرًور .ويعجز العقل عن التعامل معها فيقع الاضطراب النفسي في التعبير عن الذات ،  ويتوهمً وجود ماليس موجودا في الواقع ، او يراه اكبر مما هو ، وقد يكون سبب الوهم. هو الغرور الناتج. عن الشعور بالنجاح. والتميز فتكبر الانا لديه. وتتضخم الي ان يري نفسه اكبر مما هو فيه ، و هذه هي اهم مقاتل الناجحين. في الحياة الذين يفقدون السيطرة علي نفوسهم عندما تكبر الانا لديهم ، واخطر انواع الوهم هو الذي يسيطر علي القادة والحكام في الانظمة. الفردية والاستبدادية فتدفع شعوبهم ثمن مغامراتهم الناتجة عن تصور القوة والعظمة , وانه الاقوي الذي لا يجرؤ احد عليه ، وفجأة يكتشفون الحقيقة في لحظة غرورهم فيصابون بالصدمة التي تعيدهم الي احجامهم الحقيقية بعد رحلة في عالم الاوهام يحلقون فيها عاليا عما هم فيه , معظم من يصيبهم الوهم يسقطون لانهم يعجزون عن ضبط المسافات فيقتحمون فى لحظة غرورهم بعض الحصون المنيعة ويستفزون بسبب جهلهم مشاعر الاخرين فيكثر اعداؤهم ويعجزون عن ضب انفعالاتهم الغضبية ويغريهم النصر الذى يتوقعونه , محنة  الوهم خطيرة على اصحابها , وقلما تستقيم النهايات بالنسبة لمن اغرتهم القوة وافقدتهم رشدهم وعجزوا عن الامساك بمقود نفوسهم المتطلعة الى المجد .