معيار العدالة

كلمات مضيئة.. معيار العدالة

الأجر العادل للعامل هو ما يعادل قيمة إنتاجه علي الا يقل عن حاجته وتكلفة حياته ، فلا اجر يقل عن تكلفة الانسان التي هي ضرورية لحياته ، والعاجز يستحق كفايته عن طريق التكافل الواجب لحماية الحياة ، حق التكافل ليس منة ولا احسانا , وانما هو واجب اسلامى وهوككل الواجبات التى يجب ان تحترم لانها من الله تعالى , كل العجزة محمولون تكافلا , القادر يحمل العاجز وجوبا دينيا , ومن لم يفعل فهو اثم وهو فرض كفاية ينظمه القانون ويحدد المسؤولية فيه وهذا ما نراه فى احكام النفقات  التى تمتد من الاقربين لتشمل كل العاجزين ,  التكلفة ركن أساسي في تحديد الحد الادني للأجور وبشمل تكلفة الجهد وتكلفة إعداد العامل ، فالمهندس  يتقاضى اجرا اكثر من اجر العامل العادى , كل فرد يبيع عمله , ويستحق اجرا عادلا عليه , فمن استغل حاجة الاخرين اليه فرفع من قيمة اجره  استغلالا  فقد ظلم , التخصص له تكلفة إعداد وتكوين وتراعى كلفة التخصص ، و ما وقع الاتفاق عليه عن طريق الاذعان اذا كان يقل عن التكلفة فليس ملزما لان الاذعان الناتج عن الضعف يجعل الارادةغير حقيقية ، فلا قيمةلاتفاق او عقد بين طرفين احدهما يملك القرار والآخر لا يملك سوي الاذعان ، لا قيمة لارادة لاتتوفر فيها كامل الارادة  والاختيار , والربح العادل هو ما يعادل قيمة الجهد المبذول في تلك السلعة ، فما زاد فهو ربح فاحش ولا شرعية له وهو من اكل اموال الناس بالباطل ، الربح العادل هو قيمة الجهد ، وما زاد فهو استغلال وتجب مراقبة نسبة الارباح لكيلا تتضمن استغلالا لحاجة المستهلك ، قانون العرض والطلب هو قانون غير عادل لانه. يبرر استغلال احد الطرفين للآخر في لحظة حاجته ، فيرفع السعر مستغلًا حاجة المشتري اليه او يحفض السعر نظرا لاستغلال المشتري للبائع ، ما نقص من اجر العامل فهو استغلال له واغتصاب لحقه ، العامل يستحق كامل قيمة جهده المساوي لقيمة إنتاجه ، وكلما زاد الجهد والانتاج زاد الأجر لكي يكون الاجر مساويا لقيمة الانتاج  , العامل احق بقيمة انتاجه , ادوات الانتاج لا تبر ر لمالكها ان  يستغل جهد العمال ويعطيهم اجرا وينفرد وحده بكل الارباح  ادوات الانتاج ليست كافية لتبرير حرمان العامل من كامل اجره العادل ، واقل اجر هو الذي يحقق الكفاية والكرامة بكل اسبابها ولا احد يحرم من اسباب الحياة ، وأكثر اجر يستحقه أي عامل  فى معمل او ادارة او مدرسة  هو الذي يحقق الكماليات العاقلة وليست كماليات السفهاء النى تستفز مشاعر المحرومين ، اجر العامل المنتج. اكثر من اجر العامل غير المنتج ، الفوارق الفاحشة في الأجور دليل انعدام العدالة ، ولا مبرر للأجور الكبيرة المضاعفة التي تدل علي خلل. في مفهوم العدالة وتعبر عن الطبقية وتنميها وتقيم حواجز من الكراهية فى المجتمع الواحد ، الأرباح الناتجة عن الاستغلال والاحتكار والامتيازات الطبقية هي من اكل أموال الناس بالباطل. وهذه هي المعاملات الربوية في صورتها الجديدة وكل زيادة ارتبطت باستغلال القوي للضعيف هي من الربا ولو ارتدت ثوب العفة والطهارة , فماليس طاهرا من انواع المعاملات فلا شرعية له ولو افتى به كل الفقهاء ، ويدخل الربا في جميع صور المعاملات التي تحمل معني الاستغلال  , وكل زيادة غير مشروعة هي من الربا المحرم ، الثروات الفاحشة الناتجة عن الفساد والاحتكارات لا شرعية لها وتسترد من مغتصبيها لصالح مجتمعها ، وكل ملكية للمال فيجب التاكد من شرعية اكتسابها بطريقة مشروعة ,  لا احد من عباد الله من كل الشعوب والقوميات واالانتماءات  يحرم من حق الحياة ومن اسبابها. المعيشية ولو كان فى قمة جبل منعزل , اختلاف الدين والمذهب  لايسقط حقا من الحقوق التى ضمنها الله لكل عباده ، من خلق العباد فقد ضمن لهم اسباب حياتهم. ، الاسرة الكونية واحدةمتكافلة في الدفاع عن الحياة، والقرية الصغيرة متكافلة في الاستفادة من خيرات تلك القرية. ، الارض والماء والثمار والقمح كل الثروات الطبيعية ، لا احد يتملك ما ارتبطت الحياة به او ينفرد به او يستغله او يحتكره ولكل قيمة جهده وعمله بالمعروف ، ارض القرية للعاملين فيها ، ولا تملك الارض الزراعية لانها ملك لله وهي. من الثروات الطبيعية التي يملك المحتاج. منفعتها ولا ينفرد بها ولا تخضع للتملك الفردي ولا للاستبداد بها  الارض كالبحر والفضاء والهواء وكل ما فى الطبيعة من كنوز فهي ملك لذلك الانسان  ومهمة القانون ان يوزع كل ذلك بعدالة ، القانون يرتقى برقي الانسان وينحدر بانحداره , الدول الكبرى لا تملك مالا تملكه الدول الصغرى من الحقوق , الاستعمار هو كنظام الاستعباد  , واليوم نظام الهيمنة  والوصاية  وهو اشد قسوة من نظام العبودية , لا احد من خلق الله. يحرم من طعامه وكل اسباب حياته ولا احد اولى بالحياة من احد من الافراد والمجتمعات , تلك هي رسالة الاسلام  كما جاء بها رسولنا الكريم  وما اصبحت عليه المجتمعات الاسلامية من بعد ليس هو نفس الاسلام الذى كما كان فى عصر النبوة ، ولكل انسان الحق فيما ارتبطت حياته به وكان ضروريا له ، ويجب ان تكون المنافسة عادلةبين الاقوياء والضعفاء ومن العدالة ان يملك الضعيف ما يملكه القوي من اسباب المنافسة لكي تكون. النتيجة عادلة ، الحياة لكل فرد تبتدئ بولادته ويكون التعليم والتكوين ثم تكون المنافسة ولكل قيمة جهده ،ولا احد يرث اسياب المجد الا بجهده ، والطبقية ظاهرة طغيانية تعبر عن طغيان الاقوياء ، رسالة الدين هي منع الطغيان في الارض وتحقيق العدالة بين الناس ، فلا احد يملك. عند الله مالا يملكه غيره من الحقوق الا بجهده وعمله الصالح ، ولا احد يرثً اسباب تميزه الا ما ارتبط بالانسان من الامور الشخصية ، توارث الاموال يجب ان يخضع لمعايير عادلة تمنع التفاوت والطبقية، ولا توارث لاموال الفساد , ومن ادعى ملكية شيء فعليه ان يثبت ذلك , للتاكد من شرعية اكتسابه لوسيلة وحيدة لمطاردة الفساد والكسب غير المشروع ,  البدايات عادلة  وهي الحياة والنهايات عادلة وهو الموت , ويجب ان تكون المنافسات عادلة لكي تكون مرضية ، تلك هي رسالة الدين كما افهمها ، وهي منع الطغيان في الحقوق ، ومنع الفساد في جميع صوره. ، الانسان مخاطب بامر الله ان يسعي  ويعمل ويتعب ،
من يعمل فسوف  يكسب واذا كان عاجزًا فانه يحمل تكافلا ، ويشمل العجز حالات الصغر والشيخوخة والمرض والفقر واليتم. ، لا احد لا يملك حق الحياة بكل اسبابها من غير منة من احد ، التكافل. واجب ديني لاجل الدفاع عن الحياة. ضد كل الطغاة ممن يستعبدون الانسان. ويذلونه ويفقرونه ، رسالة الدين واحدة وخاتم الاديان هو الاسلام الذي يمثل رسالة الله لكل خلقة,  وهي رسالة. تتضمن الايمان بالله وحده لا شريك له ،لا احد من خلق الله يملك مع الله شيئا في الخلق والتدبير ، الانبياء هم رسل الله لعباده ولا يملكون شيئا مع الله الا بما شاء من البيان والتبليغ ، ما كان من امر النظم والقوانين والاعراف والدول فهي ثمرة اختيار الانسان وعليه ان يحترم ثوابت الحقوق والمعاملات والاحكام التي جاءت من عندالله , واهمها احترام الانسان في كل حقوقه والعمل الصالح الذي يسهم في تنمية قيم الخير ، وقد حرم الله علي الانسان الظلم والعدوان والقتل والسرقة. وكل الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ويجب ان يحترم كل مجتمع ذلك وهو. مسؤول امام الله عما يفعل ، تلك هي رسالة الاسلام من قبل ومن بعد ، وذلك هو منهج العهد النبوي في تكوين مجتمع ايماني خارج الطبقية والقبلية والمذهبية ، لا احد من عباد الله خارج الرحمة الالهية ، امر التفاضل عند الله اختص الله به ومعياره العمل الصالح ، وما اختص الله به فمن سوء الأدب مع الله ان يتدخل الانسان بجهل فيه ، امر الغيب  ليس من اختصاص الانسان ، ما كانً من امر الغيب فالله اعلم به ، ومهمة المكلف ان يؤمن به كما جاء من عند الله ، رسالة الدين في الحياة ان يمنع عبادة احد من طغاة الارض. من دون الله ، وان يتصدي لكل الطغاة ، وان تتوجه العبادة لله وحده بالكيفية التي جاء بها النبي الكريم ، وغاية العبادة. إظهار العبودية لله والقيام بكامل حقوقه ، ولا تقبل العبادة الا بادب العبادة ، فانً  خلت العبادة من أدبها فلا تقبل ولا تثمر ما هو مطلوب منها ، اعداء الله هم طغاة الارض في كل عصر ، طغاة المال وطغاة السلطة وطغاة القوة بكل اسبابها ، الطغاة هم الذين لا يرضخون لامر الله ويظلمون ويغتصبون حقوق المستضعفين من عباد الله ، ما كان من امر الله فالله اعلم به وهًو المختص به ، ويدخل ضمنه كل قضايا الايمان ، اما ما يختص به الانسان فهو ما يحقق العدالة في الحقوق ويمنع التجاوز وينمي ثقافة الخير والاستقامة ومحبة الخلق والسعي للتخفيف من معاناتهم. ونصرةًكل المستضعفين في الارض من منطلق ايماني للتخفيف من انانية الأنانيين وجهل الجاهلين ، كل الطغاة من السفهاء والظالمين خارج صفة الصالحين من عباد الله ، هؤلاء هم اعداء الله  فى كل عصر وفى كل مجتمع ولا عبرة بالظواهر وانما فيما كان فى القلوب فمن احسن فله اجره عند الله وهو من المحسنين ومن اساء فعليه وزر ما فعل وهو من الغافلين والضالين ..

 

( الزيارات : 548 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *