مع طلابي فى المغرب

ذاكرة الايام.. مع طلابى فى المغرب

كانت لي اجمل الذكريات مع طلابي.في المغرب وهم الاهم بالنسبة لي ، واذكر الكثير منهم , واعترف لهم بالفضل والادب والوفاء ,   فقد كانوا خير عون لي فى الدار فى كل المراحل المختلفة ، وكنت احرص الا تخترق. جدران الدار بالخلافات  والصراعت  الداخلية  بما يضعفها. ويشغلها عنً مهمتها العلمية ، لم تكن علاقتي بطلابي. علاقة تبعية ابدا ، وكنت اكره ذلك ، وانما كانت علاقة صداقة ومحبة وثقة متبادلة ، لم اختلف يوما مع اي طالب من طلابي , ولا اي استاذ من اساتذة الدار ، وكنت احترم اختيارات كل فرد فيما يراه ، واذكر ان احد طلابي المقربين لى قدمً  لى اطروحته. في شكلها النهائي ، ولَم تكن في المستوي العلمي المطلوب ، ولَم يكن بالامكان ان اوافق عليها.وقلت له لا اريد ان تنسب لى  ، وطالبته ان يختار اي مشرف اخر وربما يقبلها منه  , وسوف اكون معه وأساعده. ، ولَم يقبل واعاد النظر فيها لكي تكون. في المستوي المطلوب الذي اقبل به,. ،. وكنت اكره الاستاذ الذي يسيئ لطلابه.فى الاشراف والمناقشات ,  ويحرجهم.ويتعامل معهم  باستعلاء  , ويشعرهم بالدونية  فى حواراته معهم ، الطالب قد يكون عالما ومتمكنا من مادته العلمية ومن بحثه , وكل طالب  يملك. الحق في كامل الكرامة ، ولا احد لا يضيق بمن يسيئ اليه ، ومن حق كل طالب  ان يحظي بالاحترام. كحق له ، وكنت اضيق بمن يترصد اخطاء طلابه. في المناقشات العلمية لكي ينتصر عليهم. امام الاخرين. ، ويضطر الطالب للصمت احتراما لاستاذه ويخفى مشاعر الضيق ، اخلاقية العلم. هي اهم من العلم نفسه لانه الثمرة المرجوة  من ذلك العلم ، الادب هو ثمرة العلم ، وكنت اضيق. بمن يسيئ الادب ولو بكلمة او اشارة، هيبة العالم في ادبه لانه يمثل الكمال ويجب ان يحافظ على هيبة العلم  ، الادب اولا. لكي تصل به  رسالة العلم الى القلوب , وسوء الادب حجاب القلوب ، السفه صفة في الانسان ناتجة عن سوء التربية ، والسفه الناتج. عن سوء التربية. لا سبيل لاصلاحه بالعلم ولو اصبح صاحبه كبير علماء عصره ، العلم. لا يصلح سفه السفهاء  ولا ينهض بهم وًلو كبرعلمهم واتسعت معرفتهم بالكتب ، كنت اري موسسات العلم. من خلال تكوينها لذلك. الانسان المؤتمن علي الحياة القادرعلي تجسيد مرتبة الانسانية المخاطبة بامر الله لكي تحافظ علي هذه الحياةً. بما يضمن استمرارها. من الاسباب ، واهمها. احترام الحقوق العادلة والتكافل المعبر عن الدفاع عن الحياة ، وكنت فخورا بطلابي. جميعا. ، وكانوا ينتمون لمختلف. جهات المغرب في الشمال والجنوب والي مختلف المدن وهناك من هم من خارج المغرب ، وما زلت اذكر الكثير منهم ، وكان معظمهم اكبر مني سنا ، وقد تميز اهل الشمال. بالاقبال علي العلم ،وكان معظم طلابي من الشمال من تطوان وطنجة ومناطق الريف ، وما زلت أذكر الكثير منهم ، وقد انتقل معظم الجيل الاول. الي رحاب الله ،. وهناك الجيل الثاني وفقهم الله ، ومن ابرز طلابي الذين اشيد بهم. الدكتور عمر الجيدي ،وكنت. اهتم بتكوينه. واثق بعلمه. وحسن فهمه , وقد اختص بالفقه المالكي وترك كتبا مهمة ، وكنت اثق بعلمه ونزاهته. واخلاقه وادبه ، وهناك الدكتور ابراهيم بن الصديق الغماري. شيخ طنجة ، وكان مختصا بعلم الحديث ، وكان. احد الرموز التي تفخر بهم الدارفى علم الحديث  ، وهناك العلامة المختص . بالاندلس الدكتور نوري معمر. الذي كتب عن ابن وضاح وبقي بن مخلد ، ومدرسة الحديث في الاندلس وهو الاول الذى حصل على الدكتوراه من الدار ، وهناك الدكتور السعيد بوركبه. ، وكان رئيس جمعية. علماء الدار. لفترة من الزمن ، وكان صديقا. عزيزا وقريبا منى من البداية الى النهاية ، وهناك الدكتور احمد اليزيدي الحجة في القراءات، والمؤرخ الدكتور محمد بنعزوز الذي. كتب عن العلم في بلاد الشام. ، والدكتور احمد العمراني الذي كتب عن فقه ابن رشد في بداية المجتهد، والدكتورعبد الحميد عشاق الذي كتب عن النقد الفقهي , وهناك الدكتور حمداني ماء العينين. علامة الصحراء المغربية  والدكتور علال الخيارى الهاشمي. الشاعر والاديب ، وكان الدكتور يوسف الكتاني. من ابرز. علماء الدار وكان صديقا شخصيا وقريبا منى وهو الاقرب لى. ، ومن الاصدقاء الدكتور محمد يسف. الذي. كان من ابرز علماء الدار ورئيس جمعية علماء الدار ، وكانت هذه النخبة هي الاقرب الي ، وانني اشيد بهم. علما وادبا وخلقا ، ومما اذكره اننى  لم اختلف قط في اي يوم من الايام مع أي استاذ ، وكنا نعمل كفريق واحد ، كان الصديق مؤرخ المغرب السيد عبد الوهاب بمنصور، يقول لي متعجبا ، : كيف استطعت ان تكون قريبا من الجميع بالرغم من تعدد افكارهم ومواقفهم ، اعترف انني كنت اريد للدار ان تكون جامعة لكل ابنائها ، وكنت اقول. : الرحم. العلمي جامع. ومقرب لما تباعد من كل الانتماءات، ولا اشك ان تلك الحقبة التاريخية كانت. منعطفا مهما في مسيرة الثقافة المغربية ، واسهم هذا الجيل. بجهد كبير في تنمية الثقافة الاسلامية وترسيخها كثقافة. اصيلة ، اعترف اننا كنا نطمح لانجاز اكبر، ولكن هذا ما كان يمكنه ان يكون ..

( الزيارات : 578 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *