مفهوم الحكم مراجعات نقدية

ذاكرة الايام..مفهوم الحكم .. مراجعات نقدية

عندما كتبت كتابي عن نظام الحكم في الاسلام الذى طبعته جامعة الكويت ضمن منشوراتها  كنت اعيش حالة من. التوتر ، كنت في بداية حياتي العلمية في جامعة الكويت ، وكنت اقول لنفسي:  هل اكتب عن الاسلام او عن تاربخ المسلمين ونظام الحكم فى الدول الاسلاميية كما كتبه الماوردى فى الاحكام السلطانية ، وهناك فرق كبير بين  نظام الحكم كما يتصوره الاسلام ونظام الحكم  عند المسلمين ، مفهوم الحكم كما يراه الاسلام يعتمد علي اسس اربعة, اولا : الحكم تكليف وتفويض ارادي  مشروط. ومقيد فيي الزمان والصلاحيات يان تحترم فيه ارادة المجتمع في اختيار حكمه ومن يحكمه من اهل الكفاءة والجدارة. ، وثانيا: مهمة الحاكم كما افهمها  محددة ومقيدة بالمصالح ,  وتحقيق العدالة في الحقوق ورعاية المصالح الاجتماعية بالكيفية التي. يترجح له انها الافضل والاعدل ،

وثالثا : تحريم ما حرمه الله من المحرمات التي تفسد الحياة وتشمل كل المظالم والفواحش والمنكرات التي تحمى المصالح  وتحقق الاستقرار ،

 ورابعا. . وضع قانون اجتماعي يحتكم اليه لمنع التجاوزفى الحقوق  بالكيفية التي تحقق العدالة وتمنع الظلم والطغيان  وتحترم فيه الحياة ، ولكل مجتمع كامل الحق في اختيار نظامه الاجتماعي الذي يري فيه مصالحه المشروعة ، نظام اجتماعي بلا امتيازات لاحد ولا تجاوزات ولا فساد ، لا بد من العدالة في الحقوق لتكوين مجتمع  متكافل ومتعاون ومتعايش ، لا تمييز في الحقوق الاساسية ، معيار التفاضل الوحيد عند الله هو العمل الصالح ، هذا هو نظام الحكم في التصور الاسلامي ، واي نطام تاريخي يخضع لهذه المعايير العادلة والموضوعية ، يرتقي النظام بعدالته واستقامته وينحدر بمظالمه ومفاسده ، والنظم تتجدد باستمرار لكي تعبر عن مجتمعها والمعايير السائدة فيه ، وكل مجتمع يختار تظامه بارادته بالكيفية التي يختارها لنفسه ، وما تضمنته كتب السياسة الشرعية والاحكام السلطانية هي. كتب وصفية لما كانت عليه الدول والمجتمعات من الاعراف والنظم. ، ويقال هذا تراث المسلمين. ولا يقال هذا هو الاسلام ، تراث الاجيال هو جهد عقلي يعبر عن مجتمعه كما كان عليه، واحذر من تبرير الظلم في الحقوق والاستبداد في الحكم باسم الاسلام ، ًلايجوز لاي  احد ان يمتطي خيول الاسلام او يرفع شعاراته لكي يتقرب الي العامة. بتلك الشعارات ، النظام الاعدل الذي يقاوم الفساد ويمنع الظلم الاستبداد. هو الذي يشجعه الاسلام لعدالته  , ومالا عذالة فيه فلا يبرر ولو جرى التعارف عليه , و لا مكان لانظمة الفساد في ظل. احترام المعايير الاسلامية التي تقوم علي قاعدتين : احترام الحياة بكل اسبابها التي ضمنها الله لكل عباده واحترام حقوقالانسان كمؤتمن علي الحياة ، لا قداسة لاحد ولا امتيازات فى الحقوق , ولا كراهية ولا احقاد تبرر التفاضل فى الحقوق  ، ولا احد من عباد الله يملك مالا يملكه غيره من هذه الحياة الا ما احسن فيه بجهده,  وار ادته ، الحكم في نظر الاسلام هو الذي تحترم فيه العدالة وينتفي فيه الظلم ، والاقتصاد في نظر الاسلام هو الاقتصاد الذي لا استغلال فيه لضعيف. ولا احتكار لما احتاج اليه الناس ولا امتيازات للاقوياء ولا ربويات  ناتجة عن تحكم المال في مطالب العيش ، الاسلام منهج حياة ولا مكان فيه. لغير الصالحينً الذين يخشون ربهم بالغيب,  فلا يظلمون ولا يعتدون ولا يفسدون الحياة باطماعهم وانانيتهم ، اعداء الحياة هم اعداء الله في كل عصرمن أي فريق ، وهمً كل من تسبب في العدوان علي الابرياء وظلم المستضعفين من عباده من الاقوام والمذاهب ، فلا احد من عباد الله خارج. مملكته وعدالته ورحمته ..

( الزيارات : 367 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *