مفهوم الدولة .زومعنى الحكم.

كلمات مضيئة ..مفهوم الدولة ومعنى الحكم .
دولة اليوم لم تعد كما كانت فى الماضى ..
تحدث ابن خلدون فى مقدمته عن الدولة كما كانت فى عصرة , هي دولة العصبية وهي دولة القوة , تكلم كثيرا عن دولة العصبية الغالبة المتوثبة المتكافلة التى تخرج من الصحراء وحياة البداوة وشظف العيش والشعور بالحرمان والظلم , حياة البؤس تصنع خلق البأس والقدرة على المغالبة والمواجهة يدفعها الفقر والشعور بالحرمان , هذا المجتمع يلتحم تحت شعار الولاء للقبيلة , للدفاع عن نفسه اولا ثم تتسع مطالبه لكي يريد التغلب على تلك العصبية الحاكمة المترفة المفتتة المرهقة بسبب انفراد بعض افرادها بالمجد والحكم , كل العصبيات التى كانت متلاحمة ومتماسكة سرعان ما تتفكك وتضعف ولا تقوى على مواجهة تلك العصبية القادمة من الصحراء ومن البداوة التى اعتادت حياة الغزو والمواجهة والتضحية , الدولة المترفة الممزقة المتهالكة سرعان ما تضعف وتنهار لان جندها المدافع عنها لم يعد كما كان قويا مغالبا , فهو اما مترف لا يحسن الدفاع عنها او جائع يشعر بالحرمان ولا يعنيه امر الدولة التى افقرته وتجاهلته , , تكون المواجهة حتمية بين دولة الحضارة وبين عصبية البداوة المقتحمة المتحدية , هذه هي دولة ابن خلدون كما كانت فى زمانه , لم تعد الدولة اليوم كما كانت , دولة اليوم هي دولة مؤسسات دستورية ملتزمة ومنتخبة ومؤتمنة , وهي دولة الكل والشعب يختار من يمثله , الدولة هي هيئة تمثل السلطة بكل مكوناتها التشريعية والتنفيذية والقضائية , دولة الماضى هي حاكم ومحكوم , اما دولة اليوم فالامر يختلف كليا , , مفهوم الحكم قد اختلف , لا بد من التفويض الارادى وفقا لما يراه كل مجتمع لنفسه وبما يلائمه , لكي تكون هناك شرعية للحكم , وهناك دستور هو وثيقة يحتكم اليها , وهي وثيقة متفق عليها ولا احد يخرج عنها او يتجاوزها , لا احد هو اقوى من الدستور , كان ابن خلدون يتحدث عن سقوط الدولة بسقوط العصبية الحاكمة وتقوم دولة جديدة باسم جديد وبعاصمة جديدة وبنظام جديد يختلف فى سياساته واختياراته عن النظام القديم , لم تعد الدولة اليوم كما كانت من قبل , لم تعد هناك انظمة استبداية , تغير كل شيء , دولة اليوم يحكمها القانون فلا احد يمكنه ان يتجاوز ماهو محدد له , لم يعد اي مجتمع اليوم يقبل الحكم المطلق كما كان فى الماضى , هناك شعب يرقب ما يجرى ويحاسب وينقد , الاعلام اليوم يؤدى دور التوجيه والتوعية والمراقبة , بعض المجتمعات مازالت تعيش خارج عصرها , عندما كتبت كتابى عن نظام الحكم فى الاسلام قبل اكثر من اربعين عاما والذى نشرته جامعة الكويت كنت اتساءل عن مفهوم الدولة كما يجب ان تكون , كنت اتحدث عن نظام الحكم عند المسلمين كما كان فى التاريخ , هناك مفاهيم لا بد الا ان تعبر عن مجتمعها وتواكب مسرة الانسان فى تطلعه لمزيد من الحقوق الانسانية واهمها الكرامة وما يؤدى اليها , لم تعد اليوم دولة القبيلة , الدولة هي هيئة مختارة مؤتمنة مسؤولة مفوضة بان تخدم مجتمعها وان تقود مسيرته الى الافضل , لا امتيازات ولا احتكارات ولا تجاوزات ولا غصوبات ولا مظالم , دولة الكل يحميها الكل دفاعا عن امن المجتمع واستقراره , كل مواطن يملك فى ظل الدولة كل ما يملكه المواطن الاخر , الكل سواء , الدولة الدستورية والدولة القانونية , الدستور والقانون يضعه الانسان , ويحترم فيه ما اقره الله ورسوله من الاصول والثوابت والاحكام , واهمها احترام الانسان كرامة وحرية وحقوقا انسانية والا يكون هناك ظلم ولا عدوان على المستضعفين وان تكون القوانين عادلة ومنصفة , عندما كان هناك حكم مطلق كان الاسلام يخضع الحاكم والحكم لما اقره الله من تلك الاصول الاسلامية , الاسلام لا يرفض ابدا ان تكون الدولة معاصرة فى احترامها للحريات العامة ومبادئ العدالة , دولة الاسلام لا تعنى التعصب والانغلاق ولاتقر العنف والكراهية وترفع شعار الاخوة والمحبة والتعايش واحترام كل حقوق الاخرين , وحق المقاومة حق ثابت للدفاع عن النفس وليس للعدوان فلاجهاد فى العدوان , الاسلام يستمد من اصوله وثوابته كما جاءت فى القران والسنة, ولا يحتج بغيرهما فيما كان مخالفا لهما , عندما نفهم رسالة الاسلام جيدا لا ننسب له من انواع السلوك المنحرف مالا يقره الاسلام , الحكم فى الاسلام تكليف ومسؤولية وامانة ويعتمد على اساسين الايمان بالله وكرامة الانسان ..

 
 
 
( الزيارات : 751 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *