من المستهدف.

كلمات مضيئة..من المستهدف..

ما اشد حاجتنا فى بعض المنعطفات للتوقف طويلا للتامل ..

لا احد يمكنه ان يتحكم فى الواقع  وان يجعله كما يريد , ليس كل ما نفعله هو وليد قناعة ولا اختيار  , هناك ما يجب ان نراعيه لكي يكون ما نريد فعله ممكنا , عندنا ثوابت وطنية ودينية واخلاقية  لا بد من احترامها والتمسك بها  ولكن لا يمكننا ان تتجاهل ان هناك ما يجعل ما نتمناه ليس ممكنا ولا سلطان لنا عليه ,  ما نراه اليوم ليس مبشرا ابدا مهما حاولنا ان نتفاءل  , سحب وعواصف شديدة تتقدم وتحاول ان تقتحم سماءنا الصافية , لم تعد هذه السماء زرقاء كما كانت ولم تعد شمسها دافئة ومضيئة  كما اعتدنا ان نراها فيه , الكل يتوقع ان امرا سيكون , عندما نتتبع ما اهتم به  اعلامنا الموجه وما هي قضاياه وما انشغل به  ندرك ما يمكنه ان يكون , عندما كنت اتابع التنبؤات والتوقعات للعام الجديد وكلها كاذبة وليس من عادتى ان اؤمن بها او اصدقها ,  ولكنها تعبر عن واقع نفسي نعيشه  وخوف من المجهول , حالة الغليان التى نراها اليوم تنذر بان ارضنا مقبلة على مخاض جديد وعسير لم نشهد له مثيلا من قبل , من يتحكم فى مسار الاحداث ليس هو شعبنا بالرغم من ان الارض هي ارضه والمعاناة هي معاناته , لم نعد نفكر بما هو حق لنا   ومن قضايانا  وبما نتمناه , وانما اصبحنا نفكر بما هو ممكن ولو بالقليل من الامل  , لم تشهد منطقتنا عواصف كما هي اليوم , من هو العاقل الذى يمكننا ان نثق به , من كنا نثق به  لم يعد كما كان من قبل , فى الظلام تختفى الوجوه والملامح وقد تعانق عدوا يتربص بك , وقد يقودك الى ما تكره من المواقف , حالة التعايش التى كانت من قبل ولو كانت هشة لم تعد كما كانت , الى اين نحن نسير , فى كل يوم هناك من نفقده ونجد انفسنا اكثر عزلة ومواجهة مع الاخرين , من المستهدف فى النهاية , الصراع اليوم بين العرب والكرد وهو صراع جديد لم يكن من قبل , العقلاء يتراجعون والحكماء ينعزلون , هناك تغييرات وما زالت الحرائق مشتعلة , ما نسمعه اليوم من التصريحات مخيقة ومرعبة , من يمسك بالمقود يقودنا من حفرة الى اخرى اشد واقسى , كنا فى الماضى نختلف وترتفع اصواتنا واذا اقبل الليل التقينا على مائدة العشاء تجمعنا الاسرة الواحدة والذكريات المشتركة  , كانت  الازمات تجمعنا , لم نكن كما نحن اليوم , اصبحنا نتوقع الاسوأ , كل الاحتمالات ممكنة ونحن نتابع ولو بقلق وامتعاض ما سوف يكون  , اقسى ما نتوقعه اننا فى  الظلام والليل ولا نضيء شمعة فيه , كل الكبار اصبحنا نراهم صغارا فى الازمات , الاشباح التى نراها فى الظلام لم تعد تخفى ملامحها ,

اقسى ما نشعر به ان يسيطر اليأس على شعبنا المثقل بالجراح  والالام  وان يستسلم  الكل لذلك الطوفان القادم ,  ماالذى يراد له ان يكون , عندما نتجاهل مانراه امامنا لا يعنى اننا لا نراه ولانشعر بخطره وانما يعنى اننا قد فقدنا القدرة على التمييز ولم نعد نفهم ما يجرى , عندما تختلط عليك الطرق فتوقف ولا تتجاوز لئلا تسقط فى حفرة او تسير فى طريق لاتعرف الى اين يقودك ..

 الطوفان قادم ولكن لا احد يعرف من اين سيكون الطوفان ومن هو المستهدف فى النهاية ….

 

 

 

 

 

( الزيارات : 653 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *