مفهوم الرشد يرتقى وينحدر

كلمات مضيئة..الرشد مفهوم يتجدد يرتق

ى وينحدر.

 

تظل المعرفة هي اداة رقي الانسان وهي التى تدفعه الى الكمال , ولاتنفصل المعرفة عن الانسان , فما ارتبط منها بالانسان كانت الحاجة اليه ضرورية  , المعرفة مطلوبة لذاتها لانها اداة الكمال , وهناك ماهو مطلوب لغيره كالمال فلايطلب لذاته , وانما يطلب لكي يستخدم فى المكان الملائم له , والانسان مؤتمن عليه ولا يسلم اليه الا اذاكان رشيدا , والرشد امر نسبى , يرتقى مفهومه برقي مجتمعه وينحدر بانحداره , المؤتمن على المال يجب ان يكون رشيدا , المال العام  كله للجماعة وكل الجماعة مؤتمنة على مالها فاذا وقع عدوان على المال العام فهو عدوان على الجماعة كلها , الملكية الفردية لا تتجاوز قيمة العمل والكسب , وهناك حقان فى الملكية الفردية : ان تكون ثمرة جهد مشروع , وان يدفع صاحبها حق الفقير فيها , لا شرعية لملكية فردية الا بهذين الشرطين , اذا نمت الملكية بطريقة سريعة غير معتادة فى الاعراف التجارية العادلة  فهذا دليل انحراف عن المنهج الاسلامى الصحيح , هذا الضابط يجعل الملكية فى نظر الاسلام عادلة ومنضبطة ولا يمكن لاحد ان يعتدي عليها , ولا بد من وجود رقابة ضابطة لنمو الملكيات الفردية , اذا كانت الاموال دولة بين الاقوياء اختل التوازن فى المجتمع وادى ذلك الى اخلال بالشرعية وخروج عن مقتضى الوثيقة الاخلاقية  التى اعترفت بحق صاحب الملكية بملكيته , الملكية الظالمة لا شرعية لها , ولا حصانة لمن يدعيها  , واذا ثبت الظلم فلايرفع الا بزوال اسبابه وعدم الاعتراف بماترتب عليه من آثار , الملكية الفردية ما ارتبطت بالحاجات الضرورية التى ارتبطت الحياة بها , لا شرعية لما انكره المجتمع من تجاوزات ظالمة , العدالة لا تتجزأ فاما ان تكون او لا تكون , فى مجتمع اسلامى يؤمن بالعدالة ويحترم الضوابط الشرعية فلايمكن ان نجد ذلك التفاوت الكبير فى الثروات , المال اداة وليس مطلوبا لذاته , اكتناز المال ليس فضيلة فى نظر الدين , لانه تعطيل لدور المال فى مجتمعه , الترف المذموم ليس فضيلة ابدا , وليس  حقا مطلقا  لصاحبه , الناس متساوون فى مكانتهم عند الله وهو الذى خلقهم وهو ارحم بهم وليس من حق احد ان يظلم او يتجاوز , اكتناز الاموال امر مذموم فى نظر الدين , قيمة الجهد تحدده الاعراف الاجتماعية , المستضعفون هم كغيرهم من كل الاخرين فى مكانتهم الانسانية  الا انهم استضعفوا فى الارض لانهم لم يجدوا لهم ناصرا يدافع عنهم اذا ظلموا , مهمة الدين ان يقف الى جانبهم مدافعا عنهم , وهذا هو تاريخ الانبياء وهو الدفاع عن المستضعفين فى مواجهة الطغيان والفساد فى الارض , المعرفة الانسانية هي ثمرة عاملين : الخطاب ولا بد منه  والخطاب الالهي موجه الى الانسان لكي يكتشف به الحقوق التى اكرمه الله بها واقرها له , وهو مؤتمن عليها وكان الجهاد لاجل الدفاع عنها , والخطاب الالهي موجه الى الانسان ويجب على كل جيل ان يقرأ ذلك الخطاب ويفهم دلا لته ومقاصده , العقل الانسانى هو اداة الفهم للخطاب الشرعي , لا بد من فهم المقاصد المرجوة منه وهي مصالح العباد , المصالح العادلة مشروعة فى كل العصور وفى كل المجتمعات وقد جاء الدين لتحقيقها ولا يمكن تجاهلها مادامت عادلة , ومالا ظلم فيه فهو عادل  , فى الاموال لا يكتفى بالتمييز العقلى ولا بد من الرشد وهو اعلى درجة , وليس هناك مفهوم محدد للرشد , فما انكره المجتمع من السلوكيات فهو منكر , , الرشد شرط للتصرف فى الاموال الخاصة المملوكة لاصحابها ,  اما اموال المجتمع من الثروات العامة فالرشد اشد واوضح , ولا يجوز التفريط فيه , اهم انواع المعرفة هي المعرفة  التى تختص بالانسان  و الناتجة عن جهد  الانسان , هذه معرفة لا يمكن الاستغناء عنها لانها مطلوبة لذاتها , كل انواع المعارف يمكن الاستغناء عنها ماعدا المعرفة المرتبطة بالانسان , قد تتعدد مناهج العلماء وتختلف مدارسهم , ولكن مالا يفيد الانسان وينهض به من المعارف  فلا اهمية له  , البحث عن الحقيقة هو منهج الصادقين ..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

( الزيارات : 643 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *