مفهوم النفس فى نظر السيد النبهان

رأيه في النفس:

حظي موضوع النفس باهتمام الشيخ رحمه الله، وكانت لفظة النَفْس تتردد كثيراً في أحاديثه ومذاكراته، وذلك لأن النفس هي موطن التزكية، وهي المنطلق لأي إصلاح تربوي ، وكل الفضائل الإنسانية ترتبط بطهارة النفوس.

والمعرفة وهي الغاية من التربية الصوفية لا تتحقق إلا بعد رياضة النفوس وتهذيبها، ولا يمكن إصلاح الباطن إلا بإصلاح الظاهر، وهو التحكم في الغرائز والميول الفطرية والمكتسبة.

وليس بإمكان الإنسان أن يسوس غيره من الناس إلا بعد سياسة نفسه والتحكم فيها وإحكام قبضته على نزواتها واندفاعاتها، والسيطرة على أهوائها وشهواتها، والذين يحرصون على تهذيب غيرهم عليهم أن يبدؤوا بسياسة أنفسهم وتهذيب طباعهم، فذلك هو الطريق الطبيعي والخطوة الأولى للإصلاح، وكيف يستقيم أمر الإصلاح إذا لم يبدأ الإنسان بنفسه، فالصادق يدعو الناس إلى الصدق بحاله، والشجاع يدعو الناس للشجاعة بالاقتداء به، وهكذا في كل الفضائل السلوكية.

والنفس لفظ مشترك يدل على معان كثيرة، وهي ليست البدن فالبدن مدرَك بالبصر وهو جسم حي يمكن رؤيته ويمكن لمسه، أما النفس فشيء آخر يختلف عن البدن، وليس جزءاً من ذلك البدن، لا يرى بالبصر الحسي، وإنما يدرك بالبصيرة، يقبل الأشكال المتغايرة، ويقبل التغيير بالمجاهدات وأنواع التربية ويمكن أن توصف هذه النفس بالفضيلة أو بالرذيلة، بخلاف الأبدان فلا يقبل التغيير إلا بزوال الصورة الأولى.

وتبحث النفس عن كمالها الفطري وتميل للنقص بحكم الغرائز، وتستلذ الرذائل بحكم الاعتياد عليها، وتطلق لفظة النفس على الذات الإنسانية وأحياناً يراد منها الذات التي تعتبر موطئاً للغرائز الفطرية، الشهوانية والغضبية، وهذا هو المعنى المذموم الذي يحتاج إلى تهذيب وطهارة وتزكية.

( الزيارات : 1٬178 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *