مهمة علم الاجتماع

 كلمات مضيئة..مهمة علم الاجتماع

هناك حاجة ملحة لدراسة الظواهر الاجتماعية , الظاهرة هي سلوك يصدر عن الافراد بشكل عفوي يعبرون به عن سلوك معين قد يؤمنون به وقد يفعلونه بغير ارادتهم انسجاما مع ارادة الجماعة التى ينتمون اليها , ليس من الضرورى ان تكون الظاهرة مفيدة اوصحيحة , هناك ضغط اجتماعى يجعل الانسان جزءا من مجتمعه , وهو مضطر لان يفعل ما يفعله غيره ,  نحتاج الى دراسة تلك الظواهر واحدة بعد الاخرى بعيدا عن الانفعال , ما اسبابها وما مدى الحاجة اليها وهل هي مفيدة ام ضارة ,  كل سلوك يتكرر فى مجتمعه ويقدم الافراد على فعله فانه يعتبر ظاهرة , وكل ظاهرة تستحق ان تدرس بطريقة حيادية وهادئة , مهمة علم الاجتماع ان يدرس الظاهرة اولا , هناك علوم اخرى مهمتها ان تتناول تلك الظاهرة من حيث هي سلوك ايجابى واخلاقى,  ويجب تشجيعه او هي ظاهرة ضارة ولا اخلاقية ويجب التغلب عليها , الظاهرة تستجيب لضغوط خارجية , تتمثل فى الاعتياد والتكرار , وعندما يتخلف المجتمع وتكثر امراضه وعلله فمن الطبيعى ان نجد الكثير من الظواهر السلبية الضارة , مثال ذلك يمكننا ان ندرس ظاهرة الطلاق كظاهرة قد تكبر فى بعض المجتمعات وبخاصة فى مجتمعات الحضارة ومجتمعات الترف والمجتمعات التى هي اقل التزاما بالدين , هذه ظاهرة تحتاج الى دراسة اجتماعية واعية معتمدة على احصاءات وبيانات تساعد على فهم اسباب ذلك , الدين عامل اساسي فى تدعيم القيم الاخلاقية والتالف والرحمة والوفاء , الطلاق قد يقل فى كثير من المجتمعات الاكثر التزاما بالدين و احيانا لا يكون الزواج ناجحا ولكن الطلاق ليس هو الخيار الافضل لحل مشكلة الخلافات المتكررة , الطلاق ليس هو الخيار الاخلاقى لكل من الزوجين  , هناك من الازواج من يخجل  من الطلاق ويعتبره لا يليق ان يصدر عنه , الدين عامل اساسي فى تدعيم الاسرة واستقرارها , الفردية عندما تكبر تزداد الانانية , الشعور بالترابط الجماعى يخفف من الانانية ويجعل التكافل اكثر قوة , مجتمعات القرية اكثر تكافلا واقل فردية , الكبير فى مجتمع القرية قريب من الصغير والقوي قريب من الضعيف , ومشاعر الرحمة اكثر رسوخا , القرية متعاونة فى المحن والازمات , من اراد ان ينعزل فى مجتمع القرية سيكون منبوذا , عندما يقع العدوان على ملكية فرد فى القرية فكل القرية تقف معه لكي تؤازره فى محنته , مجتمع القبيلة اكثر تماسكا وتكافلا , مجتمع المدينة اكثر فردية وانانية والقسوة هي ثمرة تلك الفردية والشعور بالاستغناء عن كل الاخرين  , مهمة علم الاجتماع ان يدرس هذه الظواهر الاجتماعية , مجتمع الحضارة يختلف كليا فى مفهوم الفضيلة الاجتماعية وهو اكثر التزاما بها  , مجتمع المدينة مفكك ومتخاذل واكثر انانية والفوارق فيه كبيرة وتهدد استقراره  , مهمة الدولة اكبر فى مجتمع المدينة لان الفرد يعتمد عليها ويتهرب من الاعباء التى تفرض عليه , لكل مجتمع خصوصياته , الظاهرة الاجتماعية هي وليدة مؤثرات اسهمت فى تكوينها , لكل مجتمع ما يجعله متماسكا,  ومهمة علم الاجتماع ان يشجع كل الجهود التى تسهم فى رقي المجتمعات وتماسكها,  واهمها الدين والاخلاق والقيم الاصيلة المتوارثة …

( الزيارات : 991 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *