مهيار الايمان عمل الصالحات

معيار الايمان عمل الصالحات

…………………………………………

كنت انصت لسورة الكهف كما هي عادتي صباح كل يوم جمعةً واستمتع بما اسمعه ، وكانتي لم اسمعها من قبل ، وافهم فى كل مرة الجديد من المعاني والدلالات التي احتاج اليها ، ولاحظت ان كل يوم في حباة الانسان له خصوصيته الزمانية في الفهم ، هناك علاقةً تكامل بين الانسان واللحظة التي يعيشها , والتي يستمد منها معرفته بالحياةً ،   الافكار وليدة واقعها , وتتجدد باستمرار باتجاه البحث عن الكمال ، لم نعد كما كنا من قبل فيما نفكر فيه ، كل شيء اختلف عما كان عليه ، التغيير حتمي فى الحياة نحو الكمال الذى يترجح لنا انه الكمال ، ما اروع كلام الله وهو يخاطب الانسان كل يوم بما يرشده ويهديه ويعلمه كيف يختار طريقه الذي لا عوج فيه في الحياة ، واهم مالا حظته ان الله تعالى يعرّف المؤمنين بانهم الذين يعملون الصالحات , ما اروع هذه الدلالة ان يجسد الايمان معنى العمل الصالح ، ويتسع مفخوم الايمان لكي يشمل الخلق كلهم ، وقد اقترنت كلمة الايمان بالعمل الصالح في الخطاب القراني فى مواطن كثيرة ، معيار الايمان والكفر ما يصلح الحياة مما يقتضيه الايمان بالله وما يفسدها من الضلال فى ذلك الايمان, وهذا هو معنى الطاعة لله والخضوع له بما يحبه من الصالحات واجتناب ما حرمه من المفاسد وكل المنكرات المتجددة المعبرة عن فساد القلوب وغفلتها عن الله تعالى ، وكلمة الصالحات تشمل كل ما يصلح الحياة من المواقف والسلوك ، لا شيء مما يفسد الحياة من الصالحات ، كم هو جميل هذا المعيار الالهي الذي يربط به الايمان بالله  بالصالحات والتسابق في الخيرات والتراحم الانساني الذي لا تستقيم الحياة الا به عدالة في الحقوق وتكافلا يعبر عن رقي مرتبة الانسانية ، ومهمة المرسلين ان يكونوا مبشرين ومنذرين ، واسوأ ما يحرمه الله الشرك بالله اولا والطغيان وكل ما يؤدي اليه من المظالم في الحقوق والمنكرات في السلوك ثانيا , وكل ما يفسد الحياة من الاطماع والاهواء التي تفسد الحياة ، ما يريده الله من عباده ان يكونوا صالحين في انفسهم فيما هم فيه ومتراحمين , يحمل قويهم ضعيفهم ويتكفل غنيهم بفقيرهم لكيلا يكون هناك جائع او محروم ،الصالحون لا يظلمون ولا يعتدون ، ولا تستقيم الحياة الا بجهد الصالحين من عباده في كل عصر ومجتمع ممن يريدون ان تكون كلمة الله هي العليا في الارض ، وكلمة طغاة الارض من الظالمين والفاسدين والمستبدين هي السفلى ، اعداء الله هم اعداء الحياة واعداء الانسان الذين يظلمون المستضعفين وياكلون مال الناس بالباطل عن طريق الاغتصاب والاستغلال والاستيلاء على حقوقهم بادعاء العدالة القانونية التي يتحكم فيها الاقوياء , ويظلم فيها الضعفاء تحت شعار الحرية الفردية ، لا شرعية لعقود الاذعان التي تفرض على العمال وانتقاص اجورهم ، الحق في الحياة ثابت بالوجود الانساني الذي لا ارادة للانسان به ، وقد ضمن الله لكل عباده رزقهم مما سخره لهم ياخذ منها من الرزق في الارض والبحر وكل ثروات الطبيعة التي هي ملك للانسان لكي يأكل منها بالمعروف ، وهذه هي مائدة الله الممدودة لكل عباده ، ولا يحرم احد من رزق الله فيما هو ضروري له ، ولا احد خارج الاسرة الكونية المتساوية الحقوق كما يتساوى افراد الاسرة الواحدة في حقوقهم , ويلتفون حول المائدة المسخرة لهم ، لا احد من طغاة الارض يحمل معه شيئا مما هو مسخر لكل الآخرين ، مهمة المرسيلين ان يكونوا مبشرين ومنذرين وموقظين وهداة الى الطريق الذي لا عوج فيه ولا ظلم ولا اغتصاب ولا استبداد  وكل ما بفسد الحياة ، رحلة الحياة مستمرة ومتجددة بالاجيال المتعاقبة التي تحمل الامانة ، وهي المستخلفة على الارض ان تحافظ عليها كما ارادها الله بلا امتيازات ولا طبقيات ولا انساب ،

……………………………

ا

( الزيارات : 189 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *