نحن.. ودول الجوار

     

لا عدو لأمتنا سوى إسرائيل التي اغتصبت أرض فلسطين وشردت شعب فلسطين وقتلت الآلاف من أهلنا , وعداؤنا مع المعتدين , بسبب عدوانهم, وليس مع اليهود كدين وكطائفة ، وكلّ من يدعم العدوان ويمدُّه بالسلاح ويشجعه فهو عدوٌ لهذه الأمة , وكلّ من يمدّ يده إلى المعتدي ويعقد معه سلاماً فهو خائن لأمته , فلا سلام في ظلِّ الاحتلال ولا مفاوضات مع المعتدي إلا لإنهاء الاحتلال .

ويجب أن يتوقف التحالف الغربيُّ الصليبيُّ عن تخويفنا من دول الجوار , فهؤلاء أهلنا وجيراننا ورفاق تاريخنا , فمن اعتدى منهم على أرضنا قاومناه , ومن تحالف من هؤلاء مع عدونا خاصمناه وقاطعناه , ومن وقف معنا ودافع عن حقنا فهو أخٌ وصديقٌ , قد نختلف مع دول الجوار في قضايا كثيرة , مثل قضايا الحدود والمياه والاختلاف المذهبي ومشاكل الأقليّات , ولكن هذه الخلافات الهامشيّة لا يجوز أن تكون سبباً لعداوات دائمة وحروب مدمرة , فالدول المتجاورة تتخاصم وتتنافس ويجب أن تعتمد أسلوب الحوار والمفاوضات للتوصل إلى حلولٍ عادلةٍ وممكنةٍ ..

ويجب على الغرب أن يتوقف عن سياسة تخويفنا من جيراننا , فخوفنا من الغرب أكبر , ومواقفهم ضدَّ مصالحنا أقسى , ولا وفاء لهؤلاء وإن أظهروا المودة والصداقة ، أما دول الجوار مثل تركيا وإيران وأفغانستان وباكستان والسنغال وكلّ الدول الإسلامية المجاورة فيجب أن نفتح قلوبنا لها وأن نعمق صلاتنا بها فهي أقرب إلينا ولو اختلفت  الحكومات  في بعض المواقف فهذه الشعوب هي أقرب إلينا , وتتعاطف مع قضايانا ، لا نخاف منهم وإن اختلفنا , ولا نضيق بانتصاراتهم وإن تفوقوا علينا فقوتهم هي قوة لنا , وينبغي أن تلتقي دول هذه المنطقة الإسلامية لوضع إستراتيجية تعاون وتكامل وتضامن في وجه التكتلات الدولية الأخرى, ولا خيار لعالمنا الإسلامي إلا أن يتعاون ويتضامن للدفاع عن مصالحه وأن يقيم علاقات تعاون مع الدول الصديقة التي تحترم شعوبنا وتتعاطف مع قضايانا , ولا أمل لنا في علاقة سوية وصادقة مع الغرب لأن العقلية الصليبية ما زالت مسيطرة على العواطف والمواقف , ونحن لا نكره الغرب الصليبي ولكنّه يكرهنا , ولا نضيق بثقافته ومعتقداته وتقاليده ولكنه يضيق بعقيدتنا وثقافتنا وتقاليدنا ويفرح بضعفنا وخلافاتنا..

( الزيارات : 1٬829 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *