عيد المولد النبوي الشريف

عيد المولد النبوي الشريف..

اختلف العلماء في حكم الاحتفال بعيد المولد النبوي ، والاختلاف في هذا الأمر مشروعٌ ومقبول، فمن منعه فقد اعتبره بدعة في الدين ، وليس لهذا الاحتفال فى نظرهم أيّ دليلٍ شرعيٍ ، وهذا كلامٌ صحيحٌ ، ولا خلاف في هذا الكلام..اما مبدأ الاحتفال بالمولد  فيجب ان ينظر اليه من خلال دوافعه,اماالدوافع  فهي دوافع إيمانية عميقة وصادقة ، فمحبة النبيّ صلى الله عليه وسلم هي أسمى عاطفةٍ وأصدق تعبيرٍ عن عمق الإيمان وصدقه ، وليس هناك مؤمنٌ صادقٌ الإيمان إلا ويفرح بهذا اليوم ، ويريد أن يعبر بكلّ وسيلة عن فرحه وابتهاجه ، ولا يلام محب في التعبير عن عاطفته ، وليس لدينا أيّ دليل يمنع المسلم من التعبير عن محبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمن احتفل بهذا المولد فلا يُلام ولا يُمنَع ، ويثاب على فعله ، وبخاصة وأنّ الاحتفال هو لقاء محبةٍ تعرض فيه مواقف مؤثرة من السيرة النبوية ، لتغذية القلوب بالإيمان ، وترسيخ القيم الإسلامية والاستفادة من السيرة النبوية ودروسها وعبرها ..

وإذا قلنا أنّ الاحتفال بدعة جديدة في الدين ، وأجيب بأنّ هذه البدعة لا تضيف عبادة جديدة ، وإنّما هي تقليدٌ حسنٌ وعرفٌ محمودٌ ، ومن أبتدعه لأول مرةٍ فأجره عند الله كبير ، ومن أخذ به وقلد فيه فقد رسّخ عرفاً محموداً في المجتمع الإسلامي ، ومن أعرض عن هذا الاحتفال وكره المشاركة فيه من غير عذر فقد حُرِم من بركة هذا اليوم  ولا مكان له في مجالس المحبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم فمن أحبَّ رسول الله أحبَّ كلّ مجلس يُذكر فيه اسمه وتتلى فيه سيرته ويصلى عليه فيه ..

ويُشترَط في هذه الاحتفالات ألا تكون فيها مخالفةٌ للشريعة ، وألا تتضمن ما هو مذمومٌ من العادات ، وأن يلتزم المحتفلون بالآداب الإسلامية والضوابط الشرعية ، وأدعو كلّ المجتمعات الإسلامية أن تجعل  هذا اليوم العظيم يوم الفرحة والبهجة ، ويوم الدعاء والتوبة والرحمة ، فلا أجمل من هذا اليوم ولا أروع منه ، وبخاصة إذا اقترن بعمل الصالحات من الأعمال وكان لقاء المولد لقاء الأخوة والتسامح والتواصل ..وفيه تجتمع القلوب المؤمنة على محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

(ادعو الله تعالى أن يجزي الجزاء الجميل لمن ابتدع هذا الاحتفال ، وقام به لأول مرة ، وله أجر كلّ من أحتفل بهذا اليوم إلى يوم الدين ، فهذا الاحتفال من السنن الحميدة والمفيدة..

( الزيارات : 676 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *